وهل يصوم القلب ؟!

متجاوب 2023

سوار

طاقم الادارة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,077
مستوى التفاعل
151
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
وهل يصوم القلب ؟!


صــــفة القلــــب الصائــم :

والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .

قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .

والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .

قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب .

والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين
غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .

وقد سئل إبراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة ،، والصمت وترك استماع
خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمه حقه " .

والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شيء من الكبر والغرور والعلو في الأرض .

قال النبي صلى الله علية وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ( رواه مسلم ) .

والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته .

قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر وإخراج ما سوى الله عز وجل من القلب .

وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته ,
ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم .

فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟ .. و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟ .. ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟



عـــــــلاج القلــــــوب :

و إذا مرض القلب توجب علاجه ومداوته حتى يعود إلى حال الصحة والقوة وعلاج القلوب يكون بأمور منها :

1 ـ ترك الذنوب :

ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة ,
فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبه , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبه , فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابه
( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) " ( المطففين ) ( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) .

وقال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام
عند سقمه لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب .

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها .

وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها .



2 ـ رحمة الخلق :

فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال لة
" امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين " ( رواة أحمد وحسنة الألباني )

وفي رواية قال : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم ,
وامسح رأسه و أطعمه من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك " ( رواة الطبراني )

3 ـ ذكر الله :

قال تعالى : ( الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم ) ( الحج : 35 ) .

وقال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي ! قال : أدْنِه من الذكر .

4 ـ الدعاء : فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك " ( رواة مسلم )

وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ( رواة الترمذي ) .

5 ـ علاجات متفرقة :

سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ما دواء قسوة القلب ؟ فأمرته بعيادة المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت .

وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال : أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام .

وسئل ابن المبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة .

وقال عبد الله بن خبيق : خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .

وقال إبراهيم الخواص : دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ،،،، .



أعيـــــاد الصائــــمين :

قال ابن رجب : " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن
وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته . كما قيل :

أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب .
والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .

منقوووووول
 

عطر الزهور

طاقم الادارة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,766
مستوى التفاعل
159
النقاط
0
" اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك "


جزاك الله كل خير زهرة


 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى