الطفيلة اذ تخرج عن صمتها

متجاوب 2023

مہجہرد إنہسہآن

طاقم الادارة
إنضم
27 أغسطس 2009
المشاركات
40,741
مستوى التفاعل
1,565
النقاط
113
الإقامة
الطفيلة الهاشمية

2011520big87882.jpeg



د. عامر السبايلة ضَخت الطفيلة اليوم دماءً حيَة ونقية في الجسم الأردني الذي لا نملك إلا أن ننحني له من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، وهذا يشير الى أن الأردنين قد يسكتوا ويصمُتوا ولكنهم لا يُغبنوا.

فالصبر أثبت سئمه عند أبناء الطفيلة على الظلم والسكوت وهضم الحقوق ، وإن كانوا قد صبروا على الظيم فذلك كان نتاج الكرم في أخلاقهم والوطنية التي تسكن نفوسهم وما كان يوماً نتاجً لضعف أو محصلة لخوف.

يخطأ من كان يقنع نفسه بأن الحراك السياسي الأردني قد انتهى وانها كانت مرحلة أقرب ما تكون في طبيعتها لسحابة الصيف كحال رواية "منظري السياسة الحكومية" الذين لم يُفوتوا فرصة في الأسابيع الثلاثة الماضية ليستعرضوا من خلالها "نجاح" ادارتهم للأزمات.

من جهة أخرى نحن كنا ندرك أن أسلوب التعاطي مع الحراك في السابق لم يكن يهدف الى العلاج بل وكعادة حكوماتنا أسلوب يهدف إلى ترحيل الأزمة أو حتى تجميلها و كأنهم يتناسون تماماً قرب وسرعة عودتها الى السطح ، والجميع كان يعلم ان سكوت الأردنيين ما كان إلا إعطاءً لفرصة يروا من خلالها نتاج الحراك السلحفائي الحكومي على أرض الواقع ، فكان أن اضحى الجميع على يقين بأن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه وأن الحكومة لو تُركت وحدها مئة سنة مقبلة لوجدناها على حالها (وسط حالة التفاؤل المفرط عندها ) أو أسوء بكثير, فالفاسد يُهرَب والسارق يُكافىء والمحسوبية تُأطر والواسطة تزداد وسياسة الأعطيات والهبات تتضخم.

يقول الله عز وجل في محكم تنزيله " لا يُكلف الله نفساً الا وسعها" و الأيام اثبتت للقاصي والداني أنه لا يمكن لبضع سنين من الغياب أن تُعيد إنتاج الشخوص ولا يمكن أن تُغير في العقول أو أن تضيف صفات غير موجودة في الانسان , بل اثبتت أن الحال قد يسوء والدوران في الدوائر المفرغة لا يُخلَف إلا إنجازات واهمة والركض في المكان لا يمكن أن يخطوا خطوة واحدة الى الامام , لذا فمن لا يستطيع المسير الى الامام فليتنحى جانباً تاركاً الفرصة لغيره وهذه نصيحة مجانية لكل من يعتبر.

المرحلة المصيرية التي نعيشها اليوم تتطلب اختيار الشخوص القيادية بعناية فائقة , فمتطلبات المرحلة كبيرة لذا لا مكان للأحجام الصغيرة المتوفرة حالياً والتي لا يمكن لها ملىء أي مكان في المعادلة السياسية.

وللأسف حتى الحفاظ على الحال القائم تفشل فيه هذه الشخوص فهي لا تتقن إلا فناً واحداً "فنَ صناعة الأزمات".

وبالعودة إلى الطفيلة لتذكير كل من ينسى أو يتناسى فليعلم أن الطفيلة تاريخياً كانت دائماً حصناً منيعاً أسقطت الكثيرين على أبوابها ولم تسقط , منحت ولم تُمنح , لم تنظر يوماً أوامر أو قرارات لتقوم بواجبها الوطني , فأبناؤها كانوا دائماً السباقين والمضحين غير متعلقين يوماً بحياة أو مطامع شخصية ولم يكونوا يوماً طالبين لمنصب أو جاه , لذا رضوا دائماً بالقليل وسكتوا عن كل السياسات الظالمة والهاضمة لحقوقهم وحقوق مدينتهم ، لذا إن تحركت الطفيلة فلا بد للجميع أن يصغي وللكثيرين أن يعوا معنى الحراك.

وبعد كل هذا العناء لم ننل إلا نعت أبنائها بالأشقياء, لا لذنب اقترفوه غير خروجهم عما تعودت عليه الحكومات من الصمت والاذعان ، فاصبحت المطالبة ببعض من الحقوق جريمة والتعبير عن الرأي تستحق العقوبة والاعتقالات الليلية على طريقة الافلام البوليسية هي مخرجات الزيارات التنموية.

لمن لا يزال ينكر التارخ هؤلاء "الأشقياء" الأنقياء هم أحفاد محمد بطاح المحيسن المفكر الكبير يا دولة الرئيس ومؤسس أول جريدة عربية في ديترويت سنة 1917, هو مؤلف مسرحية "الذئب الأغبر" و التي عرضت في مسارح فرنسا لستة شهور متواصلة.

هؤلاء هم احفاد فرحان الشبيلات وصالح وذياب العوران ومحمود الحوامدة ومحمد عودة القرعان وموسى وشاهر المحيسن والنائب وحيد العوران وعطاالله العطيوي وجمال البدور والشيخ عبدالله العوران والعسكري محمد سليمان السوالقة وعبد المهدي المرافي وجريد الحراسيس وتيسير السبول وأحزانه الصحراوية والكثيرين الذين لا يسعني هنا ذكرهم لكنهم ساكنون في وجداننا وعقولنا.. الاجحاف لم يكن وليد اليوم والتنكيل لم يكن صنيعة اللحظة .. هو سياسة آن لها ان تنتهي.

فاليوم لن نطيل ولن نختزل مشاكلنا ضمن حدود الطفيلة, فالمدينة و أبنائها جزء من هموم هذا الوطن من شماله الى جنوبه, و أبنائها شاطروا و لازالو بسطاء الأردنيين أحلامهم بالعيش الكريم. لذا آن الأوان ان نقول للظلم كفى, و آن للحقوق أن تُسترد و لا يمكن للغبن بعد اليوم ان يستمر. و هذا يحتم على الحكومات اعادة قراءة المشهد ضمن قراءة صحيحة وواقعية تعيد للامور نصابها, فالعلاقة تتجه الى اعادة التأطير بين الحكومة و المحافظات المهمشة و هذه القراءة الجديدة لا يمكن ان تبدأ الى بتبني القاعدة الرئيسية" الرجل المناسب في المكان المناسب".





http://amersabaileh.blogspot.com/

د. عامر السبايلة
 
إنضم
1 يناير 2011
المشاركات
24,531
مستوى التفاعل
817
النقاط
0
الإقامة
الـبــحــر .. !!!
الطفيلة تاريخياً كانت دائماً حصناً منيعاً أسقطت الكثيرين على أبوابها ولم تسقط , منحت ولم تُمنح
الله حيهم أبناء الطفيلة الهاشمية ..
يستحقوا أن ننحني لهم بكل فخر وعز ..

أشكرك أخي على طرح هذا المقال الرائع ..
والدكتور عامر ما قصر ..
 

تيمو

عضو قوي
إنضم
24 يوليو 2010
المشاركات
597
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
المفرق
الله محييهم الطفيليه الله يحفضهم يا ربي

مشكور اخي جوردن مان

تقبل مروري اخي
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى