رمضان حول العالم

متجاوب 2023

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سنزور في كل يوم من ايام شهر رمضان المبارك بلد اسلامي لتعرف على عاداتهم وتقاليدهم في هذا الشهر الفضيل


نتمنى لكم المتعه والفائدة


والله ولي التوفيق

 

سوار

طاقم الادارة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,077
مستوى التفاعل
151
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
موضوووع شيق

بـ انتظاركك

عطر الزهور
 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في المغرب


oa8WAAg9.jpeg


يمكن لأي مسلم يعيش في المغرب أن يلحظ مدى احتفاء الشعب المغربي بقدوم شهر
رمضان المبارك ، ويظهر هذا جليّا في الأيّام الأخيرة من شهر شعبان ، حين يبدأ استعداد
المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ومن تلك المظاهر تحضير بعض أنواع الحلوى
الأكثر استهلاكًا، والأشد طلبًا على موائد الإفطار .
وبمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين :
( عواشر مبروكة ) والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني ( أيام مباركة ) مع دخول شهر
الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
ثم إنك ترى الناس يتبادلون الأدعية والمباركات والتهاني فيما بينهم سرورًا بحلول الضيف
الكريم الذي يغير حياة كثير من الناس تغييرًا كليًا .
ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما
صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين.


وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك على ما يسمى بـ ( الدروس الحسنية الرمضانية )
وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور كوكبة
من العلماء والدعاة ، وتلقى هذه الدروس اهتماما من الأفراد ، لما يلمسونه من أهمية هذه الدروس
ومدى ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم ، وتقوم وزارة الأوقاف بطباعة هذه الدروس
وتوزيعها إتماما للفائدة .
ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار؛ فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح ،
يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث . وهنا يبرز " الشاي المغربي " كأهم
عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة ،ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها
في هذا الشعب الكريم ،وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال .
وهنا نقول : إن شخصية ( الطبّال ) أو ( المسحراتي ) - كمايسميه أهل المشرق - لا تزال ذات
حضور وقبول ، فعلى الرغم من وسائل الإيقاظ التي جاد بها العصر فإن ذلك لم ينل من مكانة
تلك الشخصية ، ولم يستطيع أن يبعدها عن بؤرة الحدث الرمضاني ؛ حيث لا زالت حاضرة
في كل حيّ وكل زقاق ، يطوف بين البيوت قارعا طبلته وقت السحر ، مما يضفي على هذا الوقت
طعماً مميّزا ومحبّبا لدى النفوس هناك .
وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد بقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية .
الفترة ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر تشهد فتورًا ملحوظًا وملموسًا ، حيث تخلو الشوارع من المارة
والباعة على السواء ؛ لكن سرعان ما تدب الحياة في تلك الشوارع، وينشط الناس بعد
دخول وقت العصر – خصوصا في الأسواق – لشراء المستلزمات الخاصة بالإفطار من
الحلويات والفواكه وغيرها من المواد التموينية المهمة ، مما يسبب زحاما شديدا
في المحلات التجارية وعند الباعة المتجولين .
يفضّل أكثر الناس الإفطار في البيوت ، إلا أن هذا لا يمنع من إقامة موائد الإفطار الجماعية
في المساجد من قبل الأفراد والمؤسسات الخيرية لاسيما في المناطق النائية والقرى والبوادي .


وفيما يتعلّق بالإفطار المغاربي فإن ( الحريرة ) تأتي في مقدّمها ، بل إنها صارت علامة على رمضان ،
ولذلك فإنهم يعدونها الأكلة الرئيسة على مائدة الإفطار ،؛
ويُضاف إلى ذلك ( الزلابية) والتمر والحليب والبيض ، مع تناول الدجاج مع الزبيب.
وللحلوى الرمضانية حضورٌ مهم في المائدة المغربية ، فهناك ( الشباكية ) و( البغرير )
و( السفوف ) ، والكيكس والملوزة والكعب ، والكيك بالفلو وحلوى التمر ،
وبطبيعة الحال فإن تواجد هذه الحلوى يختلف من أسرة إلى أخرى بحسب مستواها المعيشي .
ومع قرب انقضاء أيام هذا الشهر تختلط مشاعر الحزن بالفرح ، الحزن بفراق هذه الأيام المباركة
بما فيها من البركات ودلائل الخيرات ، والفرح بقدوم أيام العيد السعيد ،
وبين هذه المشاعر المختلطة يظل لهذا الشهر أثره في النفوس والقلوب وقتاً طويلا .


الى اللقاء ... مع موضوع جديد وبلد اسلامي آخر

تقبل الله طاعتكم​








 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في ماليزيا


ماليزيا في سطور
ماليزيا واحدة من دول العالم الإسلامي وتقع في جنوب شرق آسيا، وتتكون هذه الدولة من العديد
من الجزر مساحتها 329 ألفًا و750 كيلو مترًا، ويبلغ عدد السكان في هذه البلاد
حوالي الـ20 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين، إلا أنَّ هناك بعض العقائد التي تنتشر
بجوار الإسلام، فهناك البوذية والهندوسية من بين أفراد الشعب الماليزي،
ومن أهم المدن هناك مدينة "كوالالامبور" العاصمة وكذلك مدينة "كوناتان".
الإسلام في ماليزيا
المجتمع الإسلامي في ماليزيا
مثل باقي بلاد جنوب شرق آسيا دخل الإسلام عن طريقين هما التجارة مع البلاد الإسلامية
ودخول الدعاة إلى هذه البلاد من أجل نشر دين الله تعالى، وقد انتشر والحمد لله في هذه البلاد
حتى تكاثرت المساجد في كل مكان من الأرض الماليزية، ومنها المسجد الوطني
في العاصمة "كوالالامبور" والذي يتسع لـ15 ألف مصلٍّ.
شهر رمضان على الطريقة الماليزية
يهتم المسلمون الماليزيون بحلول شهر رمضان الكريم؛ حيث يتحرون رؤية الهلال، وتُصدر
وزارة الشؤون الدينية بيانًا عن بداية الشهر المعظم ويُذاع في كل وسائل الإعلام وتقوم
الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع ورشِّها ونشر الزينة الكهربائية في المناطق الرئيسة.​

أما المواطنون فهم يبدأون منذ نهاية شهر شعبان الكريم في شراء حاجياتهم الغذائية
وتحضير المساجد لاستقبال المصلين، وتُضاء المساجد، ويعلنون عن حلول شهر رمضان المعظم
بوسائل عدة: منها الضرب على الدفوف في بعض الأقاليم، ويقبل المسلمون رجالاً ونساءً وأطفالاً
على الصلاة في شهر رمضان، ويتم إشعال البخور ورشِّ العطور في المساجد،
ويصلي الماليزيون المغرب ثم يتناولون إفطارهم ويعودون للمساجد من أجل أداء صلاتَي
العشاء والتراويح، ويتْلون القرآن الكريم، وتنظِّم الدولة مسابقات حفظ كتاب الله تعالى
بين كل مناطق البلاد، وتوزّع الجوائز في النهاية في حفل كبير على الفائزين وعلى معلميهم أيضًا.​
وكثيرًا ما يدخل العديد من أتباع الديانات الأخرى في الإسلام أثناء احتفال المسلمين
بنهاية الشهر الكريم التي يحييها المسلمون عن طريق ختم القرآن الكريم أو يعتنقون الإسلام
أثناء أداء صلاة العيد والتي يراها الماليزيون جميعًا مناسبةً عامةً قد تستقطب غير المسلمين لحضورها.
ويفطر المسلمون في منازلهم، والبعض منهم يفطر في المساجد، ويحضر القادرون بعض الأطعمة
التي توضع على بسط في المساجد من أجل الإفطار الجماعي، وفي المناطق الريفية يكون
الإفطار بالدور، فكل منزل يتولى إطعام أهل قريته يومًا خلال الشهر الكريم في مظهر يدل
على التماسك والتراحم الذي نتمناه في كل أرجاء العالم الإسلامي.
ومن أشهر الأطعمة التي تحضر على مائدة الإفطار في شهر رمضان وجبة "الغتري مندي"
والتي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك "البادق" المصنوع من الدقيق،​
وهناك الدجاج والأرز إلى جانب التمر والموز والبرتقال

مساجد في ماليزيا :

مسجد بوترا جايا الذي يعرف أيضاً باسم المسجد الأزرق​
هو أحد اجمل المساجد في ماليزيا.. يقع على بحيرة بوترا جايا الاصطناعية في مدينة كولالمبور
ويتسع لأكثر من 15 ألف مصلي ..
وقد تم الانتهاء من بنائه في العام 1999..


مسجد رائع آخر في ماليزيا وهو مسجد الكريستال​
هذا المسجد المصنوع من الكريستال الخالص يقع في مدينة كوالا ترينجانو في الشمال الشرقي
من شبه الجزيرة الماليزية، وأمر ببنائه السلطان ميزان زين العابدين في العام 2006
ليستغرق بناؤه عامين ويتم افتتاحه في العام 2008.​

ماليزيا وأحد أجمل مساجدها على الإطلاق وهو مسجد زاهر
هو أحد أقدم المساجد نسبياً في ماليزياحيث تم بناؤه في العام1912،وهو أحد العلامات
المعمارية المميزة ويصنف على أنه أحد أجمل مساجد العالم .. تم تصميم قبابه الخمس
لتعبر عن أركان الإسلام الخمسة، وتبلغ مساحته 11,558 متر مربع.​

لم نغادر ماليزيا بعد، بل سننتقل إلى مسجد مضيق مالاكا
هذا المسجد الرائع الذي يبدو كما لو كان لوحة فنية أسطورية، وهو مبني على جزيرة اصطناعية
بالقرب من مدينة مالاكا في ماليزيا وتم بناؤه في العام 2006،

نختم رحلتنا بأجمل مساجد ماليزيا على الإطلاق وهو مسجد كوالا كانجسار
تم بناؤه في العام 1917 ويقع في مدينة كوالا كانجسار بولاية بيراك..

الى اللقاء ... مع موضوع جديد وبلد اسلامي آخر
تقبل الله طاعتكم​







 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في عُمان

135277.jpg



الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في عُمان يكون عادة بالتهيؤ للشهر الكريم منذ وقت مبكر، وقبل دخول الشهر الكريم بشهور، حيث يتواصى الناس بالخير، ويذكر الناس بعضهم بعضًا باقتراب موعد حلول شهر رمضان .
يستقبل أهل عُمان شهر الخير بالفرح والبهجة والسرور؛ وأكثر ما تتجلى هذه المشاعر في الليلة الأخيرة من شهر شعبان؛ حيث يخرج الناس لمشاهدة هلال رمضان، ويتنافسون في مراقبة هلاله، فتراهم يبحثون عن الأماكن المرتفعة، فيصعدون إليها شغفًا وطلبًا للفوز برؤية الهلال؛ حيث إن رؤية الهلال لها مزية ومكانة عند الناس في عُمان، لذلك نرى أن من يسبق إلى رؤية هلال رمضان يشتهر اسمه بين الناس، ويذيع صيته .


أهل الخليج عمومًا عاداتهم متقاربة وأعرافهم متشابهة ؛ حيث تتنوع الأكلات الرمضانية عندهم، والتي منها ( الشربة ) و( الهريس ) و( الثريد ) وغير ذلك من الأكلات الخليجية المشهورة في هذا الشهر الكريم .


أما فيما يتعلّق بالحلوى ، فإن أهل عمان قد تميّزوا عمّن سواهم من أهل الخليج بـ " الحلوى العمانية " ، وهي حلوى لذيذة لا يخلو منها البيت العماني طيلة أيام العام ، ولها أنواع عدّة تتفاوت في قيمتها ومكوّناتها ، ويأتي في مقدمها " السُلْطانية " التي تُعتبر أغلى أنواع الحلوى ، ولا يحصل عليها إلا علية القوم من شيوخ القبائل وكبار التجّار نظرا لقيمتها المرتفعة ، تليها حلوى " بركا " وحلوى " نزوى " و " صحار " ، وتأخذ هذه الحلوى ألوانا عدة ، فمنها ما هو أسود اللون ومنها ما هو أصفر ومنها الأحمر ، ويتم إضافة اللوز أو الفستق إليها، وفي بعض الأنواع يُضاف إليها " الكازو " والزعفران والهيل والسمن العربي ، وحديثاً تم إدخال التمر في هذه الحلوى رغبة في تطوير صناعتها واستحداث مذاقاتٍ جديدة لها .


وظاهر الليالي الرمضانية قد لا تختلف عن غيرها من الدول الخليجية ، حيث يجتمع كل أصحاب القرية، أو الحي الواحد في أحد المساجد لأداء صلاة التراويح، وتتفاوت المساجد في أداء عدد ركعات صلاة التراويح حسب ما يراه أئمة المساجد ومشايخها؛ فالبعض يصلي التراويح عشرين ركعة، والبعض الآخر يصليها ثمان ركعات .


واجتماع الناس في رمضان ظاهرة بارزة عند أهل عُمان ، حيث يتكرر اجتماعهم أكثر من مرة في اليوم الواحد؛ فإضافة إلى اجتماعهم وقت أداء الصلوات المكتوبة؛ يجتمع الناس في حلقات لتدارس وقراءة القرآن بعد الفجر والعصر من أيام رمضان؛ كما يجتمعون عند تناول طعام الفطور في البيت داخل الأسرة الواحدة، أو في المسجد داخل أهل الحي الواحد؛ ويلتقي الجميع لشرب القهوة بعد أداء صلاة التراويح ؛ ومن العادات أيضًا عند أهل عُمان اجتماعهم في اليوم السابع والعشرين في الأسواق لشراء مستلزمات العيد .


وتعقد في هذا الشهر المبارك مجالس الصلح والمصالحة بين المتخاصمين والمتشاحنين والمتنافرين؛ حيث يسامح المتخاصمون بعضهم بعضًا، ويتناسى المتشاحنون ما كان بينهم من شحناء وبغضاء، ويصل المتقاطعون ما أمر الله به أن يوصل .


أما استقبال العيد عند أهل عُمان فله بهجته وموقعه الخاص في النفوس، حيث يخرج الناس إلى المصليات التي أعدت لأداء صلاة العيد، فيؤدون الصلاة جماعة. وتقام بالقرب من تلك المصليات مجمعات للتسوق، واستراحات للتعارف والتزاور واللقاء. ويرافق ذلك أحيانًا إطلاق بعض العيارات النارية احتفاء بقدوم العيد السعيد .


كما تُنَظم بعض اللقاءات بين الرجال يقومون خلالها ببعض الحركات ( الدبكات ) التي تدل على أصالة الأجداد ومفاخر التراث. ويلاحظ التواجد المكثف للأطفال في تلك المواقع حيث يحضرون ابتغاء الحصول على الهدايا والحلوى التي تقدم في العيد خصيصًا لهم.




وإن ذُكر العيد ذُكر معه أهم عاداته عند أهل عُمان ، تلك هي عادة " الشوا " ، وهي عرف اجتماعي من الأعراف المحبّبة لدى هذا الأهالي ، يجتمع فيها أهل الحي ليقوموا بما يشبه " حفلة الشواء الجماعية " ، وتبدأ مراسيم هذه العادة قبل العيد بعدّة أيّام حيث يتم تهيئة تنّور ضخم يتّسع لعشرين ذبيحة أو أكثر ، وهذا التنّور مبني من الحجر والطين ، كذلك يتمّ جمع الحطب وإعداد المكان المناسب .


وفي أول يوم للعيد - أو اليوم الثاني بحسب اختلاف المناطق هناك – وبعد الانتهاء من صلاة الظهر والفراغ من معايدة الناس وصلة الأرحام والأقارب ، يتجمّع أهالي المنطقة لتجهيز وإعداد اللحم الذي سوف يوضع في التنّور ، وينقسم أهالي الحي إلى مجموعات ويتم إعطاء كل مجموعة مهمّتها ، ويتم خلال ذلك تقطيع اللحم إلى أوصال مناسبة وإزالة الشحوم المتعلّقة بها – وذلك لأن الشحوم بطبيعتها سريعة الذوبان مما لا يتناسب مع طريقة الشواء هذه - ، ويضاف إلى اللحوم أنواعٌ خاصة من البهارات ، وتُلفّ كل قطعة لحم في ورق الموز أو " اللامبو " ، ويفضّل الآخرون استخدام " الشوع " بدلاً عن ذلك لأنه يعطي نكهة مميزة للحم بعد نضوجه ، كما أنه يحمي اللحم من الاحتراق داخل التنّور ، ثم يتم وضع اللحم كلّه داخل " الوخيفة " أو " الخيفة " ، وهو الجراب الذي يوضع فيه اللحم ، ويكون مصنوعاً من سعف النخيل ، ولها تسمية أخرى عند بعض المناطق وهي " الخصف " ، ويُراعي عند وضع اللحم داخل الجراب أن يتم توزيع اللحم على هيئة طبقات يُفصل بينها بورق الموز ، وإذا لم يُجد فإنهم يستعيضون عنه بورق القصدير .


وفي المقابل يتم تهيئة التنّور ويوضع فيه الحطب الذي قد تمّ إعداده مسبقا ، وتُوقد النار في هذا الحطب حتى يصبح جمرا متقداً ، عندها توضع " الخيفة " داخل التنّور ويُحكم عليها الإغلاق من أعلى التنّور بوضع غطاء حديدي يمنع تسرّب الأكسجين إلى الداخل أو دخول الأتربة على التنّور ، كما أن هذه الطريقة تساعد التنّور على البقاء حارّا يومين أو يزيد .


ويتفرّق الناس في هذا اليوم ، ليجتمعوا مرة أخرى في اليوم التالي قبيل الظهر ، حيث يتم استخراج اللحم من التنّور ، وتلك عملية تأخذ بعض الوقت نظرا لكثرة اللحم الموجود ، وفي الوقت ذاته تقوم النساء في البيوت بإعداد الأرز الذي سيؤكل مع هذا اللحم ، وبعد الانتهاء من الصلاة يذهب الناس إلى مجلس الحي أو القرية ليتناولوا الغداء معاً ، ويتم تخصيص جزء من اللحم للنساء اللاتي في البيوت .


ومما يذكر هنا في هذه المناسبة أن الناس يجتمعون عادة ليقوموا بزيارة شيوخ القبائل ، وقد يؤدي ذلك بهم أن يقطعوا مسافات طويلة ، ويستمرّ تبادل الزيارات بين أهالي المناطق المختلفة طيلة أيام العيد​
 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في الإمارات
135271.jpg

" رمضان كريم وعساكم من عوّاده " ، مقولةٌ تتردّد على ألسنة الناس يهنئون فيها بعضهم على حلول الشهر الكريم ، ويظهرون فيها فرحتهم وابتهاجهم بموسم الخيرات والبركات ، ذلك هو الشعور الرمضاني في دولة الإمارات العربية المتحدة .

وللّيالي الرمضانية عبقٌ خاصٌ عند الأطفال ، حيث يخرجون للّعب في الساحات والأحياء ، ويكثر عندهم استخدام الألعاب النارية والمفرقعات بمختلف أنواعها ، فبعضها ينفجر في الجو محدثاً أصواتاً عالية ، وبعضها يتحوّل إلى نجوم زاهية الألوان ، وبعضها يقذف شرارات مختلفة ، ولا تكاد ليلةٌ تخلو من استخدام هذه الألعاب التي تضفي على الجو بهجة في قلوب الجميع .
وعندما يتعلّق حديثنا برمضان ، فإنه يتوجّه بالضرورة إلى الكلام عن أهمّ ميّزاته وأجمل لحظاته ، إنه الكلام عن لحظاتٍ يصل فيها الشعور الإيماني إلى ذروته وقمّته ، حيث يبتهل العبد بالدعاء ومدّ أكف الضراعة إلى المولى جلّ وعلا ، ويثني فيها عليه بما هو أهله ، ولا يزال المسلم هكذا يتقلب في هذه الرحاب العلويّة ، حتى ينطلق الأذان يصدح في الفضاء مؤذناً بانتهاء صيام ذلك اليوم ، وحلول وقت الإفطار ، فتغمر الفرحة جنبات البيوت مصداقا لحديث الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم : ( للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ) ، ويتحلّق الناس حول موائد الإفطار صغاراً وكباراً .

وفيما يتعلّق بالأكلات الرمضانية ، فإن الهريس يأتي في مقدّمها ، حيث تعتبر هذه الوجبة على قائمة الوجبات المفضلة عند أهل الإمارات ، ولا تكاد تخلو مائدة منها ، كما تشتهر المائدة الإماراتية بالثريد والسمبوسة والأرز بمختلف أنواعه : المكبوس والبرياني ، إلى جانب الحليب واللبن والعصائر المختلفة ، ويوجد من يقوم بتفضيل اللبن مخلوطا بالحليب ، وبطبيعة الحال تأثّرت المائدة الإماراتية بأكلات الشعوب الأخرى نتيجةً للتداخل الحضاري بين سكّان الإمارات ، ومن هنا دخلت لقمة القاضي والجيلي وغيرهما مما هو مشهور ومعروف .

ولدولة الإمارات نصيب وافرٌ من تقديم الوجبات الخيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي ، أما على المستوى الداخلي ففي أغلب مساجد الدولة تجد فيها الموائد العامرة بالأطعمة المتنوعة ، والتي توزّع من قبل الجهات الخيرية والمؤسسات الحكومية ، ولا شك أن في ذلك رحمة لذوي الدخل المحدود من العمالة الوافدة وعابري السبل .

وعلاوة على ما تقدّم ، فهناك مظهرٌ آخر يستحقّ الإعجاب والثناء ، ذلك هو وقوف عدد من شباب الخير عند الإشارات والدوّارات أوقات الإفطار ، يحملون في أيديهم عبوات التمور الصغيرة وأكواب المياه ، ليقدّموها إلى السائقين الذين تأخّر بهم الوقت فلم يصلوا إلى بيوتهم .

وكان لذلك أثرٌ واضحٌ على بعض محطّات البترول في الدولة ، والتي احتذت بدورها حذوهم ، فقامت بتوزيع وجبات إفطار مجانية لمن يقوم بتعبئة البترول في ساعة الإفطار ، وبعضهم أضاف إلى ذلك توزيع شريط قرآني وورقة تذكير بدعاء الركوب والسفر هديةً تذكارية منهم .

ومن الملامح المميزة لهذا الشعب الكريم ، كثرة نصب الخيام في الشواطيء والبراري للجلوس هناك والترويح عن النفس بعد إتمام العبادة ، ويتلذّذ الناس بهجر البنيان والعودة إلى الأصالة ، وعادة ما تكون هذه المجالس مجهّزة بوسائل الراحة ، ويدور فيها الحديث عن مختلف جوانب الحياة ، ويفضّل الكثيرون ممارسة أنواع الرياضة لتساعدهم على هضم المأكولات ، وتحقيقا للمتعة والترفيه ، ومن أشهر هذه الألعاب ، كرة القدم وكرة الطائرة .

وفيما يتعلّق بالجانب العباديّ ، تتفاوت صلاة التراويح بين مسجد وآخر ، ففي بعض المساجد يفضّل المصلون أن تكون الصلاة ثماني ركعات ، والبعض الآخر يصلّي إحدى وعشرين ركعة ، وعلى أيّة حال فإن الصلاة تُعتبر معتدلة ليست بالطويلة ولا القصيرة ، حيث يختم بعض أئمة المساجد القرآن ، ولا يخلو الأمر من ممارسات شاذّة – للأسف – من بعض الأئمة الذين لا يخافون الله في صلاتهم ، إذ يُسرعون في الصلاة سرعةً تخلّ بأركان الصلاة ، ويتسابقون في إتمام الصلاة بأقل وقتٍ ممكن ، ويُذكر عن أولئك الأئمة أرقاماً قياسيّة يكاد المرء يستصعب قبولها .

ويوجد في الإمارات ما يُسمّى بالمهرجانات الرمضانيّة ، وهي مهرجانات شرائيّة تُنصب فيها الخيام ، ويأتي فيها البائعون من الداخل والخارج ، ويتقاطر الناس من كل مكان ليشاهدوا الجديد والغريب من البضائع والمنتجات ، لا سيما الباعة الصينيون الذين تميزوا عن غيرهم بالأدوات المبتكرة والمتميزة ، ويصاحب هذه المهرجانات تواجد ألعاب ترفيهية للأطفال ، وأماكن مخصّصة لبيع المطعومات والمشروبات المختلفة ، وفي بعض المهرجانات تُخصّص زوايا تراثية تُعرض فيها صور الحياة من الماضي ، وطرق وأساليب الحياة في الماضي مما يعيد إلى الأذهان أصالة حياة الآباء والأجداد .​
 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في العراق

لشهر رمضان في العراق نكهة خاصة حيث تبدأ التحضيرات لهذا الشهر الكريم قبل بدايته
فيقوم الناس بشراء المواد الغذائية التي يحتاجونها في تحضير وجبات الافطار والسحور وهي
تكون متنوعة تشمل المواد الغذائية الاساسية والحلويات والعصائر التي تجهز
في اكثر الاحيان في البيت.
والشيء المميز في العراق ان غالبية الناس يلتزمون بشعائر شهر رمضان من صيام وصلاة
وقراءة للقرآن فالذين لايصلون اصلا يلتزمون فيه بالصلاة ويقرأون القرآن، وحتى النساء
غير المحجبات يرتدين الحجاب خلال شهر رمضان، فنجد فيه الالتزام الواضح بين الكل
حتى بين صغار السن ممن هم دون سن التكليف، إذ يحرص أولياؤهم عادة على أمرهم
بالصيام وغيره من العبادات تدريبًا لهم على العبادات منذ الصغر.
اما المساجد فتمتلئ بالمصلين من مختلف الفئات العمرية الذين يؤدون صلاة التراويح . ولهذا الشهر
في العراق عادات وتقاليد منذ القدم تتمثل بكثرة الزيارات بين الاقارب والجيران
تتبادل فيها الدعوات على وجبة الافطار، والتي من شانها زيادة الالفة والمحبة بين العوائل العراقية.

لعبـة المحيبـس
مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنتشر لعبة المحيبس التراثية في الشارع العراقي
الشعبي بشكل لافت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين،
وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين.
وقد اشتهرت في اقدم المحلات البغدادية القديمة كالكاظمية والاعظمية والجعيفر والرحمانية
فتقام مباريات بين ابناء المنطقة الواحدة، وبين المناطق المتجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام
بين منطقة الكاظمية ومنطقة الاعظمية.
تتكون اللعبة من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين
و يجلس الفريقان بصورة متقابلة وبشكل صفوف ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع
خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقة و يتم أختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني
ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، و يتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات
التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم،
والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز.
ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهائها بعض الحلويـات العراقيـة
المعروفـة (بالزلابية والبقلاوة) التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر.
تهدف لعبة المحيبس الى تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد، والتعارف وتوطيد
المحبة والألفة بين ابناء المناطق المختلفة.
اما في الثلث الأخير من شهر رمضان ويبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك
من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الجيران، الأقارب، والأصدقاء، وتقوم ربات البيوت
بصنع الحلويات والمعجنات خاصة (الكليجة) لتقديمها مع العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد.
كما يتم تجهيز ألعاب الأطفال (المراجيح، الزحليكات، دولاب الهواء)
في الساحات والمناطق الشعبية.


طبخات رمضان
تختار ربة البيت لكل يوم من ايام رمضان هذه الاكلات: شوربة، تشريب ،هريسة،
كبة والغالب تكون كبة حلب، كبة برغل، كبة حامض ،مخلمة، باجه،
عروكَ كباب مشوي او مقلي، تكة ،دولمة ومحلبي، زردة حليب ،حلاوة تمر،
مع الحلويات: بقلاوة، زلابية، برمة،قطايف،شعر بنات .
ولبائع حلويات رمضان نداء خاص ومنغم وطريف ايضا يعلن فيه عن سلعته..
زلابية وبقلاوة وشعر بنات ،وين اولي وين ابات
ابات بالدربونة اخاف من البزونة
ابات بالمحطة تجي عليه البطة.
ورمضان فاتن بلياليه فبعد صلاة العشاء يذهب البغاددة الى المقاهي للتسلية بلعب لعبة المحيبس
او لعبة الصينية اما النساء فانهن ينشغلن بتهيئة ملابس العيد وخياطتها وعمل الكليجة.
اما اولاد والصبيان فيلعبون مع اقرانهم من اولاد المحلة مختلف الالعاب الشعبية السائدة .
وداع رمضان:
في اليوم الاخير من شهر رمضان يقف العراقيون فوق السطح وعلى احواض المنائر لمراقبة هلال شوال
وعند رؤيته يودعون شهر رمضان قائلين: الوداع ياشهر رمضان الوداع ياشهر الطاعة والغفران.

والى اللقاء مع جولة جديدة

وبلد اسلامي جديد


 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في مصر

رمضان في مصر


135265.jpg




من بلدٍ يصل تعداده إلى تسعين مليون نسمة ، تبدأ جولتنا للتعرّف على الأجواء الرمضانية في أرضٍ جمعت بين الحضارة العريقة والتاريخ الإسلامي المشرّف ، فمنذ أن دخل الإسلام على يد القائد الإسلامي العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه ، والمسلمون ينعمون بأداء هذه الشعيرة على مرّ الأعوام .

وعلى الرغم من تعدّد الأنماط الاجتماعية في مصر – تبعاً لتنوع مظاهر الحياة من الشمال إلى الجنوب - ، إلا أن الجميع قد أطبق على إبداء البهجة والسرور بدخول هذا الشهر الكريم ، فما إن تبدأ وسائل الإعلام ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال ، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى ما يشبه خلايا النحل ، فتزدحم الأسواق ، وتزدان الشوارع ، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ ، حيث يتنافسون في توفير اللوازم الرمضانية المختلفة ، وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات ، حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : " رمضان.....حلّو يا حلّو " ، عدا عبارات التهنئة التي تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة التي عمّت الجميع .

ولعلّ من أبرز الأمور التي تُلفت النظر هناك ، زيادة معدّل الزيارات بين الأهل والأقارب ، والأصدقاء والأحباب ، كل هذا في جوٍّ أخوي ومشاعر إنسانيّة فيّاضة ، فرمضان فرصة للتقارب الأسري من جهة وتعميق الروابط الاجتماعية من جهة أخرى .

وحتى نقوم باستعراض يوميّات الصائم في مصر ، فلا بد لنا أن نبدأ جولتنا منذ الصباح الباكر ، ننزل فيها إلى الشارع المصري ، لنلحظ المحال التجارية وقد اعتلى فيها صوت القرآن الكريم يُتلى على ألسنة مشاهير القرّاء المصريين ، ويأتي في مقدّمهم : الشيخ عبدالباسط عبدالصمد و الشيخ محمد صديق المنشاوي و الشيخ محمود خليل الحصري و الشيخ مصطفى إسماعيل ، وبهذا يظهر مدى ارتباط أبناء مصر بالقرآن الكريم لاسيما في هذا الشهر الفضيل .

ومما نلاحظه في هذا الوقت انخفاض معدّل الحركة الصباحية بحيث تكون أقل مما هي في المساء ، وتظل كذلك طيلة الصباح وحتى صلاة العصر ، وهذه هي البداية الحقيقية لليوم هناك ، حيث يبدأ تدفّق الناس إلى الأسواق والمحال التجارية لشراء لوازم الإفطار من تمور وألبان وغيرهما ، ولعل أوّل ما يقفز إلى الذهن هنا شراء الفول ، وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية ، إذ إنها أكلة محبّبة لجميع الناس هناك ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ، ويمكنك أن تلمس ذلك بملاحظة انتشار باعة الفول في كل مكان ، بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء قائلين : " إن خلص الفول....أنا مش مسؤول " " ما خطرش في بالك...يوم تفطر عندنا " .

ويقودنا الحديث عن الفول إلى الحديث عن المائدة الرمضانية ، حيث يبدأ الناس بالإفطار بالتمر والرطب ، مع شرب اللبن وقمر الدين ومشروب " الخشاف " ، وقد يحلو للبعض أن يشرب العصيرات الطازجة كالبرتقال أو المانجو أوالشمام ، وبعد العودة من الصلاة ، يبدأ الناس بتناول الملوخيه والشوربة والخضار المشكلة ، والمكرونه بالبشاميل ، وتزدان المائدة بالسلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار ، ومحشي ورق عنب ، والطبق الرئيسي الدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة .

وبعد الانتهاء من الإفطار لابد من التحلية ببعض الحلويات ، ومن أشهرها : الكنافة والقطايف والبقلاوة ، والمهلّبية وأم علي ، وهذا بطبيعة الحال يتنوّع من مائدة إلى أخرى بحسب ذوق كل أسرة .

وبعد الانتهاء من الإفطار يقوم الجميع بتناول الشاي ، والشاي المصري كما هو معروف أثقل مما هو في الخليج ، ويفضلونه في صعيد مصر أن يكون ثقيلا جدا ، وبعد أن ينتهوا من ذلك يبدأ الناس بالاستعداد للصلاة والتوجّه إلى المساجد .

ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتلئ عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة ، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان ، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدّين فيه هذه المشاعر التعبّدية ، وتُصلّى التراويح صلاة متوسّطة الطول حيث يقرأ الإمام فيها جزءاً أو أقل منه بقليل ، لكن ذلك ليس على عمومه ، فهناك العديد من المساجد التي يُصلّي فيه المصلّون ثلاثة أجزاء ، بل وُجد هناك من يُصلّي بعشرة أجزاء حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة في الليل .

وعلى أية حال ، فإن المساجد في مصر تمتليء بالمصلّين ، وتُقام فيها دروسٌ وعظية ومحاضرات إرشاديّة طيلة هذا الشهر ، ويقوم العلماء والدعاة بالتنقل بين المئفظات كي يعظوا الناس ويجيبوا عن أسئلتهم وإشكالاتهم .

واعتاد الناس في مصر على السهر بعد التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل ، يقضونها في الميادين والبيوت والمقاهي ، يتسامرون ويتبادلون الأحاديث ، ويحلو للبعض التنزّه عند النيل أو ركوب " الفلوكة " ، أو السمر عند الشواطيء .

ومن العادات التي تميّز هذا البلد ، ما يُعرف بالمسحّراتي ، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي يوقظهم وقت السحور بندائه الشهير : " اصح يا نايم...وحّد الدايم....السعي للصوم..خير من النوم...سحور يا عباد الله " ، وقد ظهرت عادة المسحّراتي – أو المسحّر كما في بعض الدول – في القرن الثالث الهجري ، ومن ثمّ انتشرت في كثير من البلاد العربيّة ، وكان المسحّراتي يقوم بالضرب على طبلة معلّقة عليه بحبل ويدقّ أبواب البيوت بعصاه منادياً لهم بأسمائهم ، إلا أن هذه العادة قد بدأت بالانحسار نتيجة توافر أدوات الإيقاظ الحديثة من منبّه وغيرها ، فلم تعد تتواجد إلا في القرى والأحياء الشعبية .

هذا ، وللعشر الأواخر من رمضان طعمٌ آخر يعرفه المتعبّدون ، حيث تغدو هذه الأيام الفاضلة ميداناً يتسابق فيه المؤمنون بالعبادة والذكر ، ويتنافسون في قراءة القرآن والتهجّد ، ومن أهمّ ما يميّز هذه الأيام ، إقبال الناس على سنّة الاعتكاف في المساجد ، رغبةً في التفرّغ للطاعة ، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلّم ، ويصل هذا التسابق ذروته في ليلة السابع والعشرين من رمضان التي يلتمس الناس فيها ليلة القدر ، فلا عجب إذاً أن تمتليء المساجد فيها بالآلاف ، يقفون بين يدي الله ويدعونه بخشوع وانكسار ، تتسابق دموعهم على خدودهم في لحظات إيمانيّة عطرة .

وما إن تبدو لوائح العيد بالاقتراب حتى يبدأ الناس بتجهيز لوازم العيد ، خصوصا " كعك العيد " والذي يحتاج إلى جهد كبير في تجهيزه ، وهذا الإقبال على الكعك يسبب زحاما شديدا على المخابز ، ويضاف إلى ذلك الحلويات والمعجّنات والفطائر المتنوّعة كي تّقدّم إلى الضيوف أيام العيد ، كما يخرج الناس إلى الأسواق بكثرة لشراء ملابس العيد والأحذية الجديدة .

وفي صبيحة العيد يتوجّه الناس رجالا ونساء إلى مصلّى العيد ، ثم يهنّئ المسلمون بعضهم بختام شهر رمضان والدعاء بتقبّله ، وبقدوم العيد وسؤال الله تعالى دوام سعادته وفرحته ، وتنطلق جموع الأطفال فرحة مسرورة بقدوم العيد ، لتذهب إلى الحدائق والمتنزّهات ، حيث المراجيح ، ولا يخلو الجوّ من ألعاب ناريّة تضفي على الجوّ مزيداً من البهجة والأنس .


 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في السعودية


135281.jpg


لرمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان .
والناس في المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، ووسائل الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية. والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات المملكة له .
ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و( كل عام وأنتم بخير) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك ) .
وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه ( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة .
وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.
وطبق الفول في المملكة ذو فنون وشجون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة، وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر لإعطاء نكهة مميزة .
ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول ( السمبوسك ) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و( الشوربة ) وخبز ( التميس ) وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب ( اللبن الرائب ) وعصير ( الفيمتو ) .
وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل المملكة ( الكنافة بالقشدة ) و( القطايف بالقشدة ) و( البسبوسة ) و ( بلح الشام ) .
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين .
وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة .
وبعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد. وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء. أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فهي تصلى عشرين ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد المملكة بعض المساجد تكتفي بصلاة ثمان ركعات، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة. ويختم بالقرآن في أغلب مساجد المملكة خلال شهر رمضان. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة .
والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور، والذي يتميز بوجود ( الخبز البلدي ) و( السمن العربي ) و( اللبن ) و( الكبدة ) و( الشوربة) و( التقاطيع ) وأحيانًا ( الرز والدجاج ) وغيرها من الأكلات الشعبية.
وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة لتناسب الشهر الكريم، حيث تقلص ساعات العمل مقدار ساعة أو يزيد يوميًا، مراعاة لأحوال الصائمين .
وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء المملكة المناسبات الخيرية ( البازارات ) لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم. كما ويحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة. أما الماء فيوزع في برادات مثلجة .
وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يعود الناس إلى مجالسهم وسهراتهم التي قد تدوم عند البعض - وخاصة الشباب منهم - حتى السحور. والسيدات يسهرن وحدهن في البيوت، والعادة أن تحدد السهرة عند واحدة منهن في الحي أو الأسرة، ويكون ذلك بشكل دوري بين سيدات الحي أو القريبات أو الصديقات، ويسمى مكان السهرة ( الهرجة ). ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة تزاور العائلات بعد صلاة العشاء .
وفي النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي .
وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات، يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه .
وبعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل، ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد .
وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها .
ومن العادات المباركة في المملكة أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم، عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار .
هذا، ولم يعد شهر رمضان عند بعض الناس هناك شهر المغفرة والجنة والعتق من النار، بل أصبح شهر ( الياميش ) و( الكنافة ) مع ( المشمشية ) و( الجوز ) وصواني ( البسبوسة ) ووو....
ومن العادات التي قد نراها عند البعض، وهي ليست من الإسلام في شيء، عادة البذخ والإسراف في شراء الطعام، الذي ينتهي كثير منه إلى سلات القمامة؛ ويلتحق بهذا قضاء النساء وقتًا طويلاً في إعداد أنواع من الطعام، التي تُعدُّ وتحضر بطلب من الأزواج أو بغير طلب. ناهيك عن الازدحام الشديد في الأسواق على السلع الغذائية قبل رمضان بيوم أو يومين، وكذلك قبل العيد بأيام. كل هذا مما يتنافى مع مقاصد هذا الشهر الفضيل .


 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في موريتانيا


135280.jpg


أول ما يلاحظ عند الموريتانيين في شهر رمضان اختلافهم في ثبوت هلاله. ذلك أن الدولة قد عينت لجنة خاصة لمراقبة الأهلة، للبت في أمر رؤية الهلال. غير أن فريقًا من الناس لا يعبأ بما تصدره تلك اللجنة من قرارات، فلا يصوم إلا حين تثبت رؤية الهلال لديه من خلال أشخاص يثق بعدالتهم وصدقهم ودينهم، أو بتمام شعبان ثلاثين يومًا. وغالب الناس هناك يخرجون لالتماس الهلال عملاً بالسُّنَّة .
والشعب الموريتاني كغيره من شعوب أهل الإسلام يستقبل شهر الصيام بالفرح والابتهاج والسرور؛ ومن عبارات التهنئة المتعارف عليها هناك قولهم: ( مبارك عليكم رمضان ) و( الله يعيننا على صيامه وقيامه ) .
وتكثر في هذا الشهر الزيارات، وصلات الأرحام. وتمتلئ المساجد بالشيوخ والأطفال والشباب والنساء، وتقام المحاضرات الدينية في أكثر المساجد .
على الصعيد الرسمي تقوم الدولة بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالتمور والأرز والقمح والسكر والحليب والزبدة وغيرها من المواد الاستهلاكية إلى مختلف أنحاء البلاد، ليتم توزيعها في المساجد على الصائمين لتساعد في وجبات الإفطار .
وتشرف الجمعيات والمؤسسات الخيرية على توزيع الأطعمة والأغطية على المرضى في المستشفيات، كما يتم تقديم مساعدات مادية لسكان البوادي والمناطق النائية .
وللموريتانيين عادات وتقاليد في شهر رمضان؛ منها الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين، ولا عجب في ذلك، إذ ثمة فرق في التوقيت بين مكة وموريتانيا يصل إلى ثلاث ساعات، وهم يحسبون أن في ذلك تعويضًا روحًيا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي في هذه الفترة... وينهمك بعضهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين، ويتباهون في تقليد قراءة الشيخين: علي الحذيفي، وعبد العزيز بن صالح.
ومن عادات الموريتانيين في مجال العبادة المثابرة على قراءة كتب التفسير في المساجد والبيوت، كما تُنظَّم بعض الحلقات لتدريس كتب الحديث، ولا سيما صحيحي البخاري ومسلم. ويتولى أمر هذه الدروس عادة أئمة المساجد، أو رجال الدعوة، أو طلبة العلم الذين ينشطون خلال هذا الشهر المبارك .
ولا يزال الناس هناك يحافظون على سُنَّة السحور، ومن الأكلات المشهورة على طعام السحور ما يسمى عندهم ( العيش ) وهو ( العصيدة ) عند أهل السودان .
وللموريتانيين عاداتهم في وجبات الإفطار، مثل الحرص على تناول بعض التمر، ثم يتناولون حساءً ساخنًا، ويقولون: إن معدة الصائم يلائمها الساخن في بداية الإفطار أكثر مما يلائمها البارد. ثم يقيمون الصلاة في المساجد أو البيوت، وعند الانتهاء منها يشربون شرابًا يسمونه ( الزريك ) وهو عبارة عن خليط من اللبن الحامض والماء والسكر. أما الحلويات فالمشهور عندهم منها التمر المدعوك بالزبد الطبيعي.
ومن ثَمَّ تأتي وجبة الإفطار الأساسية التي قد تتكون من ( اللحم ) و( البطاطس ) و( الخبز )...والناس هناك تختلف عاداتهم في توقيت هذه الوجبة؛ فمنهم من يتناولها مباشرة بعد الفراغ من صلاة المغرب، ومنهم من يُؤخرها إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم يشربون بعدها الشاي الأخضر. والجدير بالذكر أن تناول الشاي الأخضر لا توقيت له عندهم، بل وقته مفتوح، فهم يشربونه الليل كله، ولا يستثنون منه إلا وقت الصلاة .
والأكلات على طعام الإفطار تختلف من مكان لآخر، ومن الأكلات المشهورة على مائدة الإفطار طعام يسمى ( أطاجين ) وهو عبارة عن لحم يطبخ مع الخضروات، ويؤدم به مع الخبز .
وتقام صلاة التراويح في مساجد البلاد كافة، وتصلى ثماني ركعات في أغلب المساجد، ويحضرها غالبية السكان، بينما يصليها العجزة والمسنون في البيوت. وفي ليلة السابع والعشرين يختم القرآن الكريم في أكثر المساجد. وفي البعض الآخر لا يختم القرآن إلا ليلة الثلاثين من رمضان، وبعض المساجد تختم القرآن مرة في كل عشر من رمضان، أي أنها تختم القرآن ثلاث مرات خلال هذا الشهر الفضيل. وتشارك النساء في صلاة التراويح بشكل ملحوظ. ومن العادات المعهودة عند الموريتانيين في صلاة التراويح قراءة الأذكار والأدعية والقرآن بشكل جماعي. أما الدروس الدينية أثناء صلاة التراويح فقلما يُعتنى بها .
ومن العادات عند ختم القرآن في صلاة التراويح أن يُحضِر بعض الناس إناء فيه ماء ليتفل فيه الإمام، ثم يتبركون بذلك الماء .
وبمجرد الانتهاء من وجبات الإفطار، والفراغ من صلاة التراويح يبدأ الناس ينتقلون في أطراف القرية لتبادل الزيارات مع الأصدقاء والأحباب، وتجاذب أطراف الحديث، واحتساء ( الأتاي ) وهو الشاي الأخضر المخلوط بالنعناع .
ويحرص الجميع هناك على قيام ليلة القدر وإحيائها بالذكر والعبادة، وهم يعتقدون في أغلبهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان. ومن المظاهر المعهودة في صبيحة هذه الليلة التسامح والتصافي بين الناس، والسعي إلى الصلح والإصلاح بين المتخاصمين والمتنافرين .
وسُنَّة الاعتكاف خلال هذا الشهر تلقى حضورًا من بعض كبار السن، ومن بعض الشباب الذي ينتهز هذه الفرصة للإقبال على الله وتجديد التوبة معه. وفي هذا الشهر يعكف غالب الناس على تلاوة القرآن؛ فقد تجد من يختم القرآن كل يوم وليلة. بل قد تجد بعضهم يختم القرآن ثلاث ختمات في يومين. أي بمعدل ختمة في النهار ونصف ختمة في الليل .
ومن الجدير ذكره، أن مؤذني تلك البلاد لا يتقيدون بوقت محدد للأذان، خاصة أذان المغرب، وأيضًا إمساكهم عن الطعام مبكرًا قبل أذان الفجر .
والجميع هناك يلتزم إخراج زكاة الفطر، والعادة أن يتولى الأفراد ذلك بأنفسهم لعدم وجود جهات رسمية أو خيرية تتولى أمر جمعها وتوزيعها على مستحقيها. كما يحرص أهل الفضل والسعة على إقامة الموائد الرمضانية التي يُدعى إليها الفقراء وذووا الحاجة.
ومن الطريف عند أهل موريتانيا اصطلاحاتهم الخاصة في تقسيم أيام الشهر المبارك؛ فالمصطلح الشعبي عندهم يقسم الشهر المبارك إلى ثلاث عشرات: (عشرة الخيول) و(عشرة الجِمال) و(عشرة الحمير) وهم يعنون بهذه التقسيمات: أن العشرة الأولى تمر وتنتهي بسرعة الخيل؛ لعدم استيلاء الملل والكسل على النفوس، أما العشرة الثانية فإن أيامها أبطأ من الأولى لذلك فهي تمر بسرعة الجمال... ثم تتباطأ الأيام في وتيرتها حتى تهبط إلى سرعة الحمير !!!
والوسط الموريتاني لا يخلو من بعض المارقين والخارجين على الأخلاق الرمضانية. حيث يقوم البعض بالسهرات الماجنة، والحفلات الغنائية، ونحو ذلك. إلا أن ذلك ولله الحمد قليل جدًا خلال هذا الشهر بالمقارنة مع باقي أيام السنة .


 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في الأردن
135292.jpg


يستقبل أهل الأردن شهر رمضان بالحفاوة والترحيب والتبجيل، ويبارك الجميع بعضهم لبعض بقدوم هذا الشهر المبارك .
والخروج لالتماس هلال رمضان ليس معتادًا عند أهل الأردن، إلا فيما ندر من الحالات، بل يعتمد عامة الناس هناك في ثبوت هذا الشهر الكريم على خبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة .
ومع ثبوت وتأكد دخول شهر رمضان، تسود الفرحة والسرور عموم الناس بقدوم هذا الشهر الفضيل؛ حيث يفرح به الكبير والصغير، والرجل والمرأة، ويطرأ على الحياة شيء من مظاهر التغيير والتبديل، إذ تتغير فيه رتابة الحياة اليومية، فيأكل الناس في وقت واحد، ويجتمعون على مائدة واحدة، وقلما يتم لهم ذلك في غير رمضان. كما وتقلل في هذا الشهر ساعات الدوام، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وخاصة الشباب منهم، ويواسي الغني الفقير، ويأخذ القوي بيد الضعيف .
وتنشط الحركة العلمية والدعوية خلال هذه الشهر، وتعقد دروس العلم والوعظ، وحلقات تلاوة القرآن في كثير من المساجد، والتي يتولى الإشراف عليها إدارة الأوقاف والمساجد، حيث تسعى لاستقدام بعض أهل العلم من مصر والسعودية لوعظ الناس وإرشادهم لما فيه خير الدين والدنيا .
ويتحمس الناس هناك لأداء صلاة التراويح في جماعة، والتي تلقى إقبالاً بارزًا من الشباب، الذين لا يعرف كثير منهم المساجد ولا يدخلونها إلا في رمضان .
وتصلى صلاة التراويح في أغلب المساجد ثمان ركعات فقط، وقليل من المساجد تصلى التراويح فيها عشرين ركعة. ويحرص الكثير من المساجد على ختم القرآن كاملاً في هذا الشهر. وقد يخرج بعض النساء أحيانًا لأداء صلاة التراويح في المساجد، والبعض الآخر يصلينها في البيت، وبعض ثالث لا يصليها لا في البيت ولا في المسجد. كما وتلقى أحيانًا في العديد من المساجد أثناء صلاة التراويح بعض الكلمات الوعظية والإرشادية .
والمؤسف أن كثيرًا من الناس قد بدأ يفرط بسنة السحور، ومرد ذلك يرجع إلى ظاهرة السهر لدى الكثير منهم، إذ يمضون كثيرًا من الوقت في متابعة الفضائيات، أو في السهر في الخيام الرمضانية، والتي تستقبل زوارها وروادها حتى وقت متأخر من الليل، حيث يعوض فيها كثير من الناس ما فاتهم من الطعام والشراب في النهار. وعلى العموم فإن الناس الذين لا يزالون يحافظون على سنة السحور يتناولون في هذه الوجبة السحورية طعام ( الحمص ) و ( الفول ) و ( الشعبية ) .
شخص ( المسحراتي ) لم يبق له وجود في الأردن إلا ضمن نطاق محدود، بل أصبحت هذه الشخصية من ذكريات الماضي. فالناس اليوم قليل منهم من يستيقظ لتناول طعام السحور، ومن يفعل ذلك منهم يعتمد على وسائله الخاصة في الاستيقاظ من النوم، بحيث لم تعد هناك حاجة لتلك الشخصية التي حافظت على وجودها وفاعليتها لفترة طويلة من الزمان .
فإذا انتقلنا إلى وقت الإفطار، رأينا أن الإفطار الجماعي مظهر من مظاهر هذا الشهر في الأردن، حيث يلتقي الأقرباء والأصدقاء على مائدة الإفطار، والفرحة والابتسامة ترتسم على وجوه الجميع، كيف لا وقد اشتملت المائدة - فضلاً عن الأقرباء والأحباء والأصدقاء - على أنواع عديدة من الأطعمة والأشربة الرمضانية، والتي تتصدرها أكلة ( الشعبية ) .
بعد ذلك اللقاء والاجتماع ينفض الجمع لأداء صلاة التراويح في المسجد، ثم بعدها يلتئم الجمع من جديد، ويمضون ما بقي من الليل في خيام خاصة أعدت لهذا الغرض، يتبادلون فيها أطراف الحديث، ويتناولون فيها أطايب الطعام والشراب. وقد تستمر هذه المجالس في كثير من الأحيان إلى قبل الفجر، ثم يأوي الناس إلى فراشهم، ولا يستيقظون إلا في وقت متأخر من الضحى، حيث يتوجه الجميع إلى أعمالهم .
أما سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فيقيمها البعض، لكن تشهد المساجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان حضورًا مكثفًا من الناس، إذ يرى الكثير منهم أن هذه الليلة هي ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، فيمكث الجميع في المساجد إلى أن يؤذن الفجر، فيصلون الفجر ثم يذهبون إلى بيوتهم .
ومن المظاهر الخاصة بهذا الشهر الفضيل أن أهل الخير والفضل يقيمون موائد الطعام الخاصة، والتي يدعون إليها الفقراء والمساكين وكل صاحب حاجة؛ كما ويحرص الناس على إخراج زكوات أموالهم، وزكوات فطرهم وصدقاتهم، ويقدمونها إلى الجهات الخيرية، والتي تتولى توزيعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين .

 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في قطر


135282.jpg



تحتفل دولة قطر كعادة غالب البلاد الإسلامية حكومة وشعبًا بقدوم شهر رمضان ، وتبرز مظاهر هذا الاحتفال من خلال الخطوات التي تُتخذ على المستويات كافة في الاستعداد لاستقبال رمضان ، فعلى المستوى الإعلامي تكثر الكتابات والتحقيقات والبرامج المتعلّقة بقدوم الشهر المبارك ، وتخصص لهذه المناسبة العزيزة مادة غزيرة ومتنوعة .


وتقوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنظيم برنامج وعظي وتثقيفي ، يتم من خلاله تناول الأحكام المتعلّقة بهذا الشهر الفضيل ، وكيفية استغلال الأوقات في هذا الشهر ، وضرورة العمل على استثماره في الطاعات والقربات وصالح المبرّات ، إلى غير ذلك من الأمور المهمة .

ولا تقتصر وزارة الأوقاف القطرية على هذه الجوانب ، بل تقوم بتكوين عدة قوافل دعوية لتغطية المناطق النائية والبعيدة ، وأثر هذه القوافل واضح وملموس خصوصا في المساجد والمدارس وغيرها .

وكان لأبناء الجاليات من الاهتمام والرعاية أوفر النصيب ، فقد تمّ تخصيص العديد من الدروس الشرعية والدورات التعليمية ، والتي كان منها تعليم اللغة العربية والأحكام الشرعية .

وتستضيف الوزارة عددًا من الدعاة والعلماء الأجلاء من خارج البلاد لتفعيل الجانب الوعظي والدعوي خلال هذا الشهر الكريم ، حيث تُنظم عدة دورات تغطّي جوانب مهمة من التربية والدعوة ، ويتم نقل هذه الندوات مباشرة عن طريق الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) لتوسيع نطاق المستمعين لمثل هذه الندوات القيّمة .

ومن ناحية أخرى فإن علاقة الناس بالمساجد تزداد بشكل ملحوظ ، حيث تزدهر المساجد بجموع المصلين ، ويكثر قرّاء القرآن في الأوقات المختلفة ، وينشط الناس لحضور الدروس التي يلقيها الأئمة والوعّاظ في المساجد .

وحرصاً على تفعيل النشاط الدعوي وتنمية الوعي الديني ، فقد قامت جهات عدّيدة بتنظيم مسابقات رمضانية ذات أسئلة دينية ، وعادة ما تُنشر أسئلة هذه المسابقات في المساجد والجرائد المحلّية ، وتقوم كل جهة منظّمة بتخصيص جوائز ثمينة للفائزين وتُنشر أسماؤهم في الجرائد .

أما صلاة التراويح فتلقى حفاوة كبيرة وإقبالاً ملحوظًا من جمهور المصلين، إذ تعيش المساجد في أيام وليالي هذا الشهر أعيادًا لها. ويصلي الناس التراويح ثماني ركعات، وبعض المساجد تصلي عشرين ركعة، وبعضها يقرأ في الصلاة جزءًا كاملاً، وبعضها الآخر يقرأ ما تيسر له من القرآن .

وفي العشر الأخير من الشهر الكريم تقام صلاة الليل في العديد من المساجد القطرية، حيث يحرص فيها الأئمة على قراءة ختمة كاملة من القرآن، ويختلف مقدار هذه الصلاة من مسجد لآخر ، فبعضهم يكتفي بقراءة جزء واحد ، والبعض الآخر يقوم بقراءة ثلاثة أجزاء قراءة هادئة متأنّية .

كما ويحرص العديد من المسلمين هناك على العمل بسنة الاعتكاف ، فتخصص لهم أماكن خاصة في المسجد للاعتكاف فيها ، وتقوم بعض الجهات الخيرية بتوفير منامات على شكل خيام صغيرة كي ينام فيها المعتكفون .
على الطرف الآخر من المشهد الرمضاني القطري، يستعد الناس بشكل غير عادي لرمضان بتجهيز الأغذية الرمضانية، وشراء المواد الاستهلاكية الخاصة بهذا الشهر. فأنت ترى قبيل رمضان بأيام وقد ازدحمت المجمعات الاستهلاكية، وزاد الطلب على شراء المواد الغذائية، وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس في هذا الشهر الكريم .
ومما يُلاحظ في هذا البلد الكريم انتشار موائد خاصة لإفطار الصائمين في المساجد ومقارّ الجمعيات وغيرها ، حيث يقوم المحسنون من أبناء البلد والجمعيات الخيرية المختلفة بإعداد الموائد الرمضانية المخصّصة للفقراء والمساكين والعمّال في الدولة ، ويمتدّ أثر هذه الأعمال الخيرية ليشمل خدمة المصلّين أثناء صلاة التراويح بتوزيع الماء وبعض القهوة وغيرهما .
ويعم دولة قطر في رمضان على المستوى الشعبي والرسمي والدعوي جو إيماني رمضاني قرآني يشعر بمكانة شهر الصوم ومنزلته .

ويحرص الناس على أداء صلاة العيد في المصليات الخاصة ، كما تقام صلاة العيد في المساجد، في المناطق التي لا تتوفر فيها مصليات خاصة للعيد .

ومن العادات المعهودة في صباح اليوم الأول من العيد، وبعد أداء الصلاة، خروج الأطفال بلباس العيد، حيث ينتقلون من بيت إلى بيت ليجمعوا العيدية والهدايا المخصصة لهذه المناسبة العزيزة على قلوب الصغار والكبار ، ويتبادل الناس الزيارات في جو تشعّ منه روح الألفة والمحبة ، وتسود فيه مظاهر الألفة والتقارب .



 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في اليمن

135284.jpg


يرتبط رمضان ارتباطا وثيقا مع أصالة هذا البلد وعمقه الحضاري ، وكانت لهذه المظاهر التراثيّة بصماتها الواضحة على هذا الشهر الفضيل ، وتبدأ هذه العادات منذ اللحظة التي يتحرّى الناس فيها رؤية الهلال قبيل رمضان ، وفي الغالب تُعتمد رؤية أهل الساحل أكثر من غيرهم من أهل الجبال .

وهناك عادة اجتماعية كانت موجودة إلى عهد قريب ، وهي أنه إذا أُعلن عن غد أنه رمضان ، يقوم الأطفال بأخذ أكوام من الرماد ويجعلونه على أسطح المنازل على هيئة أوعية دائرية ، ثم يصبون فيها الجاز ويشعلونها ، وقد اندثرت هذه العادة في المدن ولازال البعض يمارسها في القرى .

وعند التأكد التام من دخول شهر رمضان يهنّئ الناس بعضهم البعض على قدوم هذا الشهر ، وفي الغالب يتبادل الناس هذه التحايا في أول نهار من رمضان .

في الصباح الرمضاني لا تكاد تجد أحدا مستيقظاً ، تكون الشوارع خالية والمحلات مقفلة ، سوى محلات قليلة جدا يلجأ الناس إليها عند الحاجة الملحّة ، ويتأخّر الدوام الحكومي إلى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا .

وأما عند الظهر فيلاحظ على المساجد امتلاؤها ، حيث يقبل الجميع إلى الصلاة ، وبعد الصلاة يظل أغلب الناس في المساجد يقرؤون القرآن ويذكرون الله تعالى ، ويصطحب الناس معهم أولادهم كي يشاركوهم في هذا الأجر .

ولطول هذه الجلسة يلجأ بعضهم إلى اصطحاب ما يُسمّى " الحبوة " وهي حزام عريض يقوم الشخص بوضعه على محيط جسده بحيث يضمّ إليه قدميه ، ومثل هذا يساعده على الجلوس في وضعية الاحتباء لساعات طويلة دون أن يشعر بالتعب ، وتُستخدم " الحبوة " بكثرة في جنوب اليمن . أما بالنسبة لأهل الشمال فيأتون بالمخدّات التي يضعونها خلف ظهورهم أو المتّكأ وينطقونها هناك " المتْكى " ، ويظل الجميع في هذا الجوّ الإيماني حتى يصلّي الناس صلاة العصر .

بعد صلاة العصر تكون هناك كلمة إيمانية قصيرة يلقيها إمام الحيّ أو أحد الدعاة المتواجدين ، ثم يكمل البعض جلوسه في المسجد ، بينما يخرج الآخرون لقضاء حوائجهم وتجهيز لوازم الإفطار .

وعندما يقترب أذان المغرب ، يستعدّ الناس للإفطار بحيث يأتي كل واحد منهم بشيء من إفطاره إلى المسجد ليجتمعوا هناك ويفطروا معاً ، مما يزيد في تعميق أواصر التقارب بينهم ، كما أنه مواساةٌ للفقراء الذين لا يجدون ما يفطرون عليه .

يقوم الناس بفرش مائدة طويلة تّتسع للمتواجدين في المسجد ويضعون فيها الأطعمة والمشروبات المختلفة ، بحيث يجتمع المصلّون على هيئة صفوفٍ ويكون الأكل جماعيّا ، وأهم ما يميّز هذه المائدة أكلةٌ تُسمّى بـ" الشفوت " وهي من أكلات أهل الوسط والجنوب ، كذلك هناك التمر والماء و" الحلبة " المخلوطة بالخل ، والمرق والشوربة والسمبوسة ، ولا بد من وجود " السحاوق " وهو مسحوق الطماطم مع الفلفل ، ومن خلال ما سبق نلاحظ أن عناصر هذه المائدة خفيفة على المعدة ، ولذلك فإن الوقت بين الأذان والإقامة يكون قصيرا بحيث لا يتجاوز السبع دقائق .

وبعد الصلاة يرجع الناس إلى أهاليهم كي يتناولوا الإفطار الحقيقي ، وبالطبع فإن عناصر المائدة تكون أكثر دسامةً وتنوّعاً ، حيث يقدّم فيها : " اللحوح " واللبن ، و " الشفوت " وشوربة " العتر "، ويُضاف إلى ما سبق مرق اللحم أو الدجاج، وقد يأكلون " العصيدة " وإن كان هذا نادراً بسبب ثقل هذه الوجبة على المعدة .

ومن المشروبات المشهورة في شمال البلاد مشروب " القديد " ، وهو المشمش الذي يجفّف بالشمس حتى يصبح يابساً ، ثم يوضع في الماء نصف يومٍ مع السكّر ، وينبغي شربه في نفس اليوم الذي يجهز فيه ؛ لأنه إذا تُرك فترةً طويلة يتخمّر ويصبح فاسداً.

وللحلويّات في المائدة نصيب ، فبالإضافة إلى المهلّبية – والتي يسمّونها هناك المحلّبية – والجيلي ، توجد هناك أكلة شعبية لذيذة اسمها " الروّاني " ، وهي نوع من أنواع الكيك بالبيض والدقيق ، ويُضاف إليها ماء السكّر .

أما أهالي الجنوب فيوجد في بعض مناطقها كحضرموت وغيرها من يأكلون الأرز على الإفطار بالرغم من كونها وجبةً ثقيلة ، وحينها يأكلون الأرز مع اللحم " المضبي " أو " المندي " أو " المضغوط " أو " الحنيذ " ، كذلك يأكلونه مع " المقدّد " أو " اللخم " وهي أسماك مجفّفة ويكون طعمها مالحاً ، وفي أنحاء عدن و شبوة ويريم يأكلون اللحم أو الدجاج مع الصالونة .

وبعد الانتهاء من الإفطار ، يرى البعض أن يقوم بشرب الشاي أو القهوة ريثما يحين وقت الصلاة ، وقد يأكلون " القلاّء " ، وهي عبارة عن فول صغير محمّص ، فهو إذاً بمثابة المكسّرات .

ثم يقوم الجميع بالتجهّز للصلاة ، ويلاحظ أن وقت الإقامة يُؤخّر نصف ساعة مراعاة لأحوال الناس ، ويصلّي الناس أحد عشر ركعة وبعضهم يصلّي إحدى وعشرين ركعة ، وبعد كل أربعة ركعات يأتي أحد المصلّين ويقوم بتطييب بقية المصلين ، وقد يضعون الماء المبخّر في المسجد .

فإذا انتهت الصلاة في المسجد ، ينفضّ الناس إلى أعمالهم أو بيوتهم ، ويقوم الأغلب في الذهاب إلى ما يُسمّى بمجالس القات ، وهي تكتّلات شعبية يجتمع فيها أهل اليمن بأطيافه المختلفة لأكل القات ، وعادة ما يصاحب هذه الجسات النارجيلة – ويسمونها " المدع " – والدخان وغيرها من المظاهر السيئة ، وفي أثناء هذه الجلسات تدور نقاشات ساخنة حول قضايا مختلفة ، وقد يصاحب هذه الجلسات مشاهدة التلفاز أو اللعب بــ " الكيرم " أو " البطّة " .

أما ما يخصّ مظاهر العيد واستعداداته ، فما إن يتم الإعلان عن يوم العيد حتى يقوم الأطفال بعمل ما يُسمّى " تنصيرة العيد " ، وحاصلها أن يقوم الأطفال بإشعال كومة من الأخشاب المحروقة في أعالي الجبال ، وأصل هذه العادة جاءت من احتفال الأجداد بانتصاراتهم على أعدائهم بإشعال نيران على رؤوس الجبال ، وألقت هذه العادة بظلالها على أطفال المدن فقاموا بممارسة العادة لكن على نحوٍ مختلف ، وذلك بأن يقوموا بجمع الإطارات التالفة وإشعالها في الحارات والأماكن العالية ، ولا يخفى على الجميع المضار الصحيّة والبيئية الناتجة عن إحراق مثل هذه الإطارات ، الأمر الذي جعل السلطات تقوم بمنع مثل هذه الأعمال في المدن .

من ناحية أخرى تبدأ النساء بتجهيز كعك العيد ، وهو كعك محشو بالتمر يُعمل بأشكال شتّى ، ولا ينبغي نسيان الحلويات والمكسّرات مثل الفستق والزبيب واللوز – والأخيران هما من أهم ما يُجهّز - .

وفي صباح العيد يبدأ الأولاد صغارا وكبارا بالسلام على آبائهم وتقبيلهم على ركبهم ، ثم يذهبون إلى المصلّى ، والذي يكون عادة خارج المدينة ، وبعد الصلاة يتبادل الناس التهاني على حلول العيد بعبارات مختلفة كقولهم : " من العايدين ومن الفايزين ، وعيدكم كل عيد " ، ثم يذهب الجميع لزيارة أقاربهم والسلام على أرحامهم وهذا أمرٌ ضروري جدا ، وهنا يأتي " عَسَب العيد " ومعناه أن يذهب كل شخص إلى أرحامه بكيس مملوء بالنقود ليقوم بتوزيعه على النساء من أقاربه ، ويكون على هيئة مبلغٍ رمزي يُعطى كنوع من الصلة .

وهذه الزيارات للأرحام تكون على هيئة زيارات متبادلة سريعة ، بحيث يسلّم الشخص على رحمه ويأكل شيئا من الكعك ثم يبادر بالخروج ، فإذا انتهى من جولته عاد إلى بيته .

وقبل الظهر يخرج " المزيّن " وهو شخص يحمل طبلا أو طاسة يضرب عليها ليقوم الناس برقصات جماعية " البرْعة " أي : الرقص بالخنجر ، وهذه الرقصات تختلف كيفيّتها من قبيلة إلى أخرى ، فهناك الرقصة الخولانية والحيمية والهوشلية وغيرها .

ثم يبدأ " النَّصْع " وهو الذهاب إلى المناطق الخالية من الجبال ليتبارى أهل القبائل على الرماية وإظهار الكفاءة في التصويب .

وخلال أيام العيد كلّها ، تُقام المجالس الكبيرة لتناول القات ، ويقصدها الناس من كل مكان ، وفي الجملة فإن عادات أهل اليمن كثيرة ، تظهر بينها فروقات بسيطة من منطقة إلى أخرى .


 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في تايلاند
عند حلول شهر رمضان تضاء جميع المساجد بالأنوار، ويوضع عليها العديد من الزينات، ويبلغ عدد المساجد في هذه الدولة حوالي 3494 مسجداً ومُصَلَّي .
ومن العادات الشائعة عند مسلمي تايلاند أنه إذا حان وقت الإفطار قُرعت الطبول الكبيرة، ويسمى الذي يقوم بالضرب عليها ( البلال ) نسبة إلى الصحابي الجليل ( بلال ) الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يشربون شرابًا مكونًا من ( السكر ) و( جوز الهند ). وأشهر الأكلات عند مسلمي هذه البلاد طعام يسمى ( سوب ) وهو يشبه ( الكوارع ) عند أهل مصر .
ويصلي الناس هناك صلاة التراويح، يقرأ الإمام فيها يوميًا من سورة الضحى إلى سورة الناس .
يحرص المسلمون في تايلاند في هذا الشهر الكريم على تعلم القرآن الكريم، والاستزادة من تلاوته؛ وأفراد الأسرة المسلمة في تايلاند عادة ما تلزم بيتها في رمضان وتمضي أيام وليالي هذا الشهر جنبًا إلى جنب، وتعتبر هذا الشهر فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة، والاشتراك سوية في تناول طعام الإفطار، وإحياء تلك الليالي بما تيسر من الطاعات والعبادات .
ويعتقد الناس أن وقوع ليلة القدر يحصل بظهور آيات كونية وتحويلها؛ مثل انحناء الأشجار، وغور الآبار ! وأن الإنسان إذا رأى هذه المظاهر ودعا الله سبحانه استجاب له مباشرة؛ بشرط أن يطلب شيئًا واحدًا فقط !! .
ومن المعتاد عند مسلمي تايلاند قراءة القرآن كاملاً في ليلة السابع والعشرين من رمضان، إضافة إلى الاعتقاد أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان .





 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في الجزائر
135262.jpg


يبدأ استعداد الجزائريين لاسقبال شهر رمضان بتنظيف المساجد، وفرشها بالسجاد، وتزيينها بالأضواء المتعددة الألوان؛ كما تبدو مظاهر هذا الاستعداد بتنظيف البيوت وتزينيها، إضافة إلى تحضير بعض أنواع الأطعمة الخاصة برمضان كـ " الشوربة " وبعض أنواع الحلوى الرمضانية؛ ويتم فتح محلات خاصة لبيع الحلويات الرمضانية كـ " الزلابية " .
تذيع الإذاعات ( المسموعة والمرئية ) خبر رؤية هلال رمضان، وينتقل الخبر بسرعة بين المجتمعين ليلة الرؤية انتقال النار في الهشيم ، وأحيانًا يقوم إمام المسجد بإبلاغ الناس بدخول الشهر الكريم ، حيث يتلقى الخبر أولاً ثم يذيعه على الناس ، ومن ثم يبدأ الجمع بقراءة القرآن الكريم ، أو إذاعة آيات منه عبر مكبرات الصوت ، ويتبع ذلك إلقاء بعض الدروس الدينية المتعلقة بهذه المناسبة ، ويرافق ذلك إلقاء الأناشيد الدينية ، أو ما يسمى بالتواشيح .

مع الإعلان عن بدء الشهر الكريم تعلو الفرحة والسرور وجوه الجميع ، ويهنّئ الجميع بعضهم البعض بقدوم الشهر المبارك ، متمنين لبعضهم البعض كل الخير وحسن القبول .

تبدو مظاهر السرور والابتهاج بمقدم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، وإن كان معظمهم لا يصومون، وإنما يحتفلون بشهر تكثر فيه الحلوى وتقل فيه الشكوى، وتجود به الأيدي بالنقود والعطايا والهبات .

يتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر الحبيب؛ كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين ، مثل: " يا واكل رمضان يا محروق العظام ". ويسمح للأولاد - على غير المعتاد - بالخروج ليلاً في رمضان ، والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم ، وهم في غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد المغرب .

اتساع رقعة دولة الجزائر ، والتباعد بين أطرافها جعل الإعلام بوقت المغرب يتخذ أشكالاً متعددة ؛ إذ لم يعد يكفي الأذان من فوق منارات المساجد ، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب ، بل لجأ الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام بدخول وقت الإفطار ، وذلك بالنفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى ، وإذا صادف وجود مبنى قديم مرتفع فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى ، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين .

في القرى النائية والبعيدة ، يتابع الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب ليتحروا وقت المغرب، ويُعلموا ذويهم بدخول وقت الإفطار ؛ بل إن الكثير من أهل الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس ، كما يعمد آخرون إلى استخدام آلة تحدث صوتًا تشبه النفير يوم الزحف ، واسمها ( لاسيران ) والكلمة فرنسية الأصل .

ومن الوسائل المستخدمة للإعلام بدخول وقت المغرب - علاوة على ما تقدم - إضاءة مصبابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب ، إيذانًا بدخول وقت الإفطار .

وطوال أيام الشهر المبارك تتم إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل المغرب بنصف ساعة ، والجزائريون غالبًا يفضلون صوت القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله .

أما الإفطار ، فيبدأ عند أهل الجزائر بالتمر والحليب، إما مخلوطان معًا ( أي التمر في الحليب ) أو كل منهما على حدة ، ويتبعون ذلك تناول " الحريرة " وهي من دقيق الشعير، وهي منتشرة بين شرق الجزائر ومغربها .
الوجبة الرئيسة والأساس في كل البيوت تتكون من الخضار واللحم ؛ أي نوع من الخضار يمزج بمرق اللحم المحتوى على قطع اللحم ، وغالبا يطحن الخضار أو يهرس بعد نضجه لتؤكل مخلوطة مع بعض مثل : جزر مع البطاطس مع الطماطم . وهذه الوجبة الأساسية لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح ، ثم تُتبع بشرب الشاي أو القهوة التركية .

طعام آخر يتناولونه الجزائريون في هذا الشهر وهو " الشوربة بالمعكرونة " وهي معكرونة رقيقة جدًا يضاف إليها اللحم والخضر ، وتقدم لمن حضر ، وهي طعام غالب الناس وأوسطهم معيشة ، وإلى جانب هذه الأكلة توجد السَّلَطات بأنواعها .

ومن عناصر المائدة الجزائرية ، طبق " البربوشة " – وهو الكسكسي بدون المرق - ، ومن الأكلات المحبّبة هناك " الشخشوخة " ، وهي الثريد الذي يكون مخلوطا مع المرق واللحم ، يُضاف إلى ذلك طبق " الرشتة " وهو الخبز الذي يكون في البيوت ، يُقطّع قطعاً رقيقة ، ويُضاف إليه المرق ، ولاننسى الكسكسي بالبيسار - المرق بالفول المفروم – و البريوش – وهو الخبز الطري المتشبّع بالسمن ، وأهل العاصمة يسمّونه " اسكوبيدو " – ويؤكل مع الحليب والزبدة وغيرهما .

ومن المأكولات الشائعة عند أهل الجزائر ( الطاجين ) وتقدم في أيام مختلفة من شهر رمضان، لكن لابد من تواجدها في اليوم الأول من رمضان على مائدة الإفطار. ومن لم يفعل ذلك فكأنه لم يُفطر!!! وتصنع من ( البرقوق ) المجفف ، أو ( الزبيب ) مع ( اللوز ) و( لحم الغنم ) أو ( الدجاج ) ويضاف إليهما قليل من السكر ، ويكون مرقة ثخينًا ، في كثافة العسل .

بعد تناول طعام الإفطار ، يأتي دور تناول الحلوى ؛ وأشهرها حضورًا وقبولاً في هذه الشهر حلوى ( قلب اللوز ) وهي على شكل مثلث ، تصنع من الدقيق المخلوط بمسحوق اللوز أو الفول السوداني، ومسحوق الكاكاو ، ويعجن هذا الخليط بزيت الزيتون، وبعد تقطيعه وتقسيمه على شكل مثلثات، توضع على سطحه حبات اللوز، ثم توضع في الفرن حتى تنضج، وبعد أن تبرد تغمس في العسل .

ومن أنواع الحلوى ، " المقروط " – وينطقونها أيضا " المقروظ " وهو الأشهر – وهو السميد الذي يكون فيه التمر ، وكذلك " الزلابية " حلوى لذيذة تقدم في كل بيت ، وفي كل يوم ، ولها أنواع متعددة لا يمكن إدراك حقيقتها بالوصف ، لكن بالأكل !! .

وبالنسبة إلى طعام السحور ، يتناول أهل الجزائر طعام " المسفوف " مع الزبيب واللبن ؛ و" المسفوف " هو الكسكسي المجفف ، وهذا النوع من الطعام أصبح عادة لكل الجزائريين في سحورهم .

ويقبل الناس على المساجد بكثرة لأداء صلاة التراويح ، حيث يصلونها ثمان ركعات ، وأحيانًا عشر ركعات ؛ يقرأ الإمام فيها جزءاً كاملاً من القرآن الكريم ، أو جزءاً ونصف جزء ، ويتم ختم المصحف عادة ليلة السابع والعشرين. وفي الليالي التالية يبدؤون بالقراءة في صلاة التراويح من أول المصحف .

ثم يأتي العيد ، وهو بهجة الجميع ، وفرحة المسلمين بإتمام الصيام ، ولئن كانت أيام العيد أيام فرحة وأنس وتآلف للأرواح ، فإنه يكون للصغار أيام لعب ولهو ومرح ، حيث يلعب الأطفال ألعاباً شعبية مختلفة ، كلعبة المخرقبة : وهي لعبة تُشبه لعبة الشطرنج ، ، تلعب على الأرض بين شخصين بواسطة الحصى والنوى ، وهي من الألعاب التراثية الشعبية ، هذا غير السباقات وألعاب الكرة والألعاب النارية التي يشترك في لعبها الأطفال في جميع دول الوطن العربي .


 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في تركيا
1401258026_135272.jpg


يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي. والمظاهر العلنية التي يبديها هذا الشعب المسلم عند قدوم شهر رمضان لهي أكبر دليل، وأصدق برهان على عمق وترسخ الإسلام، على الرغم من كل المحاولات التي قامت وتقوم لإبعاد هذا الشعب عن دينه، وسلخه عن عقيدته .
وتمثل مدينة ( استنبول ) الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب التركي؛ إذ هي كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن الخمسة قرون، كما أن فيها عددًا كبيرًا من المساجد والمعالم الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وأكثر ما تبدو المظاهر الرمضانية عند هذا الشعب في هذه المدينة، التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى أربعة عشر مليوناً أو يزيد، وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار .
ويعتمد المسلمون في تركيا الحسابات الفلكية في ثبوت شهر رمضان، وقل من الناس من يخرج لترصد هلال رمضان. وتتولى هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان المبارك .
ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة هناك منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين، نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته .
وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في هذا الشهر عند الأتراك؛ وخاصة في مدينة ( استنبول ) المشتهرة بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد ( آيا صوفيا ). ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر إلى قرب وقت المغرب، وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال .
والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام الإفطار يُهرع الجميع مباشرة؛ أطفالاً وشبابًا، ونساء ورجالاً صوب الجوامع والمساجد لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء في المسارعة قد يحرم المصلي من مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة خارج المسجد، أو على قارعة الطريق .
والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب لهذا الشهر الفضيل، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك .

ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم: ( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) .
ومن معتادهم إضافة لما تقدم، قولهم في النصف الأول من رمضان: ( مرحبًا يارمضان ) وقولهم في النصف الثاني منه: ( الوداع ) .
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح ) وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد .
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية، إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية .
ومن المعروف عن الشعب التركي المسلم اهتمامه الشديد وحرصه الدائب على قراءة القرآن طيلة شهر رمضان؛ ففي هذا الشهر المبارك يقوم المسلمون الأتراك بتقسيم وتوزيع سور القرآن الكريم فيما بينهم، على أساس قدرة كل شخص منهم فيما يستطيع أن يقرأه من القرآن، ثم مع اقتراب الشهر الكريم من نهايته تقوم تلك المجموعات التي قسمت قراءة القرآن فيما بينها وتذهب إلى مسجد من المساجد، وتتوجه إلى الله بالدعاء الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن الكريم، ويتبع ذلك عادة حفل ديني صغير يشارك فيه إمام ذلك المسجد، يتضمن بعض الكلمات والأذكار والأناشيد الدينية .
أما صلاة التهجد فالمقبلون عليها أقل من القليل، بل ليس من المعتاد إقامتها في المساجد. ويقال مثل ذلك في سُنَّة الاعتكاف، إذ هجرها الكثير هناك، فلا يقيمها إلا من وفقه الله لفعل الطاعات، وتمسك بهدي رسول الهدى والرشاد .

ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى وقت مـتأخر من الليل .
الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ ( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون وذووا الدخل المحدود. وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها .

بالنسبة لساعات العمل في الدوائر الرسمية لا يطرأ عليها أي تغير خلال هذا الشهر، وهذا أمر طبيعي، إذ نظام الدولة نظام علماني، حتى إن بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات العمل اليومي مقدار ساعة أو نحوها .
ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة استنبول، والذي يقال: إن فيه مكانًا يُحتفظ بداخله بـ ( الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان .

والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن، قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!! .
و( الشوربة ) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم ( بيدا ) وتعني ( الفطير ) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم .
وتعتبر ( الكنافة ) و( القطايف ) و( البقلاوة ) و( الجلاّش ) من أشهر أنواع الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا .

ثم إن ليالي رمضان في هذا البلد، وخاصة في مدينة استنبول، بعضها بيضاء وبعضها حمراء؛ فهي يتجاذبها اتجاهان: اتجاه يرى في هذه الليالي أنها ليالي عبادة وطاعة، فهو يمضيها ويستغلها بين هذه وتلك؛ واتجاه يرى في تلك الليالي أنها ليالي سرور وفرح، وعزف وقصف، ورقص وعصف، فهو يمضيها في المقاهي، وتدعى في البلاد التركية بـ ( بيوت القراءة ) = ( قراءتخانة لر ) أو في دور اللهو، حيث المعازف الوترية، كالعود والقانون والكمنجا؛ وغير الوترية، أو في غير هذه الأماكن .
وليس من العجيب عند سكان مدينة ( استنبول ) كثرة المعازف في رمضان وفي غير رمضان؛ إذ إن لأهلها - نساء ورجالاً - عناية خاصة بالعزف والموسيقى، حيث يتعلمون ذلك في المدارس الخاصة. كما وترى أصحاب الطبول الكبيرة يجولون في الشوارع من أول الليل إلى وقت الإمساك قُبيل الفجر. ولعل الشباب هم العنصر الأكثر حضورًا وظهورًا في هذه الليالي، حيث يمضون الليل في اللهو واللعب. وتنتشر بين أمثال هؤلاء الشباب عادة الجهر بالفطر في رمضان، فترى شبابًا وهم بكامل صحتهم يفطرون من غير عذر يبيح لهم ذلك ؟!.​
 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
رمضان في الهند

135270.jpg


يشكل المسلمون في الهند ثاني تجمع إسلامي بعد مسلمي أندونسيا، حيث يبلغ عدد المسلمين فيها قرابة (169) مليون مسلم، من إجمالي عدد سكان الهند، البالغ عددهم نحو المليار نسمة أو يزيد، ونسبة المسلمين إلى عدد السكان حوالي 15%، وهم يشكلون الديانة الثانية في الهند بعد الديانة الهندوسية، ويشكلون 8% من نسبة المسلمين فى العالم تقريبا .
والمسلمون وفقا للدستور والقوانين الهندية يتمتعون بجميع الحقوق المدنية. وتسهل الدولة الهندية للمسلمين إقامة شعائرهم بحرية وأمان في المناطق التي يتواجد فيها نسبة كبيرة من المسلمين. ولا يمنع ذلك قيام بعض المتطرفين الهندوس بين الحين والآخر بانتهاك حرمات المسلمين، ومنها حرمة هذا الشهر الفضيل .
ونظرًا لانتشار المسلمين في أماكن متفرقة في هذا البلد الشاسع والواسع، فإن ثبوت رمضان قد يختلف فيه من مكان لآخر، إضافة إلى اختلاف الناس هناك في اتباع المذاهب الفقهية، وما يترتب عليه من اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها. وعلى العموم فإن هناك هيئة شرعية خاصة من العلماء تتولى متابعة أمر ثبوت هلال رمضان، وتعتمد في ذلك الرؤية الشرعية، وحالما يثبت لديها دخول شهر رمضان، تُصدر بيانًا عامًا، ويتم إعلانه وتوزيعه على المسلمين .


ومع ثبوت شهر رمضان تعم الفرحة المسلمين أينما كانوا، والمسلمون في الهند لا يشذون عن هذه القاعدة، إذ تعم الفرحة جميع المسلمين هناك، والأطفال منهم خاصة، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح، مثل قولهم: ( رمضان مبارك ) ونحو ذلك من العبارات المعبرة عن الفرحة والسرور بقدوم هذا الشهر الكريم .
ولشهر رمضان في الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين في هذا الشهر الذي يكسر عاداتهم اليومية، ويخرق كثيرًا مما ألفوه واعتادوه .
ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سُنَّة السحور. ومن معتاد طعامهم فيه ( الأرز ) و( الخبز ) وهو غذاؤهم الرئيس، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى ( الخبز ) و( الإدام ) .
وشخصية ( المسحراتي ) لا تزال تؤدي دورها على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم .
ويفطر المسلمون هناك عادة عند غروب الشمس، على رشفات من الماء إذا لم يجدوا تمرًا. وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ وذلك عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح. وهي عادة لا تعرف إلا بالهند. وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على ( الأرز ) وطعام يسمى ( دهى بهدى ) يشبه طعام ( الفلافل مع الزبادي ) و( العدس المسلوق ) وطعام يُطلق عليه اسم ( حليم ) و( الهريس ) وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها ( الفلفل الحار ) .
أما المشروبات فيتصدرها ( عصير الليمون ) و( اللبن ) الممزوج بالماء، و( الحليب ). وفي ولاية ( كيرالا ) جنوب الهند، تحضِّر بعض الأسر المسلمة هناك مشروبًا يتكون من ( الأرز ) و( الحلبة ) ومسحوق ( الكركم ) و( جوز الهند ) لوجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشِّط الصائم للعبادة ليلاً. ومن العادات المخالفة للسنة عند أهل هذه المناطق تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر احتياطًا للصيام .
ومن العادات الطريفة والظريفة لبعض المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح؛ وأحيانًا يوزع التمر وسكر البنات، والمشروب الهندي يسمى ( سمية ) وهو يشبه ( الشعيرية باللبن ) عند أهل مصر. وأغلب أنواع الحلوى هناك تُحضَّر من مادة ( الشعيرية ) .


ويجتمع كل جماعة في مسجد حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة؛ ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا في أيديهم أو على رؤوسهم الصحون والأطباق متجهين بها صوب المساجد بانتظار وقت الإفطار .
ويحرص الأطفال على شراء فوانيس رمضان، وتراهم يتجولون في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأغاني الدينية بلغتهم الهندية ولهجاتهم المحلية .
وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس ( الطاقية ) خصوصًا في هذا الشهر، ويرتادون المساجد للصلاة وتلاوة القرآن، إذ يجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة من القرآن خلال هذا الشهر. إضافة إلى اهتمامهم بحضور صلاة التراويح التي يشد لها الجميع رحالهم. وهم في أغلب المساجد يصلون صلاة التراويح عشرين ركعة، وفي بعض المساجد يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانًا درس ديني، أو كلمة طيبة يلقيها بعض أهل العلم المتواجدين في تلك المنطقة، أو بعض رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد، داعين الناس للتمسك بهدي خير الأنام .
وهم في العادة يختمون القرآن خلال هذا الشهر. وبعض المساجد التي لا يتوفر فيها إمام حافظ، يسعى أهل الحي لاستقدام إمام حافظ للقرآن من مناطق أخرى للقيام بهذه المهمة .
ومن العادات المتبعة أثناء صلاة التراويح، قراءة بعض الأذكار، كقولهم: ( سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء، والعظمة، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ) كما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرون أسماء أولاده، والحسن والحسين، وفاطمة الزهراء، وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، كل هذا يكرر بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح .


وتنظَّم بعض الدروس الدينية وحلقات القرآن خلال هذا الشهر، ويقوم عليها بعض أهل العلم، وإذا لم يتوفر من يقوم بذلك يجتمع بعض رواد المسجد على قراءة كتاب ما، وفي بعض الأحيان توجه الدعوة لبعض الخطباء المعروفين لإلقاء بعض الدروس، وقد يتولاها بعض رجال الدعوة وهم كثر في تلك البلاد، وقد توجه هذه الدعوة إلى العلماء من خارج الهند وخاصة من الدول العربية، وأكثر ما يكون هذا في العشر الأخير من رمضان، وتعقد هذه الدروس بعد صلاة العصر، أو أثناء التراويح، أو بعد الانتهاء منها .
والمسلمون في الهند يحافظون على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وهم يولون عناية خاصة بليلة القدر على وجه أخص، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين. وهم يستعدون لإحياء هذه الليلة بالاغتسال والتنظف ولبس أحسن الثياب، وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة، وتقديرًا لمكانتها .
وفي هذه الليلة يختم القرآن في صلاة التراويح. ومن العادة عند مسلمي الهند بعد دعاء ختم القرآن توزيع الحلاوة، وقد يوزعون شيئًا من السكر، أو نحو ذلك من أنواع الحلوى. والعادة عند مسلمي الهند أن يقوم إمام المسجد بالنفث ( النفخ ) على تلك الأنواع من الحلوى كل يوم من أيام رمضان، بعد قراءة الجزء من القرآن في صلاة التراويح، ويسمون هذا ( تبرك ) ويُكرم الإمام في هذا اليوم غاية الإكرام، حيث يُلبس حلة جديدة، وتُقدم له الهدايا والأعطيات، كل ذلك مقابل ما قام به من ختم القرآن في صلاة التراويح. وربما يسبق كلَ هذه المراسم اتفاقٌ مسبق بين الإمام وأهل الحي على كل هذه الأمور !!.
ومن العادات المعهودة في صباح هذه الليلة - ليلة السابع والعشرين - عند مسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم .


والشباب المسلم في الهند ضائع بين بين؛ فريق فُتن بمظاهر الحياة العصرية، فليس له من دينه إلا المظاهر والشكل فحسب، وهو فيما وراء ذلك لا يدري من الأمر شيئًا، وأغلب هؤلاء الشباب من طبقة المثقفين. ويقابلهم فريق من الشباب الجهال، الذين جهلوا دينهم، ولم يُحصِّلوا من علوم الدنيا شيئًا. والغريب هناك أن فريقًا من هذا الشباب الضائع ينتهز الفرصة في ليلة القدر لإزعاج الناس - مسلمين وغير مسلمين - الذين ليس من عادتهم السهر إلى وقت متأخر من الليل، لذا تراهم يجولون في الشوارع والحارات يقرعون الأبواب بحجة تنبيه الناس إلى إحياء هذه الليلة، ولهم أعمال غير ذلك هم لها عاملون !! .
والمسلمون عامة في الهند يقدسون شهر رمضان غاية التقديس، ويحترمونه أشد الاحترام؛ وهم يعتبرون كل ما يخل بحرمة هذا الشهر أمر منكر ومستنكر ومرفوض، ولأجل هذه المكانة عندهم يحرص الجميع على مراعاة حرمة هذا الشهر، والإنكار على كل من يسعى للنيل منها .
أما غير المسلمين فبعضهم يقيم حرمة لهذا الشهر، ويراعي مشاعر المسلمين فيه، وربما اغتنموا هذه المناسبة ليباركوا لهم بقدوم هذا الشهر الكريم، أو لدعوتهم إلى مائدة إفطار...وثمة آخرون لا يرعون حرمة لهذا الشهر، بل إنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، ويسعون في إثارة المشاكل والفوضى هنا وهناك .

والجمعة الأخيرة من رمضان تُسمى عند مسلمي الهند ( جمعة الوداع ) ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فترى الجميع كل قد حزم أمتعته، وشد رحاله إلى أكبر مسجد في مدينة ( حيدر آباد ) يسمى عندهم ( مكة مسجد ) وهم يروون في سبب هذه التسمية قصة حاصلها: أن ملكًا مسلمًا قبل خمسمائة عام قصد مكة للحج، وفي رحلة عودته أحضر معه حجرًا من مكة، وأمر بوضعه ضمن بناء هذا المسجد، ثم بعد ذلك أخذ الناس يطلقون عليه هذا الاسم لهذا السبب. وبعيدًا عن هذه القصة، تجتمع في هذا المسجد أعداد غفيرة من المسلمين في هذه ( الجمعة الأخيرة ) بحيث تصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلوات قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب المسجد، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة لهذا المسجد ليلة الخميس السابقة ليوم الجمعة الأخيرة من رمضان، كما ويُمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بهذا المسجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة .​
 

سوار

طاقم الادارة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,077
مستوى التفاعل
151
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
رمضان في لبنان


يتميز شهر رمضان المبارك في لبنان بطقوس خاصة وعادات وتقاليد دينية واجتماعية وثقافية تكاد تكون موحدة بين
مختلف المناطق اللبنانية ويعود بعض هذه العادات والتقاليد الي مئات السنين حيث تقوم فرق من الصوفيه قبل حلول الشهر المبارك بعده ايام بجولات في شوارع المدينه ويردد المشاركون فيها الاناشيد والمدائح النبويه و الاشعار لتحضير الناس وتهيئتهم للصوم بالاضافة الى زياره الاثر النبوي في جامع المنصوري الكبير وهو عباره عن شعره واحده من لحيه الرسول صلى الله عليه وسلم
كما يوجد "سيبانه رمضان" وهي عاده بيروتيه قديمه لا تزال مستمره الي يومنا هذا وتتمثل بالقيام بنزهه علي شاطي‌ء مدينه بيروت تخصص لتناول الاطايب والمآكل في اليوم الاخير من شهر شعبان المعظم قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان وهناك بعض الاسر تذهب الي شاطي‌ء بيروت تحمل معها انواعا مختلفه من الطعام والشراب وتقيم سهرات طويله تترقب خلالها قدوم الشهر المبارك اما مدينه صيدا فتختص بما يعرف ب "فوانيس رمضان" وهي مصابيح مختلفه الالوان والاحجام تستخدم في تزيين الشوارع ومداخل المساجد في شهر رمضان المبارك كتقليد سنوي يحافظ عليه الصيداويون ويعملون به حتي الان.

ويذكر ان المسحراتي لا يزال موجود حتي اليوم في الجنوب اللبناني وفي العديد من القري يجوب منازل الموء‌منين يقرع ابوابهم بعصاه ينادي عليهم وقت السحر للقيام والتهيوء للصوم عن الطعام والشراب ومن العادات والتقاليد ايضا ما هو عام لا يزال يشمل مختلف المناطق اللبنانيه ومنها تزيين الشوارع والساحات العامه والطرق الموء‌ديه الي المساجد بالزينه الورقيه الملونه والاناره الكهربائيه اللافته
من المأكولات المشهورة في هذا الشهر الكريم هى الالبان والاجبان والخضار والفاكهه والتمور والمكسرات(اللوز والجوز والفستق) والمشروبات الخاصه بشهر رمضان مثل الجلاب والتمر الهندي وعرق السوس والخرنوب وقمر الدين (المشمش المصفي بالاضافة الى التبوله والفتوش وهي اكلات شعبيه لبنانيه مصنوعه من الخضار المتنوعه (الخس والبقدونس والنعناع والبندوره والفجل والبصل وغيرها)، اضافه الي الحلويات الخاصه مثل لكلاج والقطايف المشبك والشعيبيات
 

سوار

طاقم الادارة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,077
مستوى التفاعل
151
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
(الســــــــــــــودان )


1359215607.jpg


يبلغ عدد سكان السودان ( 30 ) مليون نسمة تقريبًا ـ بعد الانفصال الجنوبي ـ، ونسبة المسلمين تصل إلى (96%)، يتكلمون أكثر من ( 110 ) لغات ولهجات محلية، ويستقبل أهل السودان شهر الخير بالفرح والسرور، ويهنئ الجميع بعضهم بعضًا بقدوم هذا الشهر المبارك، من عبارات التهنئة المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: ( رمضان كريم ) وتكون الإجابة بالقول: ( الله أكرم ) أو: ( الشهر مبارك عليكم ) أو: ( تصوموا وتفطروا على خير ) .
ويعتمد الناس هناك في إثبات هلال رمضان على ما تبثه وسائل الإعلام الرسمية بهذا الشأن، وقلما تجد من الناس من يخرج طلبًا لالتماس الهلال، لكن ثمة فريق من الناس يعتمد استطلاع الهلال بالطريقة الشرعية، ولا يعتمد فيما وراء ذلك على شيء. وعلى العموم، لا يختلف ثبوت رمضان في هذا البلد المسلم، على امتداد مساحته البالغة ( 2.5 ) مليون كيلو متر مربع تقريًبا، من مكان لآخر .
ويبدأ الاحتفال بشهر رمضان عند أهل السودان قبل مجيئه بفترة طويلة؛ فمع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة ( الأبري ) أو ( المديدة ). وعند ثبوت رؤيته يحدث ما يُعرف بـ ( الزفة ) إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالاً...وتقوم هذه ( الزفة ) بالطواف في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام .
ومما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان، وحالما يتم الإعلان عن بدء شهر الصوم، تبدأ المساجد في إضاءة المصابيح الملونة على المآذن والأسوار، وتظل الأضواء الخاصة طوال ليالي رمضان، كما تبدأ المدافع في الانطلاق عند كل أذان مغرب، معلنة حلول موعد الإفطار، وقبل الفجر للتنبيه على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. ومن المعتاد في هذا البلد تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر، احتياطًا للصيام ! .
أما المساجد فتظل عامرة طوال هذا الشهر المبارك بالرواد من المصلين والمتعبدين. وذلك منذ خروج المواطنين من أعمالهم وقت الظهيرة، وخاصة بعد صلاة العصر حيث تبدأ دروس العلم، وحلقات القرآن وتستمر إلى قبيل أذان المغرب بقليل .

ومع حلول موعد الإفطار يتم شرب ( الآبريه ) ويُعرف بـ ( الحلو - مر ) وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على العطش الذي تسببه تلك المناطق المرتفعة الحرارة. و( الآبريه ) كما يصفه أهل تلك البلاد، عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذورها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج .
ويستعد الناس عادة لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقع ( الآبريه ) بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمر، ويفطر عليه الصائمون، فيشعرون بالري والارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار .
ومن الأشربة المشهورة عند أهل السودان في هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق الذرة البيضاء، حيث تطهى على ‏النار، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ ( الآبري الأبيض ) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب ( ‏المانجو ) و( البرتقال ) و( الكركدي ) ‏و( قمر الدين ) ونحو ذلك .
أما المائدة الرمضانية السودانية فتتم على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين. ويبدأ الإفطار بتناول التمر ثم ( البليلة ) وهي عبارة عن الحِمّص المخلوط مع أنواع أخرى من البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر. وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور .
ثم يتبع ذلك تناول ( عصير الليمون ) إذا كان الجو حارًا، أو ( الشوربة ) إذا كان الجو بارداً. وتلي ذلك الوجبات العادية، وأشهرها ( الويكة ) وهي نوع من ( البامية ) مع ( العصيدة ) وهناك أيضًا طعام يسمى ( ملاح الروب ) وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني. وطعام يسمى ( القرَّاصة ) ويؤكل مع الإدام .
ويُعدُّ طبق ( العصيدة ) من الوجبات التقليدية عند أهل السودان، ويتكون ‏من خليط عجين الذرة المطهي، ويؤكل مع طبيخ ( التقلية ) ذات اللون الأحمر، ومكوناته ‏تتألف من ( البامية ) الجافة المطحونة وتسمى ( الويكة ) مع اللحمة المفرومة. وبعد تناول طعام الإفطار، يحتسي الصائمون شراب الشاي والقهوة .

وأهم مايلفت الانتباه عند أهل السودان خلال هذا الشهر الكريم ظاهرة الإفطار الجماعي، حيث تُفرش البُسط في الشوارع إذا كانت متسعة، أو في الساحات العامة، وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا مجهزًا، وتضعه على تلك البسط، وحالما يتم الإعلان عن دخول وقت المغرب يبدأ الجميع في تناول الطعام معًا، ثم يلي ذلك صلاة المغرب جماعة، وبعد تناول شراب القهوة ينصرف الجميع كل إلى شأنه وأمره .
ومن عادات السودانيين في هذا الشهر ولا سيما في القرى، خروج كل واحد من بيته قبل الأذان حاملاً إفطاره وبكمية تزيد على حاجته، ثم يجلس إما في المسجد، وإما في الشارع ناظرًا ومنتظرًا أي شخص غريب ليفطر معه .
ومن العادات الرمضانية عند أهل السودان كثرة التهادي بين الناس في هذا الشهر الكريم، ويكون ذلك بإرسال الطعام والشراب قبل المغرب بين الأُسر، ويقبل الأغنياء من الفقراء هداياهم وأطعمتهم، لئلا يشعروهم بالحرج في قبول ما يرسلونه لهم هم بعد ذلك .
في الخميس الأخير من رمضان يعد السودانيون طعامًا خاصًا يعرف بـ ( الرحمات ) يتصدقون به على الفقراء والمساكين، وهم يعتقدون في هذا أن أرواح الموتى تأتي في هذا اليوم لتسلم على أهلها .

ويُقبل الناس من أهل السودان على القرآن الكريم بطريقة تستحق الإعجاب والتقدير، حيث تعقد الحلقات في المساجد من بعد صلاة العصر حتى قبيل المغرب بقليل، وتكثر الدروس الدينية في هذا الشهر، ويتولى الأئمة السودانيون والدعاة أمر القيام على هذه الدروس والحلقات. ويكون هذا الشهر بالفعل شهرًا إسلاميًا .
أما صلاة التراويح فإن الناس في السودان يهتمون بها جدًا، كما هو الحال عند باقي المسلمين؛ وتُقام هناك صلاة التراويح في المساجد أو في الخلاوي والزوايا التي تجمع بعض أهل الحي فيصلون التراويح، ويسمعون المواعظ التي تتخلل صلاة التراويح. ويصلي أهل السودان صلاة التراويح عادة ثماني ركعات. وتشهد صلاة التراويح إقبالاً ملحوظًا، وحضورًا مشهودًا؛ حيث تزدحم المساجد بالمصلين من الرجال والنساء والشباب والأطفال في مشهد يُسر الناظرين. ولا تلتزم أغلب المساجد هناك بختم القرآن في هذه الصلاة، لكن بعضها يحرص على ذلك. وفي بعض المساجد يحرصون على قراءة بعض الأذكار عقب كل ركعتين من صلاة التراويح، كقولهم: ( اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعفُ عنا ) .
وتنتشر في بلاد السودان - كما في العديد من بلاد الإسلام - عادة السهر إلى وقت متأخر من الليل، حيث يمضي الكثير أوقاتهم خلف شاشات التلفزة. وتُلْحظ أيضًا عادة النوم حتى وقت الظهيرة، وعند البعض قد يستمر النوم إلى الساعة الثانية بعد الظهر. نسأل الله السلامة والعافية .

ومع بداية الشهر الكريم يغير التلفزيون السوداني من طبيعة برامجه، ويعرض برامج خاصة بشهر رمضان، تجعل الناس ينجذبون إليه، ويلتفون حوله، الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى الكسل عن القيام ببعض الطاعات والقربات، والتي هي أجزل ثوابًا، وأضعف أجرًا في هذا الشهر الفضيل . وغالبًا ما يذهب الشباب وصغار السن بعد الإفطار والصلاة إلى الأندية الثقافية والاجتماعية التي تحتفل بهذا الشهر، فيمضون شطرًا من الليل في تلك الأندية .
ثم هناك الطرق الصوفية، وهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة، منها ( الختمية ) و( القادرية ) و( الإسماعلية ) وغيرها، ولكل منها أنشطتها الدينية المختلفة التي تقيمها في زواياها الخاصة، ويؤمها كبار السن بعد المغرب لقراءة قصة المولد النبوي، وسماع المدائح النبوية، وإقامة الأذكار بواسطة ما يُدعى ( النوبات ) وهي طبلة كبيرة من الجلد، تُقرع بالعصا، وتستمر تلك الجلسات والنوبات حتى منتصف الليل !! .
أما الأسر السودانية فإنها تتبادل الزيارات العائلية، كما ويُعد شهر رمضان شهر المتعة للأطفال، الذين يمارسون هواياتهم، وخاصة وقت الإفطار الجماعي، فضلاً عن السماح لهم بالسهر إلى وقت متأخر من الليل، الأمر الذي لا يجوز لهم في غير رمضان .

في الأيام الأخيرة من شهر الخير، تشهد المنازل السودانية نشاطًا ملحوظًا، وتحركًا ملموسًا؛ إذ تبدأ الاستعدادات الخاصة لتحضير حلوى العيد، وتنشغل النساء في عمل ( الكعك ) و( البسكويت ) وغير ذلك من أنواع الحلوى المعروفة عند أهل السودان. وعادة ما يتم تحضير ذلك بشكل جماعي وتعاوني بين النساء؛ فكل يوم مثلاً يقوم فريق من النسوة مجتمعات بصنع ما تحتاجه الواحدة منهن في بيتها، وفي اليوم التالي يشترك الجميع أيضًا بتحضير الحلوى لأخرى وهكذا .
وتقام في الأيام الأخيرة من رمضان ليلة تسمى ليلة ( الحنجرة ) يقيمها من توفي له قريب عزيز خلال شهر رمضان، أو قبله بوقت قصير، وفي هذه الليلة يُقدم للمعزين التمر والمشروبات ..
وليلة القدر ينتظرها جميع المسلمين في السودان، ويُحتفل بها رسميًا وشعبيًا في السابع والعشرين من رمضان، ويُستقدم لأجلها كبار المقرئين، وتمتلئ المساجد بالعباد والمتقربين إلى الله .

وأهل الإسلام في السودان شديدو الحرص على إخراج زكاة الفطر، وتوزيعها على الفقراء والمساكين المنتشرين على طول البلاد وعرضها، وهم في العادة يتولون بأنفسهم أمر ذلك .
والطوائف غير المسلمة في بلاد السودان لا يعنيها أمر رمضان لا من قريب ولا من بعيد، وهو يمر عليها كمرور غيره من الأيام، وهم في الظاهر يبدون مظاهر الاحترام والتقدير لهذا الشهر، ولا يمنع ذلك من وجود بعض الحالات الشاذة والاستثنائية التي يتعمد فيها البعض القيام ببعض الممارسات التي تخل بحرمة هذا الشهر الكريم، وتسيء لمشاعر أهل الإسلام .
ويتم توديع رمضان عند أهل السودان بإنشاد القصائد الدينية والمدائح النبوية...وعلى كل حال، فلرمضان عند أهل السودان مذاق خاص وطعم مختلف، وعلاقة الناس به علاقة قوية وحميمة، فهم يحنون إليه أشد الحنين بداية، ويحزنون عليه غاية الحزن نهاية .
 

سوار

طاقم الادارة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,077
مستوى التفاعل
151
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
( تونس)


يستقبل التونسيون شهر رمضان الكريم قبل قدومه بأيام عديدة، لما له من مذاق خاص، وعادات فريدة، وأجواء روحانية جليلة، ففي النهار كما في الليل يغدو رمضان في أرض الزيتونة كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، والاحتفالات الخاصة بهذا الشهر الكريم.


60747_1245772402.jpg
جامع عقبة إبن نافع



large_1238047253.jpg


جامع الزيتونة المعمورة


وتنشط الأسواق والمحلات التجارية قبل وخلال أيام رمضان، وتدب حركة غير عادية في الشوارع تصل إلي أوجها في أواخر الشهر الفضيل مع حلول عيد الفطر، كما تتزين واجهات المقاهي وقاعات الشاي، وتتلألأ صوامع الجوامع في كل المدن بالمصابيح.

090717ReportagePhoto3.jpg

060829awifeature2PHOTO_001.jpg


Dates-ramadan.JPG

ويحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة لدي التونسيين، حيث تمتلئ الجوامع في كل محافظات البلاد بروادها الذين يفترشون الشوارع والأحياء التي تقع بالقرب من الجوامع، وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن يؤمنها أئمة من خريجي جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية.
ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف.

100920091066.jpg



Young.jpg

وتنظم السلطات التونسية ما يزيد علي الـ400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم في كافة مساجد البلاد، لعل أشهرها المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتي تشهد مشاركة أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية، حيث يتولى الرئيس التونسي في ختامها تسليم جائزة رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الإسلامية وتبلغ قيمتها 25 ألف دولار.
وتشهد أعرق الجوامع في البلاد، على غرار جامع الزيتونة بالعاصمة، وجامع عقبة بن نافع بالقيروان، احتفالات دينية خاصة طوال شهر رمضان، وتتحول إلى قبلة لآلاف الزوار من دول عربية وإسلامية لاسيما في الأيام العشر الأخيرة من الشهر، وليلة 27 التي تختم فيها تلاوة القرآن.
ويمثل شهر رمضان مناسبة للتكافل الاجتماعي، ولتدعيم أواصل الأخوة للمجتمع التونسي، حيث تنتشر "موائد الرحمن" في مختلف أنحاء البلاد، كما يتبارى الجميع في تقديم المساعدات إلى الأسر الفقيرة، وفي تنظيم قوافل تضامنية تقدم هدايا ومبالغ من المال للمحتاجين.

almosafr_e1601dbcb6.jpg

"موائد الرحمن"
02.jpg


اللمة الأسرية


ويعد شهر رمضان فيتونسشهر الاحتفالات الأسرية، ففيه يتبرك الناس بربط العلاقات الزوجية، عبر تنظيم حفلات خطوبة الشباب الراغبين بالزواج خلال النصف الأول من رمضان، فيما تخصص ليلة السابع والعشرين من رمضان، لتقديم ما يعرف بـ "الموسم" وهي عبارة عن هدايا يقدمها الخطيب إلى خطيبته كعربون محبة وتوثيقا للصلة ووشائج القرابة فيما بين الأصهار.
كما دأبت الأسر التونسية منذ القدم، على ختان الأطفال في ليلة السابع والعشرين من رمضان، عبر تنظيم سهرات دينية تحييها فرق الأناشيد الدينية التي يسميها التونسيون بـ "السلامية"، وهى فرق مختصة في الإنشاد الديني، وتمجيد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسط أجواء عائلية احتفالية.

111wz1.jpg

حفلات المالوف
وتشدو ليالي رمضان بالموسيقى والإنشاد الديني والطرق الصوفية المنتشرة منذ القدم باعتبارها أحد الروافد البارزة للتراث الموسيقي التونسي، حيث تتميز العديد من السهرات الرمضانية بإقامة حلقات الإنشاد الديني والمدائح والأذكار الدينية والموسيقى الروحية التي تؤمنها أبرز فرق الموسيقى الصوفية والروحية في المساجد وزوايا ومقامات الأولياء الصالحين الموجودة في المدن والقرى التونسية.
ويعد مهرجان الموسيقى الروحية من أهم التظاهرات الصوفية خلال رمضان، حيث يهدف المهرجان إلى مواكبة الأجواء الدينية الخاشعة التي ترافق هذا الشهر الكريم، وخلق تقاليد جديدة لدى الجمهور الذي يتابع عروضه عبر اكتشاف تجارب وأنماط موسيقية مختلفة من دول عدة هذا إلى جانب مزيد تحريك المشهد الثقافي التونسي.



000.jpg

الإنشاد الديني



أكلات التونسيين في رمضان:
ويحرص التونسيون خلال هذا الشهر المبارك على الحفاظ علي عاداتهم وتقاليدهم فيسعون إلي تحضير أكلات وأطباق شعبية شهيرة، ويحرصون علي توارثها جيلا عن جيل، ففي تونسالعاصمة يهيأ عادة طبق "الرفيسة" المكون من الأرز المطبوخ بالتمر والزبيب، أما في الشمال الغربي فتحضر العصيدة بالدقيق والعسل والسمن للسحور، ولا يترك أهل الجنوب فرصة هذا الشهر الكريم دون تحضير طبق "البركوكش" وهو دقيق يدمج مع الخضر.
ومن أبرز الأكلات التونسية التي لا تكاد تغيب عن مائدة الإفطار طوال شهر الصيام طبق "البريك"الذي يتصدر المائدة في كل البيوت، وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم تحشي بالدجاج أو اللحم مع إضافة البصل والبقدونس والبطاطا وتقلى بالزيت ومن ثمة يأتي دور الحساء وخاصة "حساء الفريك" باللحم أو الدجاج.
ومن الأطباق الأخرى الشعبية التي توجد على مائدة الإفطار التونسية "الطواجن"بأنواعها المختلفة، وهي من الأطباق الشعبية المميزة، وتختلف صناعته من منطقة لأخرى، وهو عبارة عن كيك مالح يصنع من الجبن الرومي أو الموزاريلا مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات ونوع من اللحوم.
daily1.437905.jpg


شربة الفريك المشهورة
normald8b4d988d8b1d8a8dqu2.jpg

السلطة المشوية



salades.jpg

الكسكسي

081217113212o8br.jpg


البريك


bVF22077.jpg

215825_0194928_2.jpg

_9859_tunisia-ramadan-16-11-2002.jpg


إلى جانب "المقروض" القيرواني و"البوظة" و"المهلبية" و "القطائف"
get-8-2009-jx0xgm8n.jpg

194.jpg

الهريسة

240694a6c32c471f0f.jpg

المرطبات التونسية



تتركب وجبة السحور في رمضان لدى التونسيين على الحليب وعلى طبق
المسفوف الشهير .
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى