سلطي وافتخر
عضو vb
هناك بعض نجوم المستديرة الساحرة الذين دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه بفضل إنجازاتهم الهامة في تاريخ كأس العالم FIFA. تتضمن مثلاً مسيرة أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه سجلاً قياسياً من حيث عدد المرات التي رفع فيها كأس العالم FIFA، حيث عانق اللقب الذهبي في ثلاث نسخ أعوام 1958 و1962 و1970.
أما دييجو مارادونا فربما هو اللاعب الوحيد الذي يمكن أن ينافس بيليه على لقب أفضل لاعب في تاريخ كأس العالم، حيث شارك كقائد لمنتخب بلاده في 16 مباراة. وبالنسبة إلى المهاجم الكاميروني روجيه ميلا، فلا يزال أكبر لاعب يُشارك في تاريخ كأس العالم FIFA، حيث كان عمره 42 عاماً و39 يوماً عندما دافع عن علم بلاده في نسخة عام 1994.
ولكن إنجاز المواطن الجنوب أفريقي ثولاني نجكوبو لا يتعدى كونه تواجد على المدرجات في كل مباراة خاضها فريقه المفضل في دوري جنوب أفريقيا الممتاز لكرة القدم، كايزر تشيفز.
ويتطلع الآن نجكوبو إلى أن يخلده التاريخ في كتاب جينيس للأرقام القياسية جنباً إلى جنب مع أساطير الكرة في العالم عندما تستضيف أفريقيا كأس العالم FIFA للمرة الأولى في تاريخها خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز المقبلين.
فقد تعهد نجكوبو البالغ من العمر 29 سنة أن يحطّم الرقم القياسي العالمي في عدد المباريات التي حضرها شخص واحد ضمن نسخة واحدة من كأس العالم FIFA بعد أن فاز في مسابقة نظمتها MTN شريك FIFA، والتي كانت تبحث عن أفضل مشجع في جنوب أفريقيا.
وقال نجكوبو الذي فاز بمسابقة MTN وسيتواجد في 38 مباراة ضمن كأس العالم FIFA: "إنها فرصة لن تتكرر في حياتي على الإطلاق. إني واثق من أنني سأكون المشجع الأفضل، ليس فقط في هذه النسخة التاريخية من الكأس، بل في العالم بأسره."
وأضاف نجكوبو أنه سيحطم الرقم القياسي السابق والبالغ 20 مباراة. كما كشف عن بعض تفاصيل جدول أعماله الحافل في العرس الكروي العالمي، حيث قال: "أخطط لحضور 38 مباراة، أستهلها بمباراة الافتتاح التي ستجمع منتخب بافنا بافنا مع المكسيك، ومسك الختام سيكون المباراة النهائية في 11 يوليو/تموز."
وينظر مشجع كايزر تشيفز إلى فرصة تحطيم الرقم القياسي السابق على أنها ثاني أهم تطور في تاريخ شغفه بكرة القدم، حيث يوضح قائلاً: "لا شيء يُضاهي الفرحة يوم الإعلان عن اختيار جنوب أفريقيا باستضافة كأس العالم، إنها أهم حتى من فوزي في هذه المسابقة. لم يكن اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة كأس العالم نصراً لبلادي فقط، بل للقارة الأفريقية برمتها. لا زلت أتذكر الإحتفالات الصاخبة ذلك اليوم، لقد كانت أجمل لحظة في حياتي."
وتابع نجكوبو قائلاً: "إننا قارة فقيرة، ودون استضافة إحدى نسخ كأس العالم، كان معظم عُشاق كرة القدم سيعيشون حياتهم دون أن تُتاح لهم فرصة حضور أية مباراة. ولكن مع إجراء البطولة هنا، فإن الفرصة سانحة أمامنا لنُظهر شغفنا بهذه اللعبة الرائعة، بالإضافة إلى التمتع بمشاهدة أفضل المواهب الكروية في العالم عن قرب."
إلى ذلك، يشير نجكوبو المقيم في مدينة تشواني/بريتوريا إلى أن الفوائد التي يعود بها كأس العالم FIFA على بلاده أصبحت ملموسة منذ اليوم، مؤكداً أنه "تم إدخال تحسينات كبيرة على شبكة الطرقات ومطارات البلاد. وقد تم خلق الكثير من فرص العمل للمواطنين."
ولكن عندما يتحدث نجكوبو عن المنشآت الكروية التي تم بناؤها استعداداً لاستضافة العرس الكروي العالمي، فإن وجهه يُشرق وتظهر الفرحة على مُحياه. ويقول: "أصبح لدينا ملاعب كافية لجميع المباريات. لا شيء كان يزعجني ويثير غضبي في السابق أكثر من تأجيل مباراة لكرة القدم أو تغيير مكان إقامتها لإفساح المجال أمام مباراة رجبي. لا زلت أتذكر بحرقة عندما تم في اللحظة الأخيرة نقل المباراة النهائية في كأس تيلكوم من ملعب إيليس بارك (في جوهانسبرج) إلى مانجونج وذلك لأن الملعب كان سيستضيف مباراة رجبي. لكن هذه الأيام ولّت الآن إلى غير رجعة."
ويعتبر نجكوبو، الذي يقول أنه عادة ما يحضر أربع مباريات أسبوعياً، أن تحطيم الرقم القياسي السابق المتمثل بحضور 20 مباراة في نسخة واحدة من كأس العالم FIFA، أمرٌ سهلٌ جداً. وعن ذلك يقول: "لقد رتّبت الجهة الراعية لكي أتمكن من حضور مباراتين في اليوم، وهو أمرٌ يمكن أن أقوم به بسهولة، حيث تم تنظيم إجراءات التنقل والإقامة المشمولة بالرعاية أيضاً."
وبالنظر إلى أنه تم التخطيط لكل هذا مسبقاً، فإن نجكوبو عاقد العزم على أن يستمتع بجميع المباريات التي سيحضرها وقد حدد منذ الآن اللقاءات التي ينتظرها بحماس بالغ. حيث قال: "ما من شك في أن مباراة الافتتاح ستمثل لحظة حميمة وعاطفية جداً بالنسبة لي. إنني أتطلع بفارغ الصبر إلى حضور حفل الإفتتاح وتشجيع منتخب بافنا بافنا في مواجهته المرتقبة مع نظيره المكسيكي. ستكون تلك لحظة تاريخية بالنسبة لأفراد المنتخب الوطني، تماماً كما هي بالنسبة لي. أما مباراة الختام التي سيستضيفها ملعب مدينة كرة القدم، فسيكون لها طعم خاص بالنظر إلى أنني سأحتفل فيها بتحقيق الحلم وكسر الرقم القياسي في عدد المباريات التي حضرتها."
وإلى جانب مباراتي الإفتتاح والنهائي، يشير نجكوبو إلى أنه يتطلع إلى مشاهدة نجوم منتخبات البرازيل وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا وكوت ديفوار على أرض الملعب بمهاراتهم الكروية الإستثنائية التي لا بدّ وأن تسحر الجميع.
وختم نجكوبو حديثه قائلاً: "منذ سنوات قليلة فقط، كانت مشاهدة لاعبين من أمثال ليونيل ميسّي وكاكا وتييري هنري وديدييه دروجبا وصامويل إيتو وفيرناندو توريس، مجرد حلم بعيد المنال. لكن هذا سيتحول إلى حقيقة قريباً."
