Mansor_alsawalqa
طاقم الادارة
سرايا - قال مدير اثار اربد الدكتور اسماعيل ملحم ان المغارة "المدفن " التي اكتشفت الثلاثاء الماضي في منطقة حواره في إربد ويعود تاريخها الى القرن الثاني الميلادي، تعرضت للسرقة من قبل لصوص الاثار لحظة اكتشافها.
وبين الدكتور ملحم الى وكالة الانباء الاردنية (بترا) اليوم الخميس، ان اللصوص تمكنوا من سرقة حوالي20 آنية فخارية و7 مدامع زجاجية، لافتا الى ان تاريخ تلك القطع يعود للقرنين الثاني والثالث الميلاديين، وانه لم يتم العثور الا على فانوسين فخاريين ومدمعة، وهي مرفقات جنائزية كانت ترافق المتوفين في العادات الرومانية.
وقال انه تم ابلاغ الحاكمية الادارية والجهات الامنية المختصة وزودتها باسماء بعض المشتبه بهم لملاحقتهم واسترجاع القطع المسروقة، لافتا الى ان سرقة الاثار يجرمها القانون وتتسبب بفقدان كنوز اثرية الاولى ان تحفظ في المتاحف.
وقال الدكتور ملحم ان الدراسات الاثرية وقياسا على مدافن رومانية سابقة، فان كل متوفى يرافقه انيتين فخاريتين ومدمعة (آنية زجاجية على شكل مزهرية صغيرة) كانوا يملؤنها بالعطر ويضعونها بجوار الميت للتخفيف من رائحة تعفن الجثة.
ووجد في المدفن10 قبور نحتت في الصخر على شكل تجاويف يحتوي كل منها على هيكل عظمي كامل، فيما كان احدها ملقى في ارض المغارة على ظهره ويعتقد انه كان متوفيا بسبب التهاب في الجمجمة والمفاصل بدلالة البقع السوداء التي بدت واضحة على جمجمته ومفاصله.
واوضح انه يعتقد ان يكون المتوفون من عائلة واحدة، مشيرا الى وزن احدهم كان يصل الى150 كيلوغراما بدلالة عظامه العريضة والكبيرة وان اعمارهم تراوحت بين 16 الى50 سنة.
وكانت المغارة اكتشفت خلال حفريات تنفذها احدى شركات المقاولات للصرف الصحي في البلدة، حيث تولى خبراء اثريون من دائرة الاثار العامة ومدير اثار اربد اعمال التنقيب بالتعاون مع استاذين متخصصين في علم العظام الاثرية من كلية الاثار والانثربولوجيا في جامعة اليرموك.
وقال الدكتور ملحم ان القبور نحتت في المغارة التي يبلغ عمقها حوالي4 أمتار على شكل تجاويف جدارية مفتوحة، مشيرا الى ان الهياكل العظمية كانت بحالة سيئة للغاية بسبب الرطوبة العالية في المغارة.
وقال ان المغارة لم تتعرض طيلة الالفين عام الماضية لاي عبث، وبقيت على حالها ووجدت بوابتها الاصلية على شكل شبابيك حجرية طولية منتظمة بطريقة هندسية لافتة.
وفي اطار متصل بدأت مديرية اثار اربد بمسوحات اثرية شاملة لجميع المواقع الاثرية في قرى والوية المحافظة بهدف تقييمها وجردها والاهتمام بها وتوثيقها.
وقال الدكتور ملحم ان محافظة اربد شهدت كثافة سكانية كبيرة عبر العصور التاريخية القديمة المختلفة، منوها الى ان المواقع الاثرية تتميز بتنوع فريد عز نظيره في العالم.
