تحويل إلى
أرسل إلى صديق
مشاهدة للطبع
المها العربي من الانقراض الى العودة الى بيئة شبه الجزيرة العربية
الصحة 03/02/2009 01:10:00 م
عضو جمعية المهندسين الزراعيين المهندس جاسم بوفتين
من منتهى الفضلي الكويت 3 2 (كونا) - احتل حيوان المها الجميل مكانة كبيرة في دواوين الشعراء العرب فكلما ذكروا سحر العيون تكون عيون المها حاضرة ولكنهم لم يدروا انه ستكون لهذا الحيوان العربي قصة طويلة وممتعة ومهمة هي من أروع القصص المأساوية ذات النهايات السعيدة التي تتلخص بانقاذه من خطر الانقراض.
فبعد ان كان ذلك حيوان موجود بأعداد كبيرة في شبه الجزيرة العربية اصبح نادر الوجود لذا تضافرت جهود دول المنطقة والمنظمات الدولية والمتحمسين والمخلصين للمها للحفاظ على ما تبقى منه.
وقال عضو مجلس ادارة جمعية المهندسين الزراعيين جاسم بوفتين لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان "الجيل الحالي لا يعرف هذا الحيوان الرشيق وتاريخه الحافل وكل من يسمع اسم المها العربي يتخيل انه نوع من انواع الغزلان الصغيرة التي يستحيل وجودها في صحارينا مع العلم ان الكثير من الحيوانات البرية التي انقرضت بسرعة نتيجة الصيد كانت تجوب صحراء الكويت في الماضي مثل المها العربي وغزال الريم اضافة الى المفترسات كالوشق والذئب والضبع المخطط".
وعرف بوفتين المها بأنه حيوان من جنس البقر الوحشي وهو عبارة عن ظبي كبير الحجم طاف شبه الجزيرة العربية قادما من القارة الافريقية ويتألف من ثلاثة انواع فقط تنقسم الى خمسة اشكال اربعة منها في أفريقيا تشبه الى حد كبير انواع المها العربي.
واوضح ان حيوان المها العربي الذي يتراوح وزنه بين 80 و120 كيلوجراما يتميز بحجمه الكبير حيث يحمل الذكر والأنثى منه قرونا مستدقة مع انحناءة خفيفة ونهاية حادة يتراوح طولهما بين 60 و75 سنتيمترا كما يتميز بعيونه والبقع الداكنة المسودة المزرقة على الأنف وحول العينين.
وعدد بوفتين طرق مقاومة المها لحرارة الصحراء التي منها لون فرائها الابيض الصافي العاكس لاشعة الشمس ووبرها المجوف الذي يعمل كعازل اضافي للحرارة اضافة الى لون الجلد الاسود الذي يحميه من اختراق اشعة الشمس .
واضاف ان المها العربي يتميز بقدرته على رفع درجة حرارة جسمه اكثر من معظم الحيوانات الثدية حيث تصل لغاية 40 درجة مئوية ولا يحتاج هذه الحيوان الى الكثير من المياه اذ يكتفي بالقليل الذي يحصل عليه من النباتات المرطبة بندى الصباح.
واشار الى انه يستطيع ان يبقى دون تناول الماء لفترة طويلة مكتفيا بالسوائل الموجودة في النباتات وهو يحتاج الى كميات بسيطة من الماء تقدر بنحو 2 الى 4 في المئة من وزنه.
وبين ان هذا الحيوان الذي لديه قدرة على اكتشاف المطر من مسافات بعيدة يفضل العيش في السهول المفروشة بالحصباء وقرب الوديان عند حافة الكثبان الرملية حيث يتوفر فيء الأشجار بوفرة.
وعن انقراضه قال بوفتين ان حيوان المها عاش لقرون عدة حياة هادئة ومسالمة في عزلة الصحارى الشاسعة داخل شبه الجزيرة العربية ولم تكن عمليات صيده من قبل سكان البادية من اجل الحصول على القوت تشكل خطرا يستنفد اعداده
واوضح بوفتين انه في منتصف القرن الماضي بدأت حقبة جديدة في حياة هذا الحيوان اتسمت بانتشار الاسلحة النارية والبنادق الرشاشة وسيارات الدفع الرباعي الامر الذي ادى تقلص اعداده بشكل كبير.
واستعرض بوفتين المراحل الزمنية التي انقرض فيها حيوان المها بقوله ان انتشاره انحسر بشدة في مطلع القرن الماضي وانعزل في المناطق الرملية النائية الصعبة الوصول اليها في صحراء النفود والدهناء والربع الخالي.
وبعد عام 1935 انقسم المها في الجزيرة العربية الى مجموعتين منعزلتين في الشمال والجنوب مختبأة في ملاجىء رملية نائية في صحراء النفود شمالا وفي براري رمال الربع الخالي جنوبا ومن المحتمل ايضا ان يكون المها انحسر انتشاره في اطراف الشمال الشرقي والشمال الغربي للربع الخالي في السعودية والامارات.
وافاد بانه بعد عام 1950 انقرضت المجموعات الشمالية للمها كما انقرضت مجموعات غرب الربع الخالي وظلت بعض المجموعات في جنوب وجنوب شرق اطراف الربع الخالي من اليمن الى عمان ولكن الانحسار استمر في المنطقتين وبدأت قطعان المها تواجه خطر الانقراض مع بداية مطاردة فرق الصيادين لها فوصلت الى الكثبان الرملية في الربع الخالي وهي قلب النعيم الآمن لذلك الحيوان.
واوضح انه مع حلول أوائل ستينيات القرن الماضي لم يتبق الا القليل من القطعان الصغيرة الموجودة في الطرف الجنوبي من الربع الخالي وتحديدا في منطقة رملة شواية وبعدها قضت حملة صيد على 48 ظبيا في رحلة واحدة فقط وفي العام الذي تلا تلك المذبحة ابادت حملة صيد اخرى 13 رأسا ولم يتبق من حيوان المها الا اعداد قليلة.
واضاف انه في مطلع الستينيات لم يكن هناك أي وجود للمها غرب خط 51 شرقا وبقي فقط في وادي ميتان بين شرق حامية عدن والحدود العمانية حيث نفذت الجمعية العالمية لصون الطبيعة مشروعا لانقاذ المها سمي (عملية المها العربي).
وقال بوفتين ان هذا المشروع العماني رفع عدد هذا الحيوان الى نحو 400 رأس في عام 1964 وشوهدت في امارة ظفار وتحديدا في سفوح جبل قارا وفي عام 1969 انخفض العدد الى 200 رأس نتيجة الصيد وفي عام 1972 انقرض حيوان المها البري في جميع انحاء الجزيرة العربية وفي (جدة الحراسيس) في عمان يعتقد ان آخر مها عربي بري تم قتله بواسطة الصيد.
وحول عودة المها العربي الى الوجود قال المهندس بوفتين انه بعد الانقراض بدأ الذعر يصيب بعض الجماعات المنادية بحقوق الحيوان في ضوء المصير الذي يواجهه حيوان المها العربي وفي محمية شرق عدن لفت نظر جمعية حماية الحيوان الى ان مجموعات صغيرة من المها العربي ترعى كل ربيع في الاراضي الحصوية الواقعة في الزاوية الشمالية الشرقية لمحمية عدن حيث تم بحث امكان أسر بعضها.
واوضح انه في عام 1962 شكلت جمعية حماية الحيوان بعثة لأسر المها العربي في محمية شرق عدن وكانت النتيجة أسر ثلاثة ذكور وانثى حيث نفق أحد الذكور بعد الأسر بوقت قصير وأخذت البقية الى حصن الجيش البدوي الحضرمي ومن هناك اقلتها الطائرة الى عدن ثم نقلتها طائرة أخرى الى العزل البيطري في (ايزيولو) بكينيا.
واضاف بوفتين انه لم يمكن لهذه الحيوانات الثلاثة أن تؤسس مجموعة قابلة للاستمرار لتكثيرها في الأسر اذ كان مطلوبا المزيد منها لانجاح المشروع فبدأت التبرعات بعدها لانقاذ المها.
وبين بوفتين انه بحلول صيف 1964 كان في حديقة حيوان فيونكس قطيع من المها العربي مكون من ثمانية رؤوس اشتركت العديد من المنظمات والافراد من مختلف البلدان في عملية الانقاذ تلك ومنذ ذلك الوقت بدأ ذلك القطيع الصغير يعرف باسم (القطيع العالمي).
واضاف ان القطيع نما باطراد خلال السنوات التالية وارتفعت بين عامي 1963و1977 اعداد المها العربي في القطيع العالمي في الولايات المتحدة بمعدل 17 في المئة سنويا ليصل الى نحو 100 رأس بحلول عام 1977 ومع مرور الوقت زاد عدد القطيع ليصل الى أكثر من 200 حيوان بحلول عام 1982.
وذكر انه خلال ذلك العام تم اطلاق أول عشرة رؤوس من المها العربي الى البرية في محمية (جدة الحراسيس) في عمان وهي من نسل القطيع العالمي حيث اعتاد افراد قبيلة الحراسيس على صيد المها في تلك المنطقة الا انهم الآن مكلفون بمهمة مراقبة تلك الحيوانات وحمايتها.
واشار الى انه في عام 1984 اطلقت المجموعة الثانية في موطنها الاصلي في رمال (آل وهيبة) بالقرب من (يعلوني) في عمان ثم نما القطيع بعدها حتى بلغ في اكتوبر 1995 نحو 280 رأسا بريا.
واضاف انه بحلول فبراير 1996 بدأ التعدي بالصيد على هذا القطيع البري من المها وأسر بعض أفراده وهرب الى خارج البلاد لبيعه لحدائق الحيوان الخاصة ولجامعي الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط "وبصرف النظر عن عمليات تعدي الصيد فان القطيع البري واصل نموه ليصل في أكتوبر 1996 الى ما يزيد قليلا على 400 رأس".
وقال بوفتين "بعد هذه المرحلة اصبح من الممكن استعادة بعض المها العربي الى الشرق الأوسط ووزعت عشرة رؤوس الى الاردن و 12 رأسا الى فلسطين و 35 رأسا الى عمان و 55 رأسا الى السعودية و 18 رأسا الى الامارات. واشار الى نجاح تلك القطعان في مواطنها حيث تستضيف الامارات حاليا أكبر مجموعات من المها العربي في العالم بفضل نجاح برامج المحافظة على هذا النوع واكثاره في الأسر اذ بلغت أعدادها هناك اربعة الاف رأس تعيش نحو 3200 الى 3500 رأس منها في محميات وحدائق خاصة في امارة ابوظبي ويعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ عليها الى الاهتمام الشخصي والخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واوضح بوفتين ان قصة حيوان المها تعد من القصص التي انتهت نهاية سعيدة ادخلت السرور والبهجة الى قلوب العديد ممن شاركوا في عملية الانقاذ "وبات بمقدورنا الآن رؤية قطعان ذلك الحيوان الأسطوري تجول في الكثير من السهول والبراري في الشرق الأوسط حيث ينتمي".
واضاف ان "المها العربي انتشر في جميع دول الخليج اضافة الى الاردن وسوريا وفلسطين ما عدا دولة الكويت مع انها من مؤسسي القطيع العالمي للمها العربي".
وختم بوفتين حديثه عن المها العربي بقول الشاعر العربي ابن الجهم "عيون المها بين الرصافة والجسر...جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري" وقول امير الشع
أرسل إلى صديق
مشاهدة للطبع
المها العربي من الانقراض الى العودة الى بيئة شبه الجزيرة العربية
الصحة 03/02/2009 01:10:00 م
عضو جمعية المهندسين الزراعيين المهندس جاسم بوفتين
من منتهى الفضلي الكويت 3 2 (كونا) - احتل حيوان المها الجميل مكانة كبيرة في دواوين الشعراء العرب فكلما ذكروا سحر العيون تكون عيون المها حاضرة ولكنهم لم يدروا انه ستكون لهذا الحيوان العربي قصة طويلة وممتعة ومهمة هي من أروع القصص المأساوية ذات النهايات السعيدة التي تتلخص بانقاذه من خطر الانقراض.
فبعد ان كان ذلك حيوان موجود بأعداد كبيرة في شبه الجزيرة العربية اصبح نادر الوجود لذا تضافرت جهود دول المنطقة والمنظمات الدولية والمتحمسين والمخلصين للمها للحفاظ على ما تبقى منه.
وقال عضو مجلس ادارة جمعية المهندسين الزراعيين جاسم بوفتين لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان "الجيل الحالي لا يعرف هذا الحيوان الرشيق وتاريخه الحافل وكل من يسمع اسم المها العربي يتخيل انه نوع من انواع الغزلان الصغيرة التي يستحيل وجودها في صحارينا مع العلم ان الكثير من الحيوانات البرية التي انقرضت بسرعة نتيجة الصيد كانت تجوب صحراء الكويت في الماضي مثل المها العربي وغزال الريم اضافة الى المفترسات كالوشق والذئب والضبع المخطط".
وعرف بوفتين المها بأنه حيوان من جنس البقر الوحشي وهو عبارة عن ظبي كبير الحجم طاف شبه الجزيرة العربية قادما من القارة الافريقية ويتألف من ثلاثة انواع فقط تنقسم الى خمسة اشكال اربعة منها في أفريقيا تشبه الى حد كبير انواع المها العربي.
واوضح ان حيوان المها العربي الذي يتراوح وزنه بين 80 و120 كيلوجراما يتميز بحجمه الكبير حيث يحمل الذكر والأنثى منه قرونا مستدقة مع انحناءة خفيفة ونهاية حادة يتراوح طولهما بين 60 و75 سنتيمترا كما يتميز بعيونه والبقع الداكنة المسودة المزرقة على الأنف وحول العينين.
وعدد بوفتين طرق مقاومة المها لحرارة الصحراء التي منها لون فرائها الابيض الصافي العاكس لاشعة الشمس ووبرها المجوف الذي يعمل كعازل اضافي للحرارة اضافة الى لون الجلد الاسود الذي يحميه من اختراق اشعة الشمس .
واضاف ان المها العربي يتميز بقدرته على رفع درجة حرارة جسمه اكثر من معظم الحيوانات الثدية حيث تصل لغاية 40 درجة مئوية ولا يحتاج هذه الحيوان الى الكثير من المياه اذ يكتفي بالقليل الذي يحصل عليه من النباتات المرطبة بندى الصباح.
واشار الى انه يستطيع ان يبقى دون تناول الماء لفترة طويلة مكتفيا بالسوائل الموجودة في النباتات وهو يحتاج الى كميات بسيطة من الماء تقدر بنحو 2 الى 4 في المئة من وزنه.
وبين ان هذا الحيوان الذي لديه قدرة على اكتشاف المطر من مسافات بعيدة يفضل العيش في السهول المفروشة بالحصباء وقرب الوديان عند حافة الكثبان الرملية حيث يتوفر فيء الأشجار بوفرة.
وعن انقراضه قال بوفتين ان حيوان المها عاش لقرون عدة حياة هادئة ومسالمة في عزلة الصحارى الشاسعة داخل شبه الجزيرة العربية ولم تكن عمليات صيده من قبل سكان البادية من اجل الحصول على القوت تشكل خطرا يستنفد اعداده
واوضح بوفتين انه في منتصف القرن الماضي بدأت حقبة جديدة في حياة هذا الحيوان اتسمت بانتشار الاسلحة النارية والبنادق الرشاشة وسيارات الدفع الرباعي الامر الذي ادى تقلص اعداده بشكل كبير.
واستعرض بوفتين المراحل الزمنية التي انقرض فيها حيوان المها بقوله ان انتشاره انحسر بشدة في مطلع القرن الماضي وانعزل في المناطق الرملية النائية الصعبة الوصول اليها في صحراء النفود والدهناء والربع الخالي.
وبعد عام 1935 انقسم المها في الجزيرة العربية الى مجموعتين منعزلتين في الشمال والجنوب مختبأة في ملاجىء رملية نائية في صحراء النفود شمالا وفي براري رمال الربع الخالي جنوبا ومن المحتمل ايضا ان يكون المها انحسر انتشاره في اطراف الشمال الشرقي والشمال الغربي للربع الخالي في السعودية والامارات.
وافاد بانه بعد عام 1950 انقرضت المجموعات الشمالية للمها كما انقرضت مجموعات غرب الربع الخالي وظلت بعض المجموعات في جنوب وجنوب شرق اطراف الربع الخالي من اليمن الى عمان ولكن الانحسار استمر في المنطقتين وبدأت قطعان المها تواجه خطر الانقراض مع بداية مطاردة فرق الصيادين لها فوصلت الى الكثبان الرملية في الربع الخالي وهي قلب النعيم الآمن لذلك الحيوان.
واوضح انه مع حلول أوائل ستينيات القرن الماضي لم يتبق الا القليل من القطعان الصغيرة الموجودة في الطرف الجنوبي من الربع الخالي وتحديدا في منطقة رملة شواية وبعدها قضت حملة صيد على 48 ظبيا في رحلة واحدة فقط وفي العام الذي تلا تلك المذبحة ابادت حملة صيد اخرى 13 رأسا ولم يتبق من حيوان المها الا اعداد قليلة.
واضاف انه في مطلع الستينيات لم يكن هناك أي وجود للمها غرب خط 51 شرقا وبقي فقط في وادي ميتان بين شرق حامية عدن والحدود العمانية حيث نفذت الجمعية العالمية لصون الطبيعة مشروعا لانقاذ المها سمي (عملية المها العربي).
وقال بوفتين ان هذا المشروع العماني رفع عدد هذا الحيوان الى نحو 400 رأس في عام 1964 وشوهدت في امارة ظفار وتحديدا في سفوح جبل قارا وفي عام 1969 انخفض العدد الى 200 رأس نتيجة الصيد وفي عام 1972 انقرض حيوان المها البري في جميع انحاء الجزيرة العربية وفي (جدة الحراسيس) في عمان يعتقد ان آخر مها عربي بري تم قتله بواسطة الصيد.
وحول عودة المها العربي الى الوجود قال المهندس بوفتين انه بعد الانقراض بدأ الذعر يصيب بعض الجماعات المنادية بحقوق الحيوان في ضوء المصير الذي يواجهه حيوان المها العربي وفي محمية شرق عدن لفت نظر جمعية حماية الحيوان الى ان مجموعات صغيرة من المها العربي ترعى كل ربيع في الاراضي الحصوية الواقعة في الزاوية الشمالية الشرقية لمحمية عدن حيث تم بحث امكان أسر بعضها.
واوضح انه في عام 1962 شكلت جمعية حماية الحيوان بعثة لأسر المها العربي في محمية شرق عدن وكانت النتيجة أسر ثلاثة ذكور وانثى حيث نفق أحد الذكور بعد الأسر بوقت قصير وأخذت البقية الى حصن الجيش البدوي الحضرمي ومن هناك اقلتها الطائرة الى عدن ثم نقلتها طائرة أخرى الى العزل البيطري في (ايزيولو) بكينيا.
واضاف بوفتين انه لم يمكن لهذه الحيوانات الثلاثة أن تؤسس مجموعة قابلة للاستمرار لتكثيرها في الأسر اذ كان مطلوبا المزيد منها لانجاح المشروع فبدأت التبرعات بعدها لانقاذ المها.
وبين بوفتين انه بحلول صيف 1964 كان في حديقة حيوان فيونكس قطيع من المها العربي مكون من ثمانية رؤوس اشتركت العديد من المنظمات والافراد من مختلف البلدان في عملية الانقاذ تلك ومنذ ذلك الوقت بدأ ذلك القطيع الصغير يعرف باسم (القطيع العالمي).
واضاف ان القطيع نما باطراد خلال السنوات التالية وارتفعت بين عامي 1963و1977 اعداد المها العربي في القطيع العالمي في الولايات المتحدة بمعدل 17 في المئة سنويا ليصل الى نحو 100 رأس بحلول عام 1977 ومع مرور الوقت زاد عدد القطيع ليصل الى أكثر من 200 حيوان بحلول عام 1982.
وذكر انه خلال ذلك العام تم اطلاق أول عشرة رؤوس من المها العربي الى البرية في محمية (جدة الحراسيس) في عمان وهي من نسل القطيع العالمي حيث اعتاد افراد قبيلة الحراسيس على صيد المها في تلك المنطقة الا انهم الآن مكلفون بمهمة مراقبة تلك الحيوانات وحمايتها.
واشار الى انه في عام 1984 اطلقت المجموعة الثانية في موطنها الاصلي في رمال (آل وهيبة) بالقرب من (يعلوني) في عمان ثم نما القطيع بعدها حتى بلغ في اكتوبر 1995 نحو 280 رأسا بريا.
واضاف انه بحلول فبراير 1996 بدأ التعدي بالصيد على هذا القطيع البري من المها وأسر بعض أفراده وهرب الى خارج البلاد لبيعه لحدائق الحيوان الخاصة ولجامعي الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط "وبصرف النظر عن عمليات تعدي الصيد فان القطيع البري واصل نموه ليصل في أكتوبر 1996 الى ما يزيد قليلا على 400 رأس".
وقال بوفتين "بعد هذه المرحلة اصبح من الممكن استعادة بعض المها العربي الى الشرق الأوسط ووزعت عشرة رؤوس الى الاردن و 12 رأسا الى فلسطين و 35 رأسا الى عمان و 55 رأسا الى السعودية و 18 رأسا الى الامارات. واشار الى نجاح تلك القطعان في مواطنها حيث تستضيف الامارات حاليا أكبر مجموعات من المها العربي في العالم بفضل نجاح برامج المحافظة على هذا النوع واكثاره في الأسر اذ بلغت أعدادها هناك اربعة الاف رأس تعيش نحو 3200 الى 3500 رأس منها في محميات وحدائق خاصة في امارة ابوظبي ويعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ عليها الى الاهتمام الشخصي والخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واوضح بوفتين ان قصة حيوان المها تعد من القصص التي انتهت نهاية سعيدة ادخلت السرور والبهجة الى قلوب العديد ممن شاركوا في عملية الانقاذ "وبات بمقدورنا الآن رؤية قطعان ذلك الحيوان الأسطوري تجول في الكثير من السهول والبراري في الشرق الأوسط حيث ينتمي".
واضاف ان "المها العربي انتشر في جميع دول الخليج اضافة الى الاردن وسوريا وفلسطين ما عدا دولة الكويت مع انها من مؤسسي القطيع العالمي للمها العربي".
وختم بوفتين حديثه عن المها العربي بقول الشاعر العربي ابن الجهم "عيون المها بين الرصافة والجسر...جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري" وقول امير الشع
