في الذكرى الاولى لرحيل المشير سعد خير .. "الفارس الذي رحل بصمت"..

متجاوب 2023

إنضم
28 فبراير 2010
المشاركات
5,828
مستوى التفاعل
60
النقاط
0
الإقامة
الطفيلة الهاشمية
عمون - خاص - كتب خليل الاستنبولي - لا يترك سياسي من نمط علي أبو الراغب مناسبة مثل عبور العام الأول من غياب المشير سعد خير مدير المخابرات الأسبق دون التوقف لإستعادة ذكريات منتجة وطنيا عن مرحلة حكمها النضج السياسي والمهني ليس في سياق العلاقة بين الحكومة والمخابرات العامة فقط انذاك .

ولكن في إطار تجربة فريدة على رجل دولة كبير من الطراز الرفيع عمل بروحية الجندي المجهول وغادر كما بدأ وعمل بصمت وبدون ضجيج وبشكل يليق بالأوفياء المخلصين من نخب الدولة والحكم .

و لا يعتبر العام الأول الذي مر على الأردنيين بدون مشيرهم سعد خير هو مناسبة لذرف الدموع والتأسف وإظهار الحزن على وجع الرحيل فقط بل مناسبة للوقوف مجددا على محطة تجربة منتجة لا بد من دراستها وتوثيقها حتى نعلم جميعا ،كم نفتقد بالأردن رجلا من حجم المشير الراحل.

وعليه لا يجد أبو الراغب ما يمنعه من تذكر هذه الفترة التي توسطها فهم متبادل وعميق عبر التعاون ما بين المؤسسة الأمنية في عهد الراحل ومؤسسة الحكومة ويستذكر في حديث ل عمون : خضنا في تجربة مؤثرة تؤكد تكامل الأدوار وشخصيا أقول لقد رحل سعد وترك فينا الكثير من المآثر الطيبة والقيم النبيلة التي نفتقدها جميعا الأن.

ومن هنا يمكن القول ان المشير خير الذي غادر الدنيا في 9/12 عن عمر يناهز 60 عاماً.

قضاها في خدمة وطنه وشعبه ومليكه بصمت شكل علامة فارقة فائضة عن مسيرة رجل واحد عمليا فمغادرته إلى حيث الرحمن الرحيم في مثل هذا اليوم العام الماضي مرت بهدوء وبدون ضجيج ولم تحظ بأي تغطية إعلامية وصحفية لأسباب يبدو انها تتعلق محليا بتشكيل حكومة الرئيس سمير الرفاعي الاولى وما رافقها من تسليط للضوء على التشكيلة الوزارية التي تحتل سلم اولويات الصحافة.

وليس سرا ان هذه المغادرة حظيت بالمقابل بتغطية إعلامية دولية واسعة النطاق فقد كان المشير سعد خير {ظاهرة على شكل رجل} كما وصفه الأمريكي الخطير بوب وودوارد خصوصا وان وكالات أنباء ومواقع صحفية أجنبيه نعته بصفته {أسطورة المخابرات الأردنية} فالرجل غادر بصمت لإن شخصيته تفضل الصمت حيث لجأ إليه بعد التقاعد وتجنب الأضواء والزحام والتعليق على التحرشات أو حتى طرق الأبواب علما بأنه كان من بداية عمله في دائرة المخابرات العامة في إدارة العمليات ضابطا متفانيا في واجبه وألمعيا في تفكيره ومتميزا في أداءه.

وكما تؤشر سيرته العملية تكمن قيمة المشير سعد خير بانه الرجل الذي تمكن خلال سنوات عمله القصيرة مديرا للمؤسسة الأمنية الأردنية الوطنية الأهم من نسج شبكة علاقات مهمة مع جميع اجهزة المخابرات في العالم بحيث جعل المخابرات الأردنية بوضوح مكونا أساسيا في إستراتيجية العالم تحت عنوان التصدي للإرهاب كما يرى باحث استراتيجي الذي يقول : سعد خير كان خصما عنيداً للإرهاب وعلينا ان نعترف بان المؤسسة الأمنية الأردنية في عهده جلست في عمق الإستراتيجية الأمنية الكونية.

وعلى الرغم من اختلاف البعض معه حول بعض قضايا الاصلاح كما يقول الباحث الى ان هذه الاختلافات افضت الى صداقة وزاره بعضهم في منزله بعد ان ترك منصبه في المخابرات ..

كل ذلك حصل بعد تحققت نتائج ملموسة لافكار الرجل عندما كان مسؤولا عن ملفات مهمة .. لكن سرعان ما تبخرت الانجازات بعد تولي الدكتور معروف البخيت للحكومة وادواته وعمل على اجهاض تجارب ناجحة .

وبسبب هذه المكانة التي رسمها المشير الراحل لبلاده على الخارطة الأكثر تأثيرا في العالم يمكن قراءة الإشادة الكونية التي إنطلقت وهي تنعى رحيله فقد كان الرحيل خبرا على مستوى إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش دفع شخصيات عالمية مهمة للتحدث بالموضوع من بينها جورج تينت وبوب وودوارد وبوش نفسه وغيرهم.

ويمكن ايضا القول بأن المشير الراحل قاد المؤسسة الأمنية في إطار رؤيا ملكية موازية للإصلاح ولحماية المصالح وفي ظروف معقدة على مستوى الإقليم والبلاد ففي عهده إنطلقت إنتفاضة الأقصى وشهدت البلاد أكثر من 400 مظاهرة ومسيرة وتعاملت البلاد بحذر مع موجة {الهجرة} العراقية بعد الحرب الثانية والتي تضمنت الإحتياط أمنيا للتعامل مع نحو مليون عراقي دخلوا البلاد النسبة الغالبة منهم من الشيعة.

وفي عهده تنامت طموحات حزب إلله اللبناني فتصرف الرجل بشكل ناضج وبدون صدام او شعارات لأغراض الإستهلاك الإعلامي عندما حاول الحزب إرسال مجموعات مسلحة لإسرائيل عبر الأردن فأعادهم المشير لحزبهم بهدوء وبصفقة يعرف بها بعض الخبراء والمعنيين.

وليس سرا ان فضائل المشير مزجت بين السياسي والأمني والإقتصادي والنفطي وساندت تكامل الأدوار لجميع مؤسسات الوطن وإنطلقت من قراءة واقعية ومصلحية لتوازنات الإقليمية للنفاذ بالحفاظ على المصالح الوطنية الأردنية في كل الإتجاهات.

يمر عام على رحيل الفريق سعد خير، الرجل الذي رحل مبكرا، ليترك وراءه تفاصيل كثيرة أغلب الظن أنها رحلت معه، فروايته التي يمكن أن تكون الأكثر صدقية وملامسة للحقيقة ستغيب لصالح روايات أخرى، لرجال لم يكونوا يوما في عين العاصفة، مثله، كان سعد خير، أحد الأساطين التي تؤرق عالم المؤامرات والكواليس، رجل بنظرة تعبر المراحل وتخترق الحجب، لذلك أحبه وأبغضه كثيرون، فأمام شخصية مثله، لا مكان للمواقف الحيادية، أو أنصاف المشاعر، ولكن خير، خلافا لغيره، لم يكن مجرد رجل في منصب، ولكنه حالة في مرحلة، لم يتعمد على سلطة مواجهة الإرهاب بالإرهاب، ومبادلة الخوف بالخوف، فأن تجعل الناس يخافونك فهذه مسألة سهلة، يمكن أن يضطلع بها حتى ابناء الشوارع، ولكن أن تصنع لنفسك، ولمنصبك، وجهازك، الهيبة، بمعنى الكلمة، فذلك ما يحتاج إلى رجال من طراز سعد خير.

الصور خاصة ب عمون .
2010129big8975485.jpeg
 

مہجہرد إنہسہآن

طاقم الادارة
إنضم
27 أغسطس 2009
المشاركات
40,741
مستوى التفاعل
1,565
النقاط
113
الإقامة
الطفيلة الهاشمية
بارك الله فيك يا غالية على طرحك الجميل
 

قطر الندى

المشرفين
إنضم
23 نوفمبر 2009
المشاركات
10,569
مستوى التفاعل
74
النقاط
0
يعطيكي الف عافيه يا الغاليه ع الموضوع

يعطكي الف عافيه

تحياتي الك
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى