بحث بعنوان فلسفة التاريخ - بحث جامعي تخصص التاريخ

متجاوب 2023

إنضم
15 سبتمبر 2011
المشاركات
8,363
مستوى التفاعل
525
النقاط
0
الإقامة
عمان
بحث بعنوان فلسفة التاريخ - بحث جامعي تخصص التاريخ


لتحميل البحث كاملا في المرفقات آخر الموضوع
مما يحتويه البحث من معلومات
هل هناك معنى للتاريخ ؟
يوجد مفهومان للتاريخ :
1ـ تشير إلى الماضي كما تمت الحياة فيه من قبل كل البشر أو الإنسانية.
2ـ معرفة التاريخ.

أما عندما نقول "مفهوم" التاريخ فماذا نقصد هنا بكلمة "مفهوم" ؟
1ـ المعنى : أي الوضوح و المعقولية، أي ألا يكون عبثيا.
2ـ أن يكون هناك اتجاه، أي الاتجاه نحو أشياء معينة محددة.
3ـ نقطة نهاية ، أو غاية واضحة.

الإشكالية :
إذا علينا أن نتساءل إذا كان التاريخ بمعنى الحقيقة التاريخية ( المفهوم الأول) لديه معنى، في نفس الوقت إذا كنا نستطيع فهم هذه المعنى، و إذا كان هذا المعنى للتاريخ كلا متلاحما متماسكا، أو متجها نحو طريق معين ولغاية دقيقة. ثم نتساءل عن التاريخ بمعنى معرفة الماضي.
بالتالي إنه فيما يتعلق بالتاريخ بمعنى "الحقيقية التاريخية" السؤال يطرح. عمليا، إذا فتحا كتابا تاريخيا، فنحن لا نقول أنه رطانة أو كلاما بلا معنى، ولكنه خطابا واضحا ومعقولا، عقلانيا..الخ. التاريخ بمعنى"معرفة الماضي" يعطينا بشكل مباشر معنى ( وضوحا وعدم عبثية) لهذا الماضي. و السؤال عن معرفة إذا كان التاريخ بمعنى معرفة الماضي لديه معنى لا يظهر أنه ملائما.

إذا قبل كل شيء حول التاريخ بمعنى الحقيقية التاريخية علينا السؤال والاستفهام. هنا نكون قد تحدثنا عن المعنى الثاني والثالث لكلمة "مفهوم ". فهل التاريخ بمعنى الحقيقية التاريخية له معنى ؟ وهذا السؤال يمكن أن يمتد كالتالي : هل تاريخ البشر ليس إلا تاريخ لانفعالاتنا و أهوائنا، للعنف و الحروب ؟ هنا، الموضوع له دلالة أخر هي الدلالة الأخلاقية، أي معرفة إذا تاريخ البشر عليه أن يحملنا للقول أن الإنسان هو سيء. وهل علينا أن نيأس من الإنسان في التاريخ ؟

و أيضا، هل نستطيع بكل بساطة أن نقول أو نتساءل إذا كان للتاريخ اتجاه معين، أو أن موجه لغاية أو لهدف. وهنا، سنلتحق بالسؤال السابق : لأنه إذا نبحث لإعطاء مضمون لهذه الغاية أو الهدف للتاريخ، نستطيع أن نعتبر بقوة أن غاية التاريخ هي أخلاقية، وهو تقدم أخلاقي للإنسان. وهو سيكون معنى التاريخ هو تحقيق جوهر الإنسان أي تحقيق الجانب الأخلاقي.

أولاـ الأشكال المختلفة لكتابة التاريخ :

1ـ التاريخ الأصلي أو الأساسي و تحتاج هذه الطريقة إلى ( وعي فوري أو عفوية وموضوعية).تعرف هذه الطريقة بوصف التاريخ المعاش من خلال شهود مباشرين يعيشون في العصر أو الحقبة التي حصلت فيها الأحداث ( هيرودوت ، ثيوسيديد).
2ـ التاريخ المفكر فيه. أو (فصل الأمور عن بعضها بقدر ذهنية عقلية). تعرف بأنها إعادة بناء الماضي من أجل محاول عيشه مرة أخرى بشكل عقلي، وتحتاج هذه الكتابة إلى جمع ملفات كبيرة للعمل عليها. وهذا النوع الثاني من الكتابة يقسم بدور لعدة أقسام :
أـ تاريخ بلد أو العالم بأكمله.
ب ـ التاريخ البراغماتي، والهدف منه الاستفادة من دروس أخلاقية واستخلاص قواعد من هذا التاريخ.
ج ـ التاريخ النقدي، هدفه التحقيق و التفتيش حول الماضي والملفات التاريخية.
د ـ التاريخ الخاص، كأن نقول كتابة تاريخ الفن ، الدين، الخ.

ثانيا ـ فلسفة التاريخ.

1ـ تعريف :
فلسفة التاريخ هي فكرة تاريخ لديه مسيرة أو مجرى . فكرة اكتسبت عدة معان في نفس الوقت (الوضوح،العقلانية، ولديها اتجاه). ومن وجهة نظر عامة : فكرة تتبع التاريخ، تبتع عن التفاصيل.

2ـ أصل فلسفة التاريخ.
يعتقد بعض الفلاسفة و المراجع الغربية أن الثورة الفرنسية استطاعت خلق اعتقاد عند الفلاسفة وأهمهم(كانت،هيغل،ماركس) بأن التاريخ كان له معنى، وأن الإنسان تقدم عبر مسيرة التاريخ. أما أصل فلسفة التاريخ فيعود إلى ظهور المسيحية. ويمكن هنا أن نعطي مثلين على هذا الأصل :

سان بول: يقول بأن وراء كل أفعال الإنسان، هناك شيء مخفي أو مخطط من الله، من العناية الإلهية، والتي تقود الأحداث وهذا المخطط هو كالتالي :أولا، تسلسل يقود التاريخ، إنه خلق الله ( فالله خلق الإنسان على صورته)، ثانيا، السقوط ( خطيئة آدم)، ثالثا، الخلاص ( و الذي بدأ مع موت المسيح وحتى يوم الحساب الأخير أو نهاية العالم). النتيجة : الإنسانية عبر التاريخ خاضعة اختبار أو بلاء يهدف على الشفاء والخلاص من الخطيئة الأصلية. ربما لا نستطيع الحديث هنا عن فلسفة للتاريخ بالمعنى العلمي أو الأكاديمي للكلمة، بل هي على لاهوت للتاريخ أكثر مما هو فلسفة.

سان أوغستان : ( 354ـ 430)، تحدث عن مدينة الله، و " بوسويت" ( 1627ـ 1704)، في كتاباته عن التاريخ العالمي. بالنسبة له لا يوجد أية صدفة في التاريخ، إذا البشر لم يتوصلوا لرؤية كيف التاريخ يتقدم نحو نهايته، هذا لأنهم مخلوقات جاهلة بالقدر الإلهي ووسائل ممارسته.

3ـ مع هيغل: الذي لم يكن سوى تفسيرا لاهوتيا للمستقبل الإنساني سيصبح فلسفة للتاريخ. هيغل ينتقد بشكل واضح في كتابته عن "العقل في التاريخ" ، مفهوم القدر السماوي. يقول أن العقل هو الذي يقود التاريخ، ولكنه يقول كما جاء من قبله ولكن بشكل علماني دنيوي. حيث خلف كل المظاهر الخارجية للأحداث هناك مخطط سماوي،خلف كل ما يفعله البشر، لاسيما خلف أعمالهم الأكثر عبثية و نزواتهم الكبيرة/ يختبئ عقل و روح، يقودان العالم نحو الحرية، العقلانية، والأخلاقية.

ولكن العقل لديه :
1ـ داخلي، ليس خارجي، على عكس التاريخ المقدس.
2ـ العقل الداخلي هذا ( داخل العالم) هو المستقبل التاريخي نفسه.

كل فلسفة للتاريخ تقبل أربع مسلمات وفق هيغل :
1ـ الحقيقة التاريخية هي موضوعية وتوجد بشكل مستقل عن البشر.
2ـ التاريخ له مفهوم ومعنى، له اتجاه معرّف وله وضوح.
3ـ الزمن مدرك كخط مستقيم يذهب إلى اللانهاية. في الواقع هذا المفهوم الخطي للزمن هو مفهوم مسيحي.
4ـ التاريخ له غاية، إنه يتبع هدفا، إذا، الزمن ثابت ويحملنا نحو النهاية, كل حدث ليس له معنى سوى حملنا إلى هذه النهاية.
رابعاـ انتقادات لهذه المفاهيم لفلسفة التاريخ :
1ـ من وجهة نظر أخلاقية :
إنها طريقة لتبرير كل ما يحدث، لاسيما الشر منه. لكل ما يفعله البشر مهما كان عبثيا ووحشيا.
2ـ من وجهة نظرية علمية ومعرفية :
هذا التفسير مبهما وغامضا وبعيدا عن الموضوعية.
3ـ الجهل بأن التاريخ له علاقة بالحرية، والتاريخ لا يمكن تفريقه عن الطبيعة:
فالإنسان لم يخلق التاريخ.
و النتيجة : وإذا التاريخ له معنى، ليس لأن التاريخ مكتوب من قبل مؤرخ، أو من قبل إنسان. التاريخ ليس له معنى بحد ذاته، لأنه من اللحظة التي يوجد فيها تاريخ، يوجد دائما إعادة بناء للماضي.

مدخل :
القواعد الجديدة لفلسفة التاريخ :

يرى العديد من الفلاسفة أن المبادئ العامة لأي علم هي التي تشكل فلسفته. وعندما هذا العلم يتبدل،يتغير أو يتحول، فلسفته تتغير أيضا بشكل مواز. والتاريخ يتبع هذا القانون المشترك بين العلوم. معظم الأفكار التي خدمته و ساندته تلاشت أو انتهت شيئا فشيئا، واليوم التاريخ يبحث عن تبديل قواعده القديمة للتفسير.

ينظر أحيانا إلى التاريخ على أنه عرض بسيط للأحداث التي كان العالم مسرح لها، أو أن التاريخ هو بلبلة وفوضى مستبعدة الحدوث أو لم تقع تأتي من صدف لم نراها أو غير متوقعة. فالأحداث الأكثر أهمية تجري فيه من غير علاقة واضحة فيما بينها.أسباب صغيرة جدا تنتج تأثيرات أو منعكسات كبرى.

هذا الغياب لعلاقة واضحة مرئية بين بساطة الأسباب و ضخامة النتائج أو المضاعفات هو من الظواهر الأكثر مفاجأة في حياة الشعوب. فمثلا في شبه الجزيرة العربية، ظهور نبي تحدث عن الوحي بينه وبين السماء خلق دينا جديدا سيتحول إلى إمبراطورية بعد عدة سنوات.

هذا يقودنا للحديث عن الأحداث التي تكون التاريخ :
التاريخ ولد تحت تأثيرات مختلفة منها دائمة مثل : الأرض،المناخ،العرق. و تأثيرات أخرى عرضية أو طارئة مثل : الأديان، الحروب وغيرها.
هذا المفهوم للسبب هو من بين المفاهيم التي مارستها حكمة الفلاسفة. أرسطو مثلا أعطى أربعة معان مختلفة لكلمة "السبب". من وجهة نظر عملية، إنها تعني الظاهرة التي تنتج ظاهرة أخرى. لكن النتيجة أو المنعكس سيصبح بعد فترة أيضا هو "سببي" بدوره ، والعالم يوجد مبنيا أو مشكلا من خلال تشابك وتقاطع للضرورات حيث كل منها يشكل في نفس الوقت سببا ونتيجة.

في التاريخ، الأحداث تتعاقب بشكل تجعلك تعود كثيرا إلى الوراء من أجل تحديد تأثيرا على ولادة هذا التاريخ. إحدى أكبر الصعوبات أمام المعرفة التاريخية تعود إلى المناخ أو الحالة التي يضعنا فيها الحاضر و إلى الوقت الذي نعيش فيه، هذه الحالة تتمثل بإعادة خلق ماض بعيد لا نراه ولم نعيشه. فمن أجل فهم الأحداث من الضروري العودة إلى سلسلة طويلة من الأسباب الداخلية والماضية.فمثلا الثورة الفرنسية كانت نتيجة لسلسلة طويلة من الأحداث الماضية. الإنذار الذي وجهته ألمانيا إلى النمسا كان ظاهرة أولية للحرب العالمية.
ولكن إذا ومن أجل كل حدث ندرسه علينا دراسة وتحليل تعاقب الأسباب البعيدة التي أدت إليه، فإن التاريخ يصبح مستحيلا. إذا علينا التفرغ لدراسة الأسباب المباشرة، ثم اختبار ملخص التأثيرات العامة التي ساهمت خلال زمن طويل في خلق هذه الأسباب. إن التاريخ لم يكن علما بل تركيب من مجموعة علوم، مفهومه متغير من زمن إلى آخر. ومع تقدم العلوم فلسفته الحالية تتطلب العديد من المفاهيم الجوهرية حول تطور العالم و طبيعة الإنسان.

إن التاريخ ولد من ردات فعل وتفاعلات الروح الإنسانية تحت عدة تأثيرا مختلفة، لكن الطبيعة الحقيقية لهذه الروح لم تعرف بشكل كبير رغم تقدم العلوم. علم النفس،وهو قاعدة أساسية لمعرفة التاريخ، لم ينجح إلا في إضاءة الدوائر المحيط بهذا التاريخ. فمن بين النتائج التي سمحت بنقل أو تغيير مفاهيمنا للتاريخ، لا بد من ذكر بشكل خاص تلك المتعلقة بالحياة العقلية المدروسة بواسطة علم النفس الحديث.

لقد كشف علم النفس أن اللاوعي، المتوارث أو المكتسب، يحدد في معظم الأحيان الدوافع وراء تحريك أو قيادة هذا التاريخ؛ و القوى الخفية و الفعالة المؤثرة والتي هي أكبر من القوى العقلية. بمعنى آخر أن علم النفس يساعدنا كثيرا في فهم حركة التاريخ و شخصياته المؤثرة ثم الأوساط التي ساهمت في هذه الحركة.

علم النفس أيضا يبين أن الأخطاء في الحكم والتقييم على الأحداث التاريخية تعود بشكل عام إلى ما يمكن أن نسميه " البدايات العقلانية" في قراءة التاريخ، أيضا الأخطاء في التقييم التي يظهرها علم النفس تعود إلى التأثيرات الخفية أو الأسطورية التي تصيب كل شعب، حيث التأثيرات التي لا يستطيع العقل التصرف تجاهها، و المعتقدات الدينية و المعتقدات السياسية ذات الطابع الديني التي لا تستند إلى أسس أو أسباب عقلية؛ أيضا عقلية المجموع تختلف عن العقل الفردي الذي يشكله أو يكونه. هنا يكون دور علم النفس في توضيح أسس وقواعد كثيرة ربما تكون خاطئة ويقوم عليها التاريخ.

إن تقدم ومنجزات العقل يجب ألا تجعلنا ننسى الدور الرئيس لأوهام الشعوب أو لدور الأوهام في حياة الشعوب. هذه الأوهام خلقت آمالا و أعطت الإنسان قوة في العمل والتحرك لا تستطيع أن تصل إليها أية قوة عقلية.
وفلسفة التاريخ لم تكن سوى الفصل الأخير من فلسفة عامة للكون والعالم. من هنا علينا ألا نعزل الإنسان عن تاريخه الضخم الذي ساهم في ازدهاره، بل يجب ربط مجموع الكائنات التي سبقته أو سبقتنا على الأرض من عالم طبيعي، حيواني و حتى نباتي لأنها تشكل تعاقبا ضخما لهذه الكائنات والتي منها الإنسان.

هذه الطروحات التي نتحدث عنها هنا هي ضرورية من أجل توضيح التغيرات العميقة على طريق بناء الفكر الإنساني و الذي عرف بدوره وأثناء هذا التطور مفاهيم قديمة يراها الإنسان أنها أبدية لا تتغير وهي قواعده في تفسير التاريخ.

ربما لن يتوفر الوقت لتقديم العناصر الكاملة لفلسفة للتاريخ، مع ذلك سنقسم دراسة فلسفة التاريخ إلى أربعة أقسام :
1ـ أبحاث علمية تقود إلى تغيير كامل للأفكار القديمة حول ظواهر الحياة، أصول الإنسان و تطور العناصر التي كونها.
2ـ مفاهيم متتالية للمؤرخين حول مختلف الحوادث التاريخية.
3ـ الطرق الدائم لإعاد بناء الأحداث من الماضي وأسبابها.
4ـ أبحاث حول التأثير الممارس من قبل عوامل تاريخية دينية وسياسية أو اقتصادية على تغيرات الشخصية.

إذا من أجل فهم فلسفة للتاريخ لا بد من قراءة الظروف التي سمح العلم بتشكيلها حول القوى المبدعة أو المنتجة لهذا الكون، أصول البشر وعدم استقرارها،الطبيعة الإنسانية،ظواهر الحياة، الخ. حيث سنرى المذاهب القديمة التي عاشها الإنسان، وكيف تغيرت بالتدريج إلى مبادئ جديدة في كليتها.

أولاـ القوى المبدعة للتاريخ، طبيعة الإنسان والحدود الحالية لمعارفنا.
الأفكار الأساسية التي عاشها العالم حول الكون والإنسان تبدلت كثيرا بل أصابتها تحولات كاملة. فالمعارف العلمية الجديدة كان لها التأثير الهام على مفهومنا للتاريخ :

ـ المفهوم الأول الذي تم إنهاءه من قبل العلم كان يتعلق بخلق العالم وخلق الإنسان. فمختلف الأديان كان ترى أن العالم خلق من العدم بواسطة إرادة الخالق أو الله. بالنسبة للعلم الحديث، الإنسان ليس إلا حد نهائي لسلسلة طويلة من الكائنات التي سبقته. فإذا تجاوزها الإنسان بشكل كبير ضمن المفهوم الفكر و العقلي،إلا أنه يتشابه معها في دائرة الحياة العضوية. هذا المفهوم الحديث لا يتطابق ولا بأي شكل من الأشكال مع الفكرة القديمة القائمة على الحتمية. حيث يرى هذا المفهوم أن كل ظاهرة هي بشكل دقيق محددة بالعديد من الأسباب التي تؤدي إليها.

ثانيا ـ ظواهر الحياة و الأشكال المجهولة للذكاء.
التاريخ ليس من مهامه أن يشتغل على بنية الكائنات بل يقوم بتسجيل أعمالها. لكن مع ذلك سيكون من المهم الإشارة إلى طبيعة معارفنا حول ظواهر الحياة و الفكر و التي منها اشتقت أو استمدت الأفعال الإنسانية وتفسيراتها. فالحياة مكونة من مجموعة من التفاعلات التي يشارك فيها البعض أو هي مشتركة بين الكائنات الحية مثل الإحساس مثلا، بينما هنا أشياء أخرى كالتفكير فهو مقتصر على الكائنات العليا السامية.
فالإحساس أو التأثر هو الظاهرة الأكثر بساطة وعمومية في الحياة. موجود في كل مادة. وتأثر المادة أو إحساسها خاضع أو هو نتيجة لتكيف سريع مع التغيرات في البيئة أو الوسط المحيط بها. هذه الظواهر من التأثر و الإحساس تترافق مع أخرى كثيرة من نفس النظام مثل الصراع من أجل الوجود و البقاء وهذا ينطبق على الحيوان والنبات أو جميع الكائنات. وحتى تصبح المادة حية تأخذ دائما شكل الخلية. ففي داخل الخلية أو الخلايا، الحرارة ،الكهرباء، والقوى المختلفة المزودة بالهواء، و العناصر الأخرى تتحول إلى طاقة جديدة ضرورية لانطلاق الحياة.

إن كل فئة من الخلايا لها شغلها الخاص أو مهمتها الخاصة والمختلفة، كما لها تعريفها الخاص والكامل. فعلى سبيل المثال : لو كنا في مصنع عادي فإننا نجد أن الجهد سهل حيث كل عامل يقوم دائما بنفس المهمة. ولكن في مصنع أكثر تطورا وتعقيدا، العامل عليه تغيير عمله من غير العودة إلى تكرار عمله وذلك وفق الظروف. فإذا ضرب فيروس جسم حيوان ما فإن المراكز العصبية الغير معروفة تأمر العديد من الخلايا بإنتاج مضاد لهذا الفيروس. ففي الكائنات ومنها الإنسان خلايا حية أكبر مع معرفتنا أو ذكائنا،لكنها موجه لغايات محددة. إن كل فرد يبدأ وجوده من خلال خلية مشابهة، لتلك التي كانت في الماضي نقطة البداية للحياة.

ثالثا ـ تغيرات الشخصيات،الأفراد و الجماعات.
منذ ثلاثينات القرن العشرين اختفت مجموعة من المفاهيم البسيكولوجية التي رفضت تغيرات الشخصية. كانت الشخصية قبل ذلك تقرأ أو ينظر إليها على أنها واحدة متفردة، ولكن فيما بعد ظهر أنها مركبة من عناصر متعددة. المفهوم السابق القائل بعدم تغير الشخصية وتبدلها كان يبرر من خلال أن الفرد يُظهر عدة ردات فعل تتكرر في الحياة اليومية، من غير تغيرات كبيرة. دون شك، العديد من التغيرات والتبدلات عند نفس الفرد تمت ملاحظتها، ولكن الجهل أو عدم معرفة طبيعتها و دوافعها الحقيقية جعلها تنصف بأنها من أهواء الإنسان ونزواته.
وهم وجود الشخصية الغير متبدلة استند بالمقابل على الاستقرار الفيزيائي الظاهر للجسد. الشخصية من الناحية الفيزيائية في الواقع تتغير بشكل بطيء جدا لدرجة أنها لا تعطي الانطباع بأنها تتغير أو تتبدل.

في الواقع،الشخصية تتبدل من الناحية الفيزيائية أيضا كما يظهر بعد المعاينة. ووهم ثباتها ينتج فقط من عدم كمال أو تمامية وسائل المراقبة والملاحظة لدينا. حيث يجب الانتظار لسنوات طويلة لمعاينة هذا التبدل بالعين المجردة، في جين أن أداة ما أو جهازا من الممكن أن يكشف التبدل في دقائق.

بحث بعنوان فلسفة التاريخ - بحث جامعي تخصص التاريخ

 

المرفقات

  • فلسفة التاريخ بحث تاريخ.doc
    125 KB · المشاهدات: 0
إنضم
1 يناير 2011
المشاركات
24,531
مستوى التفاعل
817
النقاط
0
الإقامة
الـبــحــر .. !!!
بـآـآرك الله فيـك وج‘ـزآك كل خ‘ـيـرـر
على كل مآ تقديميــن من فـآئـدة للجميـع ..



سـآئلة المولى عـز وجل أن يكتب لكِ في حـرف حسسنـة ..~

لكِ مني أجمل تحيــة ^^


 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى