"زمان"

متجاوب 2023

لولووو

عضو مميز
إنضم
28 ديسمبر 2010
المشاركات
100
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
"زمان"

IMG_6025.JPG


حينما كنا بصلواتنا، وابتهالاتنا نحلب غيم السماء، لا لنُبدد به عطشنا فحسب، بل لنروي المناقير العطشى لطيور، إما

أنها كانت تسكن معنا داخل ساحات بيوت الطين، أو أنها كانت تعبر فضاء القرية الوادعة ثم لا تلبث أن ترجع من حيث

حلقّت، أو أنها تعود أدراج السماء حيث في الأعشاش صغار عطشى تنتظر حلوقها الجافة نجدة الماء.

زمان...كنا ننتشي حبوراً,وتغمر قلوبنا الطمأنينة حينما نيقن بأن قطرات الماء التي تحملها تلك الطيور داخل حويصلاتها

هي من ماء البئر التي حفرها جدنا.

زمان...كنا بطيبتنا، وبساطتنا نعتقد أن تلك الطيور وبعد أن تروي عطشها كانت تترحم على ذلك الجد الذي آوى إلى قبر

يقع على مشارف الحنين قبل عشرات السنين.

وزمان...كانت تلك"المقشة" التي تعبت الجدات في تلقيط أعوادها من على حواف وبطون الأودية هي من أهم مُقتنيات

بيوت سقوف القصب، ومن أجل كنس الطوابين.

ترى أين هُن الجدات؟

وأين هي تلك الطوابين؟

بل، كيف يتسنى جمع بضعة أعواد من بطن واد لم يعد إلا في الذاكرة كي نعيد للحياة "مقشة" واحدة تكون قادرة على

كناسة أحزاننا التي خلفها "زمان" لن يعود؟!
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى