الخوف عند الاطفال

إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
14,678
مستوى التفاعل
390
النقاط
0

الخوف عند الأطفال

إن [ الخوف ] الذي يظهر لدى الأطفال منذ ولادتهم حالة شعورية موروثة من أجل البقاء فمثلاً عندما نقوم برفع الطفل إلى أعلى وبسرعة يكتم أنفاسه وقد يبكي بكاءً شديداً فهو يخاف الوقوع رغم عدم معرفته لآثاره . و يرى فريق من العلماء بأن هذا التفسير لم يُبنى على أسس تجريبية علمية لأن الخوف كما هو ملاحظ مكتسب يتعلمه الطفل من خلال معايشته للواقع ، وما نلاحظه في صورة ظاهرية من مخاوف لدي الأطفال ما هي إلا انعكاسات وردود أفعال خارج إرادتهم ، لأن الخوف يرتبط بالإدراك و الطفل لم يصل إلى مستوى مناسب من النضج ليكون قادراً على إدراك ذاته أو إدراك الآخرين أو إدراك الواقع .

إن الشعور بالخوف حالة انفعالية لدى كل الناس على اختلاف مراحلهم العمرية ولكن تختلف من حيث الدرجة بينهم ، ومن الضروري أن تتناسب المخاوف الطبيعية و الواقعية مع المرحلة العمرية ، أما إذا كانت المخاوف لا تتناسب مع المرحلة العمرية فإنها تعتبر مخاوف مرضية . و المخاوف الطبيعية لا مفر منها وهذا من طبيعة الحياة ، ولكن ظهور المخاوف المرضية يشكل خطراً على الشخصية ولنستطيع التفريق بين المخاوف الطبيعية و المخاوف المرضية نستعرض هذا المثال : " إن طفل المدرسة يُظهر الكره للكلب ويبدي الخوف منه إذا كان قريباً منه ، هذه الحالة تعتبر خوفاً طبيعياً ، بينما إذا انشغل الطفل مسبقاً باحتمالية مواجهته لكلب في الطريق ويرفض الذهاب للمدرسة لهذا السبب المبني على التوقع و الاحتمال فان هذا النوع من المخاوف يعتبر خوفاً مرضياً .



ويعتبر الخوف المرضي حالة خوف خاص تتصف بما يلي :

أولاً :- إنها تفوق شدة الموقف أو الشيء المخيف .
ثانياً :- لا يمكن تفسيره أو تبريره منطقياً .
ثالثاً :- خارج نطاق تحكم الشخص و سيطرته .
رابعاً :- يستمر لفترة طويلة .
خامساً :- لا يتحدد في مرحلة عمرية معينة .

و من المعروف أن سنوات الطفولة هي حجر الأساس في بناء الشخصية ، فيها يتعلم الطفل العديد من المعلومات و يكتسب العديد من الخبرات ويملي ذاكرته بمعارف متعددة من خلال المواقف و الأحداث و المثيرات و المؤثرات في المحيط الاجتماعي و المحيط البيئي الذي يعيش فيه. وهذا التعلم يتم بصورة تلقائية أي أنه لم يُكتب في كتب و لم تُحدد له منهجية و لا يقوم به معلم متخصص ، بل أنه تعلم يتم في نطاق الأسرة و كتابه الحياة ومعلمه الأسرة و المجتمع و النتيجة إما قبول واستحسان أو رفض و استهجان . و بالتالي ما عليه إلا الانخراط في المجتمع من خلال المؤسسة الاجتماعية الأولى ألا وهي الأسرة التي تكفلت بتربيته وفق منظور اجتماعي يتضمن معايير و نظم وقيم واتجاهات وعادات و تقاليد تتبلور في ثقافة بالضرورة أن يتشرّب كافة جوانبها .


و الطفل ليس لديه قدرة على استيعاب كل ذلك دفعة واحدة بل أنه في كل يوم من أيام حياته يتعلم ،وفي كل يوم من أيام حياته يتطور أسلوب تفكيره وتتسع مداركه ، وكثيراً ما تدور في ذهنه عدة تساؤلات حول مواضيع يشعر بأنه لم يستوعبها ، وهذا يعني أن الأطفال لديهم استعدادات و قدرات يرثونها و البيئة هي التي تصقل هذه القدرات وتُنمي هذه الاستعدادات .


و الأساليب التربوية الخاطئة لها انعكاسات نفسية سلبية على شخصية الطفل ، و الخوف يعتبر من مؤشرات الأساليب التربوية غير الناضجة من الوالدين ، فمن المفترض أن تتلاشى مخاوف الأطفال مرحلة بعد أخرى ، ولكن لدى بعض الأطفال قد تتثبت مخاوف معينة وتستمر معهم في مراحل عمرية لاحقة و السبب معاملة الأسرة عندما تتبع التجويف لطفلها كأسلوب ينطلق من الحرص الشديد عليه من الناحية الظاهرية ، ولكن هذا الحرص رغم أنه مطلوب إلا أن نتائجه غير محمودة العاقبة . فمثلاً : من أجل منع الطفل من صعود السُلّم يقولون له أن حجرة السُلّم بها حيوان يأكل من يذهب هناك ويصعد الدرج ، وحرصاً منهم عليه وحرصاً على أدوات المطبخ من التحطيم يقولون له أن بالمطبخ جن أو شبح يأكل من يذهب للمطبخ ، ونتيجة هذا التخويف سيكون الطفل متردداً في تصرفاته ، لا يعتمد على نفسه ، ويظل يطلب مرافقة الآخرين له عند ذهابه إلى حجرات المنزل أو إلى الحمام لأن هذه المخاوف ترسخت في ذهنه وقد يكون من الصعب التخلص منها بسهولة .


والخوف يظهر لدى الأطفال من خلال عملية الربط بين الأشياء ، على سبيل المثال : إذا تعلم الطفل أن يشعر بالأمان وذلك من خلال رؤيته للمحيطين به عن طريق حاسة البصر ولذا من المريح له رؤية واضحة طوال الوقت ، وإن حلول الظلام يعيق الرؤية وبالتالي يشعر بأن الظلام يهدد شعوره الأمان لأنه اعتاد على رؤية الأشخاص الذين يعرفهم يشعر بالأمان معهم .


وكذلك لا يمكن تجاهل دور البيئة في مخاوف الأطفال فعلى سيل المثال أطفال الريف لا يخافون الحيوانات و يستطيعون التعايش معها و لهم مقدرة على الدفاع على أنفسهم في حالة التعرض لمخاطر أيٍ منها ، بينما أطفال المدينة غير ذلك لأنهم لم يألفوا في حياتهم هذه الحيوانات .


ومن أسباب ظهور الخوف لدى الأطفال مشاهدة الأفلام و المسلسلات التي تظهر العنف كالمصارعة الحرة أو الملاكمة أو أفلام القتل أو مشاهدة أحداث الحروب ومن هذه الناحية ينبغي على الأسرة أن تتخذ التدابير اللازمة حول ما يشاهده الأطفال لكي لا يكتسبوا مخاوف تؤثر على شخصياتهم على المدى البعيد ، فالطفل فعلاً لا يستطيع التمييز بين التمر و الجمر ولكن سيسمع ويعرف خصائص كل منهما فيأخذ التمر و يأكله ويترك الجمر ومخاطره .


كما أن مداعبة الكبار للصغار قد تكون في بعض صورها على هيئة مُزاح مثل أن يقال للطفل أتركني أقص أذنك أو أن أكل إصبعك ويتسرب إلى ذهن الطفل أن الأمر حقيقة يجب تفاديه وذلك بعدم مقابلة الآخرين ويدخل في حيز الانطواء وهذا دون شك له تأثيره على شخصيته لأنه فقد التعامل مع أفراد قد يتعلم منهم الكثير .


ومهما تعددت الأسباب لظهور المخاوف لدى الأطفال فإن الأسرة هي المسئولة عن ذلك من خلال أسلوب تعاملها مع الطفل وأسلوب والإرشاد و التوجيه التي تقدمه له من أجل التكيف و التعامل مع أقرانه و أفراد المجتمع على وجه العموم .


كيف نستطيع مواجهة مخاوف الأطفال ؟

أولاً :- ضرورة الاستماع إلى مخاوف الطفل ومناقشة أبعادها و الابتعاد عن السخرية منه.

ثانياً :- أن يعترف الكبار بمخاوفهم أمام الأطفال لكي يعرفوا أن الخوف يشعر به الجميع وليسوا وحدهم يشعرون بذلك .


ثالثاً :- يتم تعريض الطفل للشيء الذي يخيفه بشكل تدريجي فعلى سبيل المثال : إذا كان الطفل يخاف القطط يمكن لوالديه أن يعرضاه لرؤيتها تدريجياً وذلك باصطحابه لمكان به قطط لكي يراها الطفل من بعيد وذلك عدة مرات حتى يتقرّب منها ويتعامل معها وتختفي المخاوف منها .


ومن الملاحظ أنه كلما اتسعت مساحة الخوف لدى الإنسان كلما قلت مساحة الشعور بالحب و الشجاعة و الإحساس بالكرامة ، و إن الخوف له علاقة وثيقة بالثقافة الاجتماعية بما فيها من معتقدات و إن الشعور بشدة الخوف يرتبط بخبراتنا السابقة من ناحية و يرتبط بما نتوقعه من الشيء الذي نخافه من ناحية أخرى . و الخوف لا يكاد ينفصل عن حالة الشعور بالقلق ، كما أنه يعتبر من الأسباب الجوهرية في ظهور حالات الخجل الذي يؤدي بدوره إلى ظهور مخاوف أكثر تعقيداً و أكبر تأثيراً وأشد وطأة على الإنسان ، وهذه المخاوف هي المخاوف الاجتماعية التي تتمثل في عدم القدرة على التحدث مع الآخرين و التكيف معهم و إن بحثنا عن سبب ذلك لوجدنا أن التنشئة الاجتماعية هي السبب لأن الأسرة كانت تعتمد مبدأ الكف و الرفض لتصرفات و أقوال الطفل .


إخوتي أولياء الأمر : إن الأطفال يتميزون بدقة الملاحظة و جودة المتابعة فلتكن تصرفاتك أمام طفلك مدروسة ، فأنت كما يراك قدوة ، فلا تكن غير ذلك . وابتعد عن العصبية الزائدة مع طفلك و أعتمد مبدأ التوجيه و الإرشاد

و استمع إلى كل أقواله لكي تتنبأ بأفعاله و تصرفاته وأعلم أن " النار التي تصهر الحديد وقفت عاجزة على صهر البيضة " .

أخواتي الأمهات :- لا تعتمدين مبدأ التخويف لأطفالكن ، لأن التخويف سيكون لهم قرين في الحياة ، وسيؤدي بهم إلى الدخول في عالم الاضطراب النفسي من أوسع أبوابه .


إخوتي المربين في المؤسسات التعليمية :- إن دوركم لا يستهان به ، ومسئولتكم لا تُقّدر بمقدار ، وإتباع أسلوب العقاب لتخويف الأطفال يؤدي بهم إلى قصور في شخصياتهم ، وتردد في تصرفاتهم واتخاذ قراراتهم فكن معهم رحيما وعليهم غيوراً ، فأنتم من قِيل في حقكم " كاد المعلم أن يكون رسولا " .
 
إنضم
1 يناير 2011
المشاركات
24,471
مستوى التفاعل
819
النقاط
0
العمر
37
الإقامة
الـبــحــر .. !!!
موضوع هـآم جدآ . .
بـآرك الله فيك غآليتي زهـرة
دآئمآ تزودينـآ بكل جديد ومفيد . . !!
 
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
14,678
مستوى التفاعل
390
النقاط
0
جوردان مان
جماااااااانا
منورين
 
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
14,678
مستوى التفاعل
390
النقاط
0
منورة حبيبتي الوردة