لو شاء الله لهدانا

متجاوب 2023

إنضم
15 ديسمبر 2009
المشاركات
4,723
مستوى التفاعل
23
النقاط
0
العمر
41
besm.gif



from-3-3-hdana.jpg



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
إخوتي .. أخواتي :
هناك إخوة لنا اختاروا لأنفسهم سبيل الشقاء ، ويأبى أنفسهم الانحراف عنها محتجين بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، كما كان دأَب المشركين الذين قال الله تعالى عنهم :{ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْإِلَّا يَخْرُصُونَ } الزخرف20 .
وإن كنتُ لا أصنفهم ضمن المشركين وليس لأحد فعل ذلك ، لأنهم إخوتنا في الدين احتجوا بما احتج به المشركون ، ولا ريب أنه مشيئة الله حقٌّ أريد المحتجّون بها باطلاً ، لأسباب كثيرة :
1_ كيف لهم أن يعلموا أن الله قد قدّر لهم سلوك طريق الخير أو الشّرِّ ؟
قال ابن كثير : قال مجاهد في قوله:{ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ } أي : ما يعلمون قدرة الله على ذلك .أ.هـ.
وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال :« كنا في جَنَازَة في بَقيعِ الغَرْقَدِ ، فأتانا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ،فَقَعَد ، وقَعَدنا حَوَلهُ ، ومَعَهُ مِخْصَرة، فنكَسَ ،وَجَعَلَ يَنْكُتُ بمخصرته ،ثم قال : ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعدُه من النار ، ومقعدُه من الجنة،فقالوا : يا رسولَ الله أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا ؟ فقال : اعملوا، فَكلّ مُيَسَّر لما خُلقَ له ، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادِة ، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة ، وأمَّا مَنْ كان من أهل الشقاء ، فسيصير لعمل أهل الشقاء ، ثم قرأ : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } ».أخرجه البخاري ومسلم.
2_ ولم يجبرهم أحد على فعل ذلك ، فما دام الاختيار بأيديهم ، لماذا لا يسلكوا طريق الحق ويقولوا شاء الله ذلك ؟
فإنهم في أمر دنياهم لا يكلّون ولا يملّون عن فعل ما ينفع دنياهم وترك ما يضرّها ، بالرغم من أن الله كتب ما سيحدث لهم في الدنيا قبل خلق الدنيا ؟ هلا كانوا كذلك في أمر آخرتهم ؟
3_ إذا أجرم إنسان في حقهم لطالبوا بالاقتصاص منه .
ولا يقولون هو أيضا أجرم بمشيئة الله سبحانه وتعالى ! كما قال أحد العلماء : عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري .
كالسارق الذي أمر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بقطع يده ،فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين، فو الله ما سرقت إلّا بقضاء الله وقدره،فقال له عمر : ونحن لا نقطعك إلّا بقضاء الله وقدره .
لذلك قال بعض العلماء : ولو كان القدر حُجّة لفاعل الفواحش والمظالم لم يحسن أن يلوم أحد أحداً ، ولا يعاقب أحد أحداً ، فكان للإنسان أن يفعل في دم غيره وماله وأهله ما يشتهيه من المظالم والقبائح ويحتج بأن ذلك مقدر عليه.أ.هـ.
إخوتي .. أخواتي : بعد أن تبيّن لكم بطلان الاحتجاج بالقدر على المعصية ، فالحق الذي لا مرية فيه هو ما قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي : يؤمن أهل السنة بأن الله على كل شيء قدير ، يقدر أن يهدي العباد ويقلب قلوبهم ، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، فلا يكون في ملكه ما لا يريد ولا يعجز عن إنفاذ مراده ، وأنه خالق كل شيء من الأعيان والصفات والحركات ، ويؤمنون أن العبد له قدرة ومشيئة وعمل وأنه مختار ، ولا يُسمّونه مجبوراً ؛ إذ المجبور من أكره على خلاف اختياره ، والله – سبحانه - جعل العبد مختارا لما يفعله ، فهو مختار مُريد ، والله خالقه وخالق اختياره ، وهذا ليس له نظير ، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ". أ.هـ.



 

جلنار البحر

عضو قوي
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
544
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
العمر
33
الإقامة
الأردن
كالسارق الذي أمر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بقطع يده ،فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين، فو الله ما سرقت إلّا بقضاء الله وقدره،فقال له عمر : ونحن لا نقطعك إلّا بقضاء الله وقدره .


مشكوووور اخي احمد على موضوعك الجميل
فهو في غاية الروعة والأهمية
اتمنى من الجميع قرائته والتمعن بما فيه
لألا يقعوا في مثل هذا
جزاك الله كل الخير
في ميزان حسناتك بإذن الباري
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى