الوقايه خير من العلاج!

إنضم
20 نوفمبر 2009
المشاركات
1,353
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
العمر
36
" الوقاية خير من العلاج "

عبارة ذائعة شائعة ، وأكثر ما تستعمل في مجال الصحة ،

وحملات التوعية من أخطار الأمراض عموماً ، والمعدية منها خصوصاً ، وعند التأمل نجد

الطريق إلى هذه العبارة ليس سهلاً ، بل مر بعدة مراحل ، فعادة ما تكون البداية ظهور

المرض في حالات فردية ، وبصورة أولية بدائية ، ثم يتطور الأمر عبر مسارين :

الأول : زيادة الأعراض والآلام عند الحالات المصابة.

والثاني : زيادة عدد المصابين بالمرض .


وفي كثير من الأحيان تكون للمرض خاصية العدوى والانتقال ، وهنا يعظم الاهتمام بالأمر

، وتبذل الجهود وتنفق الأموال في مجال علاج الحالات المصابة بالمرض أولاً ، وفي

مجال دراسة تلك الحالات بحثاً عن أسباب المرض ، وأفضل الأدوية الملائمة لعلاجه مع

البحث عن الأمصال الواقية منه لتدارك إصابة حالات جديدة ، وبعد معاناة يتم معرفة


أعراض المرض وأطواره وأسبابه وطرق انتقاله ، وتتواصل أثر ذلك الحملات الإعلامية

للتوعية الصحية ، مع تواصل علاج المصابين ، وتواصل البحث لتطوير العلاج والوقاية.

وفي الساحة الإسلامية اليوم علل مستعصية ، وأمراض معدية ، تشيع بين جيل الصحوة ،

وتنتشر بين الصفوة ، ويقع بها تضييع الأوقات ، وتبديد الطاقات ، وإثارة النزاعات ،

واختلال الأولويات ، وكثير منها بدأ في حالات فردية ثم انتهى إلى ظاهرة مرضية.

في هذه الصحوة الإسلامية - بحمد الله - خير كثير ، ولها مزايا عديدة، ظهرت أثارها

الطيبة ، وأينعت ثمارها النافعة { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها }.

ولكن طبيعة النفوس البشرية ، إضافة إلى الظروف العدائية والمؤامرات الكيدية ، مع

غياب المعالم المتكاملة للحياة الإسلامية ، كل ذلك أوجد بعض العلل التي لم تلق - فيما

أظن – العناية الكافية لأسباب كثيرة من أهمها : ضخامة الأعداد العائدة إلى الله بمالايوافق

القدرة على الاستيعاب الكامل ، والتربية الراشدة العميقة ، ومنها أيضاً غياب الخطط


الاستراتيجية والنظرات المستقبلية لكثرة المشكلات الآنية والمآسي الإسلامية ، إضافة إلى

أن هناك مبغضين متربصين يسعون لإشاعة الأخطاء واستمراريتها.

لابد أن نعلم أنه ليس من مصلحة الدعوة ولا جيل الصحوة أن نعتمد التزكية المطلقة ،

فليس هذا موافقا للشرع { فلا تزكوا أنفسكم }.

وليس من الإخلاص في النصح أن نغض الطرف عن الأخطاء ، وننكر وجودها ، وندس

رؤوسنا في الرمال كما تفعل النعامة ، فهذا يزيد في الأخطاء ، ويساعد على انتشارها ،

وحينئذ يتسع الخرق على الراقع ، ومع ذلك فنحن نربأ بأنفسنا عن ممارسات كتّاب يدعون

الموضوعية والمعالجة ، وهم يمارسون في الحقيقة التشويه والتشهير ، ويستخدمون

أسلوب التضخيم والتعميم ، ويجتهدون في تتبع العثرات ، وإهمال الحسنات ،فضلاً عن

كونهم لا ينطلقون من منهج إسلامي ، وهذا التناول تفيض به أعداد هائلة من الصحف

والمجلات العلمانية واليسارية التي لا همّ لها إلا تشويه صورة الإسلاميين ، والصاق كل

نقيصة وجريمة بمن يطلقون عليهم " الأصوليين " لسنا من هؤلاء في شيء فنحن وإن

أردنا النقد ، فإنما نرسله من نفوس مشفقة ، وقلوب محبة ، ونصوغه في أسلوب حسن

على منهج القرآن الكريم { بالحكمة والموعظة الحسنة} ويبعد عن الإساءة أو التخصيص

على طريقة الرسول الكريم ( ما بال أقوام ).

إن الخطر في هذه العلل يكمن في أنها تصيب القلوب والعقول ، ونحن نرى في بعض

شباب الصحوة بساطة تصل إلى حد السذاجة ، وحماسة تصل إلى درجة التهور ، كما أن

هناك نقداً ينتهي إلى التجريح ، واختلافاً يؤدي إلى التنازع ، ولابد والحالة هذه أن تقرع

أجراس الخطر ، وأن ينتدب أطباء القلوب من العلماء الصالحين ، والدعاة المخلصين ،

والمفكرين الواعين ليشخصوا الحالات ويبحثوا عن الأسباب ويضعوا الحلول الناجحة ،

ويصفوا الأدوية الناجعة ، ثم ليضعوا المناهج الواقية ، والخطط الواعية ، وهنا دعوة

لجميع الغيورين أن يدركوا الخطر وأن يهبوا للعمل ، فلابد من الوقاية، فالوقاية خير من العلاج.

مقال بقلم الدكتور/ على بن عمر بادحدح
 
إنضم
15 ديسمبر 2009
المشاركات
4,722
مستوى التفاعل
23
النقاط
0
العمر
42
الموضوع جميل جدا جزاك الله خيرا ...
 
إنضم
20 نوفمبر 2009
المشاركات
1,353
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
العمر
36
مشكوره على مروركم الرائع
 
إنضم
23 نوفمبر 2009
المشاركات
10,406
مستوى التفاعل
58
النقاط
48
يسلمووو ع الموضوع الجميل

تحياتي لكي اختي