قصة الصحابي الأمير الزاهد (سعيد بن عامر الجمحي) رضي الله عنه وارضاه

متجاوب 2023

همسآت شرقية

طاقم الادارة
إنضم
1 فبراير 2013
المشاركات
17,361
مستوى التفاعل
264
النقاط
63
الإقامة
المفرق


(سعيد بن عامر الجمحي )

Image1.gif


سعيد بن عامر رجل اشترى الاخرة بالدنيا واثر الله ورسوله على سواهما
كان الفتى سعيد بن عامر الجمحي ,واحدا من الألاف المؤلفة الذين خرجوا الى منطقة التنعيم في ظاهر مكة بدعوة من زعماء قريش ليشهدوا مصرع خبيب بن عدي احد اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعد ان ظفروا به غدرا

وقد مكنه شبابه الموفور وفتوته المتدفقة من ان يزاحم الناس بالمناكب حتى حاذى شيوخ قريش من امثال ابي سفيان بن حرب وصفوان ابن امية وغيرهم ممن يتصدرون الموكب

وقد اتاح له ذلك ان يرى اسير قريش مكبلا بقيودة واكف النساء والصبيان والشبان تدفعهالى ساحة الموت دفعا لينتقمو من محمد في شخصة وليثاروا لقتلهم في بدر بقتله .

ولما وصلت هذه الجموع الحاشدة باسيرهم الى مكان المعد لقتله وقف الفتى سعيد بن عامر الجمحي بقانته الممدودة يطل على خبيب وهو يقدم الى الخشبة الصلب وسمع صوته الثابت الهادئ من خلال صياح النسوة والصبيان وهو يقول ان شئتم ان تتركوني اركع ركتعين قبل مصرعي فافعلوا .

ثم نظر اليه وهو يسقبل الكعبه ويصلي ركعتين يالحسنهما ويا لتمامهما ....
ثم راه يقبل على زعماء القوم ويقول والله لولا ان تظنوا اني اطلت الصلاة جزعا من الموت لا ستكثرت من الصلاة
وثم شهد قومه بعيني راسه وهم يمثلون بخبيب حيا فيقطعون من جسده القطعة تلو القطعة وهم يقولون له
اتحب ان يكون محمد مكانك وانت ناج فيقول والدماء تنزف منه

والله ماحب ان يكون امنا وادعا في اهلي وولدي وان محمد يوخز بشوكة فيلوح الناس بايديهم في الفضاء ويعالى صياحهم وان اقتلوه اقتلوه
ثم ابصر يسعيد بن عامر خبيبا يرفع بصره الى السماء من فوق خشبه الصلب ويقول اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا ثم لفظ انفاسه الاخيرة وبه وما لم يستطع احصاءه من ضربات السيوف وطعنات الرماح

**************
عادت قريش الى مكة ونسيت في زحمة الاحداث الجسام خبيبا ومصرعه
لكن الفتى اليافع سعيد بن عامر لم يغيب خبيب عن خاطره لحظة
كان يراه في حلبمه اذا نام ويراه بخياله وهو مستيقظ ,
ويمثل امامه وهو يصلي ركعتيه الهادئتين المطئنتين اما خشبة الصلب ويسمع رنين صوته في اذنيه وهو يدعو على قريش فيخشى ان تصعقه صاعقة او تتخر عليه صخرة من السماء .

ثم ان خبيبا علم سعيد مالم يكون يعلم من قبل علمه .

علمه ان الحياة الحقة عقيدة وجهاد في سبيل العقيدة حتى الموت وعلمه ايضا ان الايمان الراسخ يفعل الاعاجيب ويصنع المعجزات وعلمه امر اخر وهو ان الرجال الذي يحبه اصحابه كل هذا الحب انما هو نبي مؤيد من السماء عند ذلك شرح الله صدر سعيد بن عامر الى الاسلام فقام في ملا من الناس واعلن براءته من اثام قريش واوزارها وخلعه لاصنامها واوثنها ودخول في الدين الله هاجر سعيد بن عامر الى المدينه ولزم رسول الله صلوات الله عليه وشهد معه وخيبر ومابعدا من الغزوات ولما انتقل النبي الكريم الى جوار ربه وهو راض عنه ظل من بعده سيفا مسلولا في يدي خليفتيه ابي بكر وعمر ,عاش مثلا فريد فذا للمؤمن الذي اشترى الاخرة بالدنيا واثر مرضاة الله وثوابه على سائر رغبات النفس وشهوات الجسد وكان خليفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفان لسعيد بن عامر صدقه وتقواه ويستمعان الى نصحه ويصيخان الى اقوله
دخل على عمر بن الخطاب في اول خلافته فقال ياعمر اوصيك وان تخشى الله في الناس ولا تخشى الله الناس في الله والايخالف قولك فعلك فان خير القول ماصدقه الفعل ياعمر اقم وجهك لمن ولاك الله امره من بعيد المسلمين وقريبهم واحب لهم ماتحب لنفسك واهل بيتك واكره لهم ماتكره لنفسك واهل بيتك وخض الغمزات الى الحق الحق ولا تخف في الله لومة لائم
فقال عمر ومن يستطيع ذلك ياسعيد فقال يستطيعه رجل مثلك ممن ولاهم الله امر امة محمد وليس بينه وبين الله احد

*******
عند ذلك دعا عمر بن الخطاب سعيد الى الى مؤازرته وقال ياسهيد انا مولوك على اهل حمص
فقال ياعمر نشدتك الله الا تفتني فغضب عمر وقال ويحكم وضعتم هذا الامر في عنقي ثم تخليتم عني والله لا ادعك ثم ولاه على حمص وقال الانفرض لك رزقا قال ومافعل به يامير المؤمينين فان عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي ثم مضى الى حمص
وماهو الاقليل حتى وفد على امير المؤمنين بعض من يثق بهم من اهل حمص فقال لهم
اكتبو لي اسماء فقرائكم حتى اسد حاجتهم
فرفعوا كتابا فاذا فيه فلان وفلان وسعيد بن عامر
فقال ومن سعيد بن عامر ؟
فقالو اميرنا
قال نعم ،اميركم فقير
قالوا نعم ووالله انه لتمر عليه الايام الطوال ولا يوقد في بيته نار فبكى عمر حتى ابللت دموعه لحيته ثم عمد الى الف دينار فجعلها في صرة وقال اقرؤوا عليه السلام مني وقولوا بعث إليك امير المؤمنين بهذا المال لتستعين به على قضاء حاجاتك

************
جاء الوفد لسعيد بالصرة فنظر اليها فاذا هي دنانير فجعل يبعدها عنه وهو يقول إنا لله وإنا اليه راجعون كأنما نزلت به نازلة اوحل بساحته خطب فهبت زوجته مذعورة وقالت
ماشانك ياسعيد امات امير المؤمنين
قال بل اعظم من ذلك
قالت ااصيب المسلمون في وقعة
قال بل اعظم من ذلك
قالت وماعظم من ذلك
قال على الدنيا لتفسد اخرتي وحلت الفتنه في بيتي
قالت تخلص منها وهي لاتدري من امر الدنانير شيئا
قال اوتعينينني على ذلك
قالت نعم فاخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها على فقراء المسلمين

*************
لم يمض على ذلك طويل حتى اتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد احوالها فلما نزل بحمص وكانت تدعى الكويفة وهو تصغير للكوفة وتشبيه لحمص بها لكثرة شكوى اهلها من عمالهم وولاتهم كما كان يفعل اهل الكوفة فلما نزل بها لقيه للسلام عليه فقال
كيف وجدتم اميركم
فشكوه اليه وذكروا اربعا من افعاله كل واحد منها اعظم من الاخر
قال عمر فجمعت بينه وبينهم ودعوت الله الايخيب ظني فيه فقد كنت عظيم الثقة به
فلما اصبحو عندي هم واميرهم قلت ماتشكون اميركم قالو لايخرج الينا حتى يتعالى النهار
فقلت وما تقول في ذلك ياسعيد فسكت قليلا ثم قال والله اني كنت اكره ان اقول ذلك اما وانه لابدمنه فانه ليس لاهلي خادم فاقوم فاقوم في كل صباح فاعجن لهم عجينهم ثم اتريث قليلا حتى يختمر ثم اخبزه لهم ثم اتوضا واخرج للناس
قال عمر فقلت لهم وماتشكون منه ايضا
قالوا إنه لايجيب احدا بليل قلت ماتقول يا سعيد
قال اني والله كنت اكره ان اعلن هذا ايضا فانا قد جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل
قلت وماتشكون منه ايضا
قالوا إنه لا يخرج إلينا يوما في الشهر
قلت وماهذا ياسعيد قال ليس لي خادم يامير المؤمنين وليس عند ثياب غير التي علي فانا اغسلها في الشهر مرة وانتظرها حتى تجف ثم اخرج اليهم في اخر النهار
ثم قلت وماتشكون منه ايضا
قالوا تصيبه من حين الى اخر غشية عمن في مجلسه
فقلت وماهذا ياسعيد
فقال شهدت مصرع خبيب بن عدي وانا مشرك ورايت قريشا تقطع جسدة وهي تقول اتحب ان يكون محمد مكانك
فيقول والله ماحب ان اكون امنا في اهلي وولدي وان محمد تشوكه شوكة واني والله ماذكرت ذلك اليوم وكيف اني تركت نصرته الاظننت ان الله لايغفر لي واصابتني تلك الغشية
عند ذلك قال عمر الحمدلله الذي لم يخيب ظني به
ثم بعث له بالف دينار ليستعين بها على حاجته فلما راتها زوجته قالت له
الحمدلله الذي اغنانا عن خدمتك اشتر لنا مؤنة واستاجر لنا خادم فقال لها هل لك فيما هو الخير من ذلك
قالت وماذاك
قال ندفعها الى من ياتينابها ونحنو احوج مانكون اليها
قالت وماذك
قال نقرضها الله قرضا حسنا
قالت نعم وجزيت خيرا فما غادر مجلسه الذي هو فيه حتى جعل الدنانير في صرر وقال لواحد من اهله انطلق بها الى ارملة فلان والى ايتام فلان والى مساكين فلان الفلان والى معوزي فلان ال فلان

************
رضي الله عن سعيد بن عامر الجمحي فقد كان من الذين يؤثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصة

 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى