تلك الأمسية بدأت من نهاية الـجـُرح

متجاوب 2023

منوعات

عضو vb
إنضم
24 يونيو 2010
المشاركات
13,521
مستوى التفاعل
431
النقاط
83
الإقامة
في قلب حبيبي
إكتمل موتكَ . .. في تلك الأمسية !

كل الطـُرق مـُعبـّدة لتسير بك الى منارة الرماد . لستَ سوى عـَلقة
تـهتـّكَ رحمُها . تـُقايض من يغسل ذاكرتك بزهو العـُمر ... في جيبك
ثـُلة مفاتيح .. وتأشيرة حـُزن لـ " نصير شما " .
الاشياء عادةً تبدأ من أولها ..

إلا تلك الأمسية بدأت من نهاية الـجـُرح ..

لتستمع لـ " شما " تحتاج عـُكاز ..
وخيط تربط به طرف غيمة

تستدعيها حين احتراق .. سارية تـُلوّح بها سلاماً .. سلاماً .

وعريشاً من جريد النخيل فيه عذق تسند ظهرك اليه .
من الصعب أن تستمع لـ " شما " وتعود بكامل عافيتك !
يُـداعب عودهُ ليشهق الجـُرح ..
عشر أصابع لا تكفيه

ليعزف السمراء كربلاء .. أو ليرسم وجه بابل .

جوقة ألحانه تجول بك أسواق العراق .. فـ تشمُ بخور آشور ..
تستذكر جلجامش .. ودجلة وقت الغروب .. وعلى وجلّ تحضُر سنونوة
الروح سامراء . وتترككَ في مهب الحزن.

يتمطى الحنين لبغداد بين حاجبيك .. تتوحد معه وترصُد وجوه

الحاضرين تجدها كـ خرائط الحُزن تـُشير الى وجعك .
أُمسية مدت أُصبعها وفقأت عين أحلامك ..
فيها عرف الهمّ طريقه لقلبك
كمن يقـُص الأثر ويصل ..

وخزتك مهاميز لحن " التشووبي " فـ طرت .. وانتفضت ..

وصرخت : حلّق يا " شما " فما سماء اليوم الا لك .. ولجـُرحي !
كيف لـ لحن فيه بحة الناي أن يـُحرك حميـّة الجهاد في نفسك !
كيف له أن يكون طحين الوجع !

خرجت من الأمسية .. كـ مُحارب ترك المعركة منذ الطلقة قبل الأولى

تقول : لو انثر ألمي ذرواً للطير ..! للريح ..! فلا يتبقى منه شيء !
لو أن الوجع كـ أوراق تقويم ننتزعها فتتساقط عند أقدامنا ! أو نصنع
منها مراكب ورقية تغفو فوق الماء ويجرفها بعيداً !

أيامك مـُثقلة كـ شجرة أغصانها إفترشت الأرض من فرط حمولتها !

تشتهي نهراً كاملاً تستحم به .. مبلل انت .. أهو ماء الفرات ! ام ان
العراق يـنـز مـن مـسـام جـلدك !

تـائـه .. تتوسل جُرح بغداد أن يسقط منك .. أن يـُغلق النافذة ..

فلا موجز للنشرة ولا خبر عاجل !

ما أشقاك !. تحمل عـِراقك بين جوانحك وتشتعل .. فتفوح رائحة احتراقك

.. ودخان كشيشة جدك ! ..

تلوب الأرصفة ... كـ طريد الدم المهدور .. مهزوم ..تركُل

أعباءك فترتد إليك .. تحشو أوردتكَ بأمل خائب ...
وأسئلة تتحشرج في حلقك :

كيف نبت للمساء أظافر نبشت شغاف روحك !

ما الذي سمعته هنا
وقضى عليك !

تتسول : لله .. رصيف آمن .. !


خزائن خالية من اثواب الارامل ..!


سنابل قمح على ضفاف دجلة !


لك الله .. كيف هرمّتَ فجأة .. ولم تغفو قرب إمرأة تفوح منها رائحة

الربيع ! لم تتلوث بخطيئة ! لم تـُعـانق غير أُمك ! لم تتعثر بدفْ القرنفل !
لم تقف إمرأة عمداً .. أو صدفة .. في طابور أحلامك ! لم تلوِ الصبايا
ذراع قلبك ! لم تـُسرّج بوحك .. لم تفي نذورك .

مازلت تـُدحرج العمر نيئاً على سلالم الأيام .. ومع ذلك !

إكتمل موتكَ . .. في تلك الأمسية ..
 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
شكراً لأناملك التى خطت
هذا الإبداع وهذا الجمال
سلمت يداك على ما نقلته لنا
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى