الاهــانــة فــي حــيـــاتــنـــا !!

متجاوب 2023

ســما

عضو ذهبي
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
835
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
37
الإقامة
العقبه
الاهــانــة فــي حــيـــاتــنـــا !!

روي عن فيلسوف روماني كان يحاور زميلا له, فعايره زميله بأنه لا يتقن اللغة الأخرى التي يناقشان ما ترجم منها, فانصرف الفيلسوف وعاد بعد عام فقط..
وقد ألف معجما لتلك اللغة التي كان يجهلها تماما..


إلى أي مدى تؤثر فيك الإهانة...؟
هل تكسرك فتجعلك متقوقعا على ذاتك،،،
تهجر الدنيا بمن فيها وتتمنى حينها أنك كنت نسيا منسيا...
أم أنها توقظ شيئا ما في نفسك لتبدأ بعدها اكتشاف صفة لم تكن قد عرفتها سابقا..
أو تطوير موهبة كنت قد أهملتها ..
أي الأنواع أنت ؟


أحيانا ..
نحتاج للإهانة لتكون لنا دافعا للنجاح..
قد يستغرب البعض هذا الرأي على الرغم من صدقه.
وكما قال أحدهم ( الحقيقة قادرة على الدفاع عن نفسها...بصدقها )

والدليل على ذلك جرب أن يهينك أحدهم وينعتك بالجبان, ماهي ردة فعلك تجاه ذلك؟
أول ما سيتبادر إلى ذهنك هو افتعال مشاجرة بينك وبينه لتثبت لنفسك أولا ثم للجميع أنك بخلاف ما وُصفت به. ثم بعدها...
أعتقد أنك ستنخرط في بكاء لوحدك..فالإهانة تؤلم النفس..وإن جعلتك تتماسك حينها..

لِم شعرت بالألم حينها.....
هل لإعتقادك أنك لم تكن تستحقها؟
أم لأن تلك الإهانة جعلت تبصر ضعفا في ذاتك لم تكن قد شاهدته قبلا أو كنت تغض الطرف عنه خوفا من مواجهة الحقيقة فبكيت حينها على نفسك..

هناك نوعية جيدة من البشر...
يحلو لها أن تختبر قدراتنا أحيانا بطريقة مؤلمة اضطرارا منهم لكي توقظ قوة راكدة في النفس...

هم يعرفون أننا نملك تلك القوة..
لكن ربما لخجلنا من اظهارها...
او ربما لجهلنا بتلك القوة نبدأ بتفصيل ستار بيننا وبين تلك الموهبة خشية الظهور .


البعض ممن حولنا..
يُلبس الإهانة ثوبا..
لكي يخفي دوافعه فيها وخوفا أن تكتشف حقده وكرهه..
فإنه يهينك بانتقاد ويدعي أنها نصيحة لا أكثر..

المصيبة عندما تكون الوحيد الذي ينتبه لكرهه..وتشعر مجساتك بذلك..لكن للأسف..
لا تستطيع كشف ذلك أمام الملأ خوفا من أن ينعتوك بأنك حساس...
أو من الذين لا يتقبلون النصيحة نصيحة لك..

لا تعطي لهؤلاء البشر الفرصة لرؤية الألم في نفسك..
فهذا أقصى ما يتمناه أولئك الحاقدين..
واجعل ما يقولون بعض من انجازاتك التي تفخر بها..
ولولا أنهم يحملون هما في نفوسهم لما أساؤوا للغير ببعض من سموم حديثهم..


لكن..
إن كان الإنتقاد حقيقيا بغض النظر عن نواياهم الحاقدة..
فقل لنفسك (رحم الله امرئ...اهدى إلي عيوبي)..
وحقيقة الأمر أن هذا الشخص يساعدك في غربلة نفسك لتخرج نقيا خاليا من العيوب...
لذا..
لاتعذب نفسك معهم..


الإهانة...
كثيرا ما تعطينا قوة..
لا نملكها في الحقيقة..
يكون سببها غيرة على النفس ودفاعا عنها لنثبت أمام الملأ أننا بخلاف ما وصفنا به..


المشكلة هنا هي جهلنا الطريقة التي نستطيع بها اثبات العكس..
قد نستطيع بعدة طرق منها :
الجلوس مع النفس وتجاذب أطراف الحديث معها ...
أحيانا نعجز أن نكون صادقين مع أنفسنا تماما نخشى أن نعترف بضعفنا أمامها لتهدم كل قوة تصورناها عن أنفسنا.
الخوف ضروري في بعض الأحيان لكن ليس إلى الدرجة التي تفقدنا مصداقيتنا ...
حتى مع النفس ؛

ولكي تخفف من وطأة الإعتراف بالضعف..
علينا أولا أن نعقد النية كخطوة أولى قبل الإعتراف أننا لن نستمر بهذا الضعف, وسنستخدم بدائل قوة تنجينا من ألمه.


أحيانا..
تساعدنا الإهانة على خلق مفترق طرق لنا..
لنغير مسار نهج انتهجناه طيلة حياتنا, اعتقدناه أنه نهج صالح..
لكن ربما لضعفنا أو كسلنا أو قلة ثقتنا بنفسنا نتعامى عن تغيير الذات التي نحملها بين أرواحنا؛
لذا فالإهانة تجلي الطرقات أمامنا..وتقوي بصرنا..


نحتاج للإهانة في حياتنا..
ربما لولاها لما اكتشفنا مداخل أدت إلى تفوقنا وأيضا اكتشافنا لذاتنا...


أتتسائلون مثلي؛
لو لم يعير الزميل الفيلسوف بجهله لتلك اللغة ،هل سيكون للفيلسوف الدافع لتعلم تلك اللغة والتي كانت سببا لشهرته بعد تأليفه للمعجم؟
 

مہجہرد إنہسہآن

طاقم الادارة
إنضم
27 أغسطس 2009
المشاركات
40,696
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
113
الإقامة
الطفيلة الهاشمية
أتتسائلون مثلي؛
لو لم يعير الزميل الفيلسوف بجهله لتلك اللغة ،هل سيكون للفيلسوف الدافع لتعلم تلك اللغة والتي كانت سببا لشهرته بعد تأليفه للمعجم؟


اكيد

اشكرك اختي الغالية على موضوعك الجميل

بعدين انا كنت في العقبة اليوم ليش ما شفناك

بمزح معك بعرف ما تقصرو اصلا انا كانت سفرتي سريعه جدا
 

قطر الندى

المشرفين
إنضم
23 نوفمبر 2009
المشاركات
10,569
مستوى التفاعل
74
النقاط
48
يعطيكي العافيه يا الغلا ع الموضوع الرائع

تحياااتي و احترامي الك :2:
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى