وداعا رمضان

متجاوب 2023

كبريائي شموخي

كبار الشخصيات
إنضم
3 مايو 2012
المشاركات
1,573
مستوى التفاعل
103
النقاط
0
الإقامة
الاردن

ها قد أوشكت شمس هذا الشهر على المغيب ، وآذنت أيامه الغر ولياليه الحسانُ على السفر و الرحيل .ولم يبق منه إلا صُبابة كصبابة الإناء !!
أجل لقد مرت ساعاته وأيامه كالبرق الخاطف والحلم الجميل العابر :
سلام من الرحمن كـلَّ أوان ***
على خير شهر قد مضى و زمان

سلام على شهر الصيام فإنه ***
أمان من الرحمن كلُّ أمـــان

لئن فنيت أيامك الغر بغـتة ***
فما الحزن من قلبي عليك بفـان

ولنا مع توديع شهرنا وقفات يسيرات :

الوقفة الأولى :
الله الله في الحرص على تكثيف الطاعات وزيادتها في ختام هذا الشهر المبارك ، فلم يبق إلا القليل في مضمار السباق وتصل ، فلا تسقط وتكسل وقد لاح لك الهدف واقتربت منه .
واعلم أن الكريم جعل الليلة الأخيرة من هذا الشهر من خير ليالي الشهر تعويضا لمن فاته الخير وكرامة للمحسنين .
فعلى المسلم أن يحرص في ختام شهره على أن يكثر من الخير ما استطاع فإنما الأعمال بالخواتيم . كان أحد السلف إذا جاء آخر رمضان اشترى جارية حسناء وجملها وألبسها الحلي ثم يعتقها لوجه الله راجيا بذلك أن يعتقه الله من النار !!
ومما يسن فعله عند ختام الشهر :

1- كثرة التكبير ، تعظيما لله وشكرا له على إتمام الصيام والقيام . كما قال الله (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .

2- ومما يشرع أيضا ويجمل بالصائم في آخر شهره : أن يكثر من الاستغفار ، وهي سنة متبعة في عموم العبادات . فالاستغفار يكون لأجل التقصير الذي حصل في الصيام من تفويت بعض الطاعات ،والوقوع في بعض المنهيات كالغيبة أو الكذب أو نحو ذلك .
كتب عمر بن عبدالعزيز إلى الأمصار يأمرهم أن يختموا شهرهم بالاستغفار وصدقة الفطر ، ومما جاء في كتابه ذلك للناس : " قولوا كما قال أبوكم آدم ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ).

الوقفة الثانية :
الحذر من الرجوع إلى المعصية وترك الطاعة بعد رمضان :
فيا من صبر وصابر في هذا الشهر وذاق طعم الإيمان وحلاوة قراءة القرآن إياك إياك أن تفسد ذلك كله بالرجوع إلى المعصية والانغماس في أوحالها . لاتكن ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) واحذر أن تهجر طاعة مولاك وترك الجمع والجماعات ، والعيش في رحاب الباقيات الصالحات ، ولا تكن من عباد رمضان فبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان !!

الوقفة الثالثة :
من المقبول الذي قبل الله صيامه وقيامه ؟! إنه السؤال الذي لم يغادر أذهان الصالحين والصالحات ، وأرقهم وأسبل دموعهم ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون _ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )
قال علي بن أبي طالب : " كونوا لقبول العمل أشدَّ اهتماما منكم بالعمل "
وعن فَضالة بن عبيد قال : " لأن أكون أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحبُّ إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) .
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : " من المقبول منا فنهنيه ؟ و من المردود منا فنعزيه ؟ أيها المقبول هنيئاً لك ، و يا أيها المردود جبر الله مصيبتك "

غدا توفى النفوس ما صنعت *** ويحصِد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا

قال الزهري :" إذا كان يوم الفطر وخرج الناس إلىالجَبَّان ( المصلى ) اطلع الله عليهم وقال : عبادي ! لي صمتم ، ولي قمتم ، ارجعوا مغفورا لكم !! "
وقال مورق لعجلي لبعض إخوانه في المصلى يوم الفطر : " يرجع هذا اليوم قومٌ كما ولدتهم أمهاتهم !! "
نعم لقد آذن ضيفنا الحبيب بالرحيل ، ولم يبق على وقت الوداع سوى القليل . أعرف من إذا بلغه نبأ الإعلان عن ثبوت العيد يبكي بكاء مريرا ، ويزداد نحيبه ، وقد اعتاد الناس منه ذلك كل عام !! فهل ترونه يلام على ذلك ؟!
يا لائمي في البكا زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأشعار
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانتُ القاري
وفي التراويح للواحات جامعة *** فيها المصابيح تزهو مثلَ أزهار
شهرٌ به يُعتق الله العصاة وقد *** أشفوا على جُرف من حصة النار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا *** ما قد بقي، فهو حقٌ عندكم جاري
ذهب رمضان أو كاد رُحم فيه سعداء ، وحرم من خيره أشقياء .
مضى الشهر فهنيئا لمن صابر فيه نفسه على الجوع والعطش ، ونصب في ظلمات لياليه أقدامَه لله رب العالمين ، راكعا وساجدا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه !! هنيئا لهم رضا ربهم عنهم .
ويا حسرة من خسر في أيامه و لياليه ؟
ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جلّ عزاؤه ؟
كم نـُصح المسكين فما قبل النصح ؟ كم دُعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح ؟
كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد ؟ كم مرت به زمر السائرين و هو قاعد ؟
حتى إذا ضاع الوقت ، و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم. و طلب الاستدراك في وقت العدم ?!!
فياليت شعري من الذي أعتق رقبته من النار ؟ وفاز بدار النعيم والقرار ؟ سائل نفسك وأعظم الرجاء في ربك ، فإن لم تكن ممن أعتق في فيما انصرم من ليالي الشهر فلا يفوتنَّك ما بقي ، فلعلّ وعسى :
عسى وعسى من قبل وقتِ التفرقِ ***
إلى كلِّ ما ترجو من الخير ترتقي

فيـُجبر مكسورٌ ويـُقبـَل تائبٌ ***
ويـُعتـَق خطّاءٌ ويَسعد من شقي

فيا رمضان نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، وجبر الله عزاءنا في فراقك ، وأعادك علينا مرات ومرات ونحن على ما يرضي ربَّنا ومولانا .

اللهم تقبل منا ما أودعنا في شهرنا ، واغفر لنا السيئات والتقصير ، واكتبنا من عتقائك من النار ووالدينا وأزواجَنا وذرياتِنا والمسلمين أجمعين الأحياءَ منهم والميتين برحمتك إنك أنت الجواد الكريم .
 
إنضم
27 يوليو 2011
المشاركات
3,174
مستوى التفاعل
164
النقاط
0
الإقامة
عمان
اللهم تقبل منا ما أودعنا في شهرنا ، واغفر لنا السيئات والتقصير ، واكتبنا من عتقائك من النار ووالدينا وأزواجَنا وذرياتِنا والمسلمين أجمعين الأحياءَ منهم والميتين برحمتك إنك أنت الجواد الكريم .
الله يعطيكِ العافية يارب
ويجزيكِ الخير
 
إنضم
28 يونيو 2012
المشاركات
9,047
مستوى التفاعل
214
النقاط
0
جزاكي الله كل خير

وجعله بموازين حسناتك
 
إنضم
13 فبراير 2011
المشاركات
9,059
مستوى التفاعل
498
النقاط
0
الإقامة
الاردن الحبيب
اللهم تقبل منا رمضان واجعلنا من عتقائه
بارك الله فيك أخية
طرح طيب عسى الله ان ينفع به
 

كبريائي شموخي

كبار الشخصيات
إنضم
3 مايو 2012
المشاركات
1,573
مستوى التفاعل
103
النقاط
0
الإقامة
الاردن
شُـكَـرٍاً~
أنسٍَجهآ لـكُم بَخيٍوٍطٍ مٍنْـ ذَهَبّ
عٍَلىّ مروركم أإلـرٍآئٍعْ
تَحيَتي مَعطـرٍه بأإلـرٍيآحـيَنْ أإبَعَثـًٍهآآ لـَكُـم
دُمـتُم بَخٍ ــيًٍرٍ وسعااآدة

 

فرحة الاردن

الادارة العامة
إنضم
18 ديسمبر 2011
المشاركات
20,822
مستوى التفاعل
442
النقاط
0
الإقامة
الاردن
بارك الله فيكي ..

وجزاك الله خير الجزاء

ع الطرح القيم..
 
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
14,684
مستوى التفاعل
389
النقاط
0
يا الله كم سنشتاق لك يا رمضان
الله تقبل صيامنا وقيامنا وذكرنا
واجعلنا ممن تعتق رقابهم من النار
يا رب رحمتك

مشكورة أختي الغاليه عالموضوع المميز كالعادة
 

كبريائي شموخي

كبار الشخصيات
إنضم
3 مايو 2012
المشاركات
1,573
مستوى التفاعل
103
النقاط
0
الإقامة
الاردن
يا الله كم سنشتاق لك يا رمضان
الله تقبل صيامنا وقيامنا وذكرنا
واجعلنا ممن تعتق رقابهم من النار
يا رب رحمتك

مشكورة أختي الغاليه عالموضوع المميز كالعادة

اهلا بك وبعوتك
عودتي والعود احمد ِ
اهلا بك يالغالية وبمرورك الطيب
جزاك الله عليه الف خير
 

ندوش محمود

عضو جديد
إنضم
4 أكتوبر 2012
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

ها قد أوشكت شمس هذا الشهر على المغيب ، وآذنت أيامه الغر ولياليه الحسانُ على السفر و الرحيل .ولم يبق منه إلا صُبابة كصبابة الإناء !!
أجل لقد مرت ساعاته وأيامه كالبرق الخاطف والحلم الجميل العابر :
سلام من الرحمن كـلَّ أوان ***
على خير شهر قد مضى و زمان

سلام على شهر الصيام فإنه ***
أمان من الرحمن كلُّ أمـــان

لئن فنيت أيامك الغر بغـتة ***
فما الحزن من قلبي عليك بفـان

ولنا مع توديع شهرنا وقفات يسيرات :

الوقفة الأولى :
الله الله في الحرص على تكثيف الطاعات وزيادتها في ختام هذا الشهر المبارك ، فلم يبق إلا القليل في مضمار السباق وتصل ، فلا تسقط وتكسل وقد لاح لك الهدف واقتربت منه .
واعلم أن الكريم جعل الليلة الأخيرة من هذا الشهر من خير ليالي الشهر تعويضا لمن فاته الخير وكرامة للمحسنين .
فعلى المسلم أن يحرص في ختام شهره على أن يكثر من الخير ما استطاع فإنما الأعمال بالخواتيم . كان أحد السلف إذا جاء آخر رمضان اشترى جارية حسناء وجملها وألبسها الحلي ثم يعتقها لوجه الله راجيا بذلك أن يعتقه الله من النار !!
ومما يسن فعله عند ختام الشهر :

1- كثرة التكبير ، تعظيما لله وشكرا له على إتمام الصيام والقيام . كما قال الله (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .

2- ومما يشرع أيضا ويجمل بالصائم في آخر شهره : أن يكثر من الاستغفار ، وهي سنة متبعة في عموم العبادات . فالاستغفار يكون لأجل التقصير الذي حصل في الصيام من تفويت بعض الطاعات ،والوقوع في بعض المنهيات كالغيبة أو الكذب أو نحو ذلك .
كتب عمر بن عبدالعزيز إلى الأمصار يأمرهم أن يختموا شهرهم بالاستغفار وصدقة الفطر ، ومما جاء في كتابه ذلك للناس : " قولوا كما قال أبوكم آدم ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ).

الوقفة الثانية :
الحذر من الرجوع إلى المعصية وترك الطاعة بعد رمضان :
فيا من صبر وصابر في هذا الشهر وذاق طعم الإيمان وحلاوة قراءة القرآن إياك إياك أن تفسد ذلك كله بالرجوع إلى المعصية والانغماس في أوحالها . لاتكن ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) واحذر أن تهجر طاعة مولاك وترك الجمع والجماعات ، والعيش في رحاب الباقيات الصالحات ، ولا تكن من عباد رمضان فبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان !!

الوقفة الثالثة :
من المقبول الذي قبل الله صيامه وقيامه ؟! إنه السؤال الذي لم يغادر أذهان الصالحين والصالحات ، وأرقهم وأسبل دموعهم ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون _ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )
قال علي بن أبي طالب : " كونوا لقبول العمل أشدَّ اهتماما منكم بالعمل "
وعن فَضالة بن عبيد قال : " لأن أكون أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحبُّ إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) .
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : " من المقبول منا فنهنيه ؟ و من المردود منا فنعزيه ؟ أيها المقبول هنيئاً لك ، و يا أيها المردود جبر الله مصيبتك "

غدا توفى النفوس ما صنعت *** ويحصِد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا

قال الزهري :" إذا كان يوم الفطر وخرج الناس إلىالجَبَّان ( المصلى ) اطلع الله عليهم وقال : عبادي ! لي صمتم ، ولي قمتم ، ارجعوا مغفورا لكم !! "
وقال مورق لعجلي لبعض إخوانه في المصلى يوم الفطر : " يرجع هذا اليوم قومٌ كما ولدتهم أمهاتهم !! "
نعم لقد آذن ضيفنا الحبيب بالرحيل ، ولم يبق على وقت الوداع سوى القليل . أعرف من إذا بلغه نبأ الإعلان عن ثبوت العيد يبكي بكاء مريرا ، ويزداد نحيبه ، وقد اعتاد الناس منه ذلك كل عام !! فهل ترونه يلام على ذلك ؟!
يا لائمي في البكا زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأشعار
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانتُ القاري
وفي التراويح للواحات جامعة *** فيها المصابيح تزهو مثلَ أزهار
شهرٌ به يُعتق الله العصاة وقد *** أشفوا على جُرف من حصة النار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا *** ما قد بقي، فهو حقٌ عندكم جاري
ذهب رمضان أو كاد رُحم فيه سعداء ، وحرم من خيره أشقياء .
مضى الشهر فهنيئا لمن صابر فيه نفسه على الجوع والعطش ، ونصب في ظلمات لياليه أقدامَه لله رب العالمين ، راكعا وساجدا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه !! هنيئا لهم رضا ربهم عنهم .
ويا حسرة من خسر في أيامه و لياليه ؟
ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جلّ عزاؤه ؟
كم نـُصح المسكين فما قبل النصح ؟ كم دُعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح ؟
كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد ؟ كم مرت به زمر السائرين و هو قاعد ؟
حتى إذا ضاع الوقت ، و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم. و طلب الاستدراك في وقت العدم ?!!
فياليت شعري من الذي أعتق رقبته من النار ؟ وفاز بدار النعيم والقرار ؟ سائل نفسك وأعظم الرجاء في ربك ، فإن لم تكن ممن أعتق في فيما انصرم من ليالي الشهر فلا يفوتنَّك ما بقي ، فلعلّ وعسى :
عسى وعسى من قبل وقتِ التفرقِ ***
إلى كلِّ ما ترجو من الخير ترتقي

فيـُجبر مكسورٌ ويـُقبـَل تائبٌ ***
ويـُعتـَق خطّاءٌ ويَسعد من شقي

فيا رمضان نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، وجبر الله عزاءنا في فراقك ، وأعادك علينا مرات ومرات ونحن على ما يرضي ربَّنا ومولانا .

اللهم تقبل منا ما أودعنا في شهرنا ، واغفر لنا السيئات والتقصير ، واكتبنا من عتقائك من النار ووالدينا وأزواجَنا وذرياتِنا والمسلمين أجمعين الأحياءَ منهم والميتين برحمتك إنك أنت الجواد الكريم .

متأخرة بالرد ولكن أرجو من الله أن يتقبل مني ومنكم ......وأن يعتقنا من النار
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى